في حادثة هي الأولى من نوعها في هولندا حكمت محكمة هولندية على صبي في الخامسة عشرة من عمره بتهمة القتل العمد. القاتل ويدعى ك. جينغهوا طعن ضحيته جويس هاو التي لا يعرفها طعنة قاتلة بسكين. السبب: خلاف على صفحات فيسبوك بين مراهقات، ومن هنا تسمية الحادثة: جريمة على فيسبوك.
"عذرا ينبغي أن أفعل هذا"، كان هذا ما قاله الجاني حينما فتحت الضحية له الباب قبل أن يغرز في حنجرتها سكينة. وحينما سمع أبوها صوت استغاثة وهب لنجدة ابنته تلقى بدوره طعنة في وجهه. وكان الصبي ينفذ طلب صديقه، وفق ما ذكرته تقارير صحفية استنادا إلى معطيات الشرطة الجنائية. فهو يسكن مع عائلته في مدينة كابله آن دن آيسل قرب روتردام وهي تسكن مع أسرتها في مدينة ارنهيم على بعد أكثر من 100 كلم .
وتفاصيل القصة التي دعت ذلك المراهق يقتل تلك الفتاة الضحية هي أن صديقة الضحية جويس على فيسبوك واسمها ف. بوللي تتهم صديقتها أواخر العام الماضي بأنها نشرت على فيسبوك صفحات خاصة من حياتها فغضبت منها غضبا شديدا. وفي خضم موجة غضبها اتصلت بوللي بصديقها ك. ويسلي (17 عاما) الذي يحبها حبا أعمى كما ادعى أثناء تحقيق الشرطة معه، مضيفا أنها لو طلبت منه القفز من عمارة شاهقة لفَعَل.
ويسلي الذي أعماه الحب طلب بدوره من رفيقه ك. جينغنهوا الذي يصغره سنا (14 سنة آنذاك) أن ينفذ مهمة تصفية جويس هاو مقابل 100 يورو دفعها له بحسب ما يشاع. وبعد تأجيل التنفيذ عدة مرات وقعت الواقعة قبل أشهر وتوفيت الفتاة في ما بعد في المستشفى. "أتمنى أن ينتبه الناس بعد هذه الحادثة". كان هذا تعليق والد الضحية يوم الحادثة وبعد إعلان موتها في المستشفى قال والد الضحية منبها لهذه الآثار الخطيرة التي أفرزتها غرف التواصل على الصفحات الاجتماعية :"أتمنى أن يحمل موت ابنتي عبرة يعتبر بها الآخرون."
أحدثت الواقعة صدمة واسعة الأبعاد في المجتمع الهولندي، وتساءل الناس كيف يؤدي خلاف تافه عبر فيسبوك بين مراهقين إلى جريمة قتل بشعة. ولذلك طالب قضاة الأحداث المكلفين بمعالجة الملف بضرورة أن تكون الجلسة علنية بالنظر لوقع الحادثة على المجتمع. إلا أن محامي المدعى عليه وكذلك محامي الضحية طالبا بضرورة احترام الخصوصية الشخصية، فاتخذ في نهاية المطاف قرار إجراء المحاكمة خلف الأبواب المقفلة.
إن الموقع الاجتماعي "فيسبوك" قد اشتهر في السنوات الأخيرة ولعب دورا كبيرا في تغيير مجريات التاريخ المعاصر ليصل بعد بضع سنوات من تأسيسه إلى أكثر من 500 مليون مشترك ما جعل عددا كبيرا من الشباب مدمنا عليه للأسف، وبالرغم من أن صفحات "فيسبوك" قد ساعدت على انتشار علاقات بين الشباب من مختلف جهات العالم باختلاف توجهاتهم ودياناتهم والتعرف الى ثقافات الشعوب وانتشار اللغات "إلا أنها أدت بالكثيرين إلى الإدمان انتهت بهم إلى العزلة عن المجتمع الخارجي وهدر أوقاتهم وطاقاتهم."
إن أخطار استعمال هذه الشبكات الاجتماعية بشكل غير آمن من طرف الشباب على غرار نشر الصور والملفات وكيفية التعامل مع صفحاتها كما حصل مع الفتاة المراهقة في القصة السالفة الذكر وضحيتها.
كذلك ما يؤدي إليه استعمال النت من "إضاعة الوقت وإشاعة الخمول والكسل وإدمان الشباب والجلوس لساعات طويلة ما يؤدي إلى عدم التفاعل مع الحياة اليومية وإهمال واجباتهم."
علينا إذاً تقديم النصائح والإرشادات للمراهقين حول كيفية حماية أنفسهم من مخاطر هذه الشبكات الاجتماعية كعدم استخدامها في تخزين الملفات والمعلومات وتجنب نشر الصور والملفات التي قد تتسبب في مشاكل لهم أو لأطراف أخرى.
كما يجب أن نشدد على دور الأولياء بالنسبة للقصر في مراقبة أطفالهم من مخاطر هذه الشبكات وعلاقاتهم والجهات التي هم يتواصلون معها عن طريقها سواء كانت أفرادا أو مجموعات.