TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة ..دموع فوق ساحل الذهب

مصارحة حرة ..دموع فوق ساحل الذهب

نشر في: 3 يوليو, 2010: 06:26 م

 اياد الصالحي هكذا من دون شعور ، قفزت دموعي من مآقيها لحظة مشاهدتي انخراط لاعبي غانا في دراما بكائية مؤثرة أسفاً على فقدانهم أمل التأهل الى المربع الذهبي في إنجاز استثنائي لعله يشحذ همم منتخبات القارة السمراء مستقبلا للوصول اليه بالرغم من استحقاق أبناء غانا فعلا ان يذهبوا أبعد من دور ربع النهائي بعد ان سلكوا طرقاً
وعرة في منافسات المونديال لم تئد عزيمتهم ، بل زادتهم احتراما لأنفسهم وافتخاراً لبلدهم الذي عانى الأمرين بين مستعمر بريطاني (1902- 1946) ، وحروب قبلية ضروس ، وحكومات مستبدة وفاسدة حكمت بـ(الحديد والنار) لم تستطع ان تمنع طوال كل الحقب المأساوية شعب غانا من صناعة أجيال كروية من زمن اوهيني دجان اول رئيس اتحاد غاني لكرة القدم عام 1959 مروراً بمعجزات عبيدي بيليه الضلع الثالث في مثلث الأسطورة الأفريقي ، الى جانب الليبيري جورج وياه والكاميروني روجيه ميلا وصولا الى جيل جيان أسامواه الجوهرة الكروية الأجمل في تاج الكرة السمراء .في الاعلام لا انحياز على حساب الموضوعية والحقيقة ، لكن غانا بكل تأكيد استقطبت أعدادا كبيرة من الأقلام المنحازة الى طرفها ليس تعاطفا مع عشرين مليون غاني يعانون الفقر المدقع ، بالرغم من ان مقاطعة (كيب كوست) شرق جوهانسبرغ ، ثرية بمناجم الذهب والموارد الطبيعية ، بل لان منتخب النجوم السود قدم عرضاً ناصعا بالبياض في لوحات مونديالية مدهشة رُسم آخرها على اديم ( سوكر سيتي ) اول امس عندما وضع منافسه الاورغوياني تحت مطرقته طوال وقت المباراة قبل ان تتبرع عارضة مرمى موسليرا برد كرة طائشة لسامواه من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من الشوط الاضافي الثاني للمباراة قرعت جرس مغادرة غانا مبكراً وأسدت لها نصيحة العمر: يبكي دماً من يرفض هدايا الكرة المجنونة.لقد كان المدرب الصربي ميلوان راييفاتش المدير الفني للمنتخب الغاني صائبا عندما زج باللاعب الخبير ستيفن ابياه في الدقيقة 74 لعله يعيد الصواب الى رؤوس عدد من اللاعبين من خلال التوجيه والحافز بعدم اضاعة الفرص ، فضلا عن حسن إدارته منطقة العمليات التي شهدت حالة من التيه والتفكك والتكاسل وسط المداهمات الخطرة التي كررها الثنائي المكافح دييغو فورلان ولويس سواريز ، والأخير منع هدفا محققا بعد تصديه للكرة بيده نال أثرها كارتاً احمر قيمته لا تقدر بثمن لانه حفظ ماء وجه اورغواي وأسهم بإبقاء منتخبه في الملعب حتى الاحتكام الى ركلات (الانهيار) المفاجئة ، كما دفع صحف بلده الى كيل المديح له بإفراط واصفة يده بأنها أدخلت ( الحمائم الزرق) القفص الذهبي !دعونا نتوقف قليلا عند حالة سواريز هذه بمناشدة الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعديل ولوائح العقوبات بمضاعفة حرمان اللاعب الذي يتعمد الاستهتار بأصول اللعبة ويسترخص طرده من اجل عدم دخول الكرة في الشباك لاسيما ان اغلب ركلات الجزاء الممنوحة جراء هذا الفعل يفشل منفذوها بسبب توتر الأجواء عقب الطرد وتوقف المباراة ، فما بالكم بأسامواه الذي رأى كرته موجهة الى (ثقب ابرة) في ثانية "مرعبة" فصلت بين حياة غانا وموتها!يكفي ان (النجوم السود) لم تأفل مبكراً على طريقة الطليان والديوك والأسود الثلاثة ، وقد صدقت نبوءة الأسطورة عبيدي بيليه يوم وعد قبل مونديال 2006 بألمانيا بان منتخباً أفريقياً سيصل الى دور ربع النهائي في بطولة 2010 ، ونؤكد له هنا بان غانا وليس غيرها اذا ماشاء الله ستأخذ بثأرها في البرازيل 2014 وتكون حظوظها اوفر في نصف النهائي ولكن .. بعيداً عن نقطة الجزاء !ومضة : عجبي ..أن في بغداد وحدها أكثر من (ساحل ذهب) يكتنز مئات الموهوبين القادرين على صناعة ألمع الإنجازات الآسيوية ، ولم يزل المتحكمون بمقدرات المنتخبات الوطنية يرون في رفاق يونس محمود الأحق بحمل راية الكرة العراقية ولو على ظهور بعضهم الحدبى ! Ey_salhi@yahoo.comrn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram