ذي قار/ حسين العامل
طرحت الاوساط التربوية في ذي قار جملة من المقترحات لحل مشكلة تسريب الاسئلة الوزارية وتقويم العملية التعليمية في عموم البلاد من بينها اعتماد طرق الكترونية حديثة في اعداد وتوزيع الاسئلة على المراكز الامتحانية.
يأتي ذلك على خلفية الاعلان الرسمي عن ثبوت تسرب اسئلة مادة الرياضيات للصف الثالث على مواقع التواصل الاجتماعي وقرار اللجنة الدائمة للامتحانات في وزارة التربية تأجيل الامتحانات.
وقال نائب رئيس نقابة المعلمين في ذي قار حسن علي السعيدي إلى (المدى) ان "النقابة تقترح اعتماد الطرق الالكترونية الحديثة والابتعاد عن الطرق اليدوية القديمة التي لم يجرِ تحديثها منذ أكثر من خمسين عاما لتلافي تكرار تسريب الاسئلة الوزارية".
وأضاف السعيدي، أن "ذلك يكون عبر الإيعاز الى مدرسي جميع المواد الدراسية الاكفاء من جميع المحافظات بوضع اسئلة نموذجية وحسب الصيغة التي تراها لجنة الامتحانات".
وأشار، إلى أن "الآلية تتضمن اختيار ما لا يقل عن 300 نموذج من الاسئلة من قبل لجنة خاصة لكل مادة وتشمل جميع فصول الكتاب".
ودعا السعيدي، إلى "وضع النماذج في الآلة الحاسبة ويجري اختيار نموذج واحد منها بنظام القرعة قبل نصف ساعة فقط من بدء الامتحان".
وشدد، على أن "يتم توزيع الاسئلة الكترونيا على المراكز الامتحانية وتستنسخ وتوزع على الطلبة في القاعة مباشرة"، منوها الى ان "هذا يتطلب تزويد كل مركز امتحاني بخط (انترنت) وجهاز حاسوب مزود بطابعة لهذا الغرض، وهو امر هين وليس بالصعب".
ويرى السعيدي، أن "هذا من شأنه ان يبعد العنصر البشري نهائياً عن الاطلاع على الاسئلة ومضمونها وطرق خزنها ونقلها وتوزيعها كما يحدث الان".
وأفاد بضرورة، أن "تكون هناك مراجعة شاملة لآليات وضع الأسئلة واستلامها وتوزيعها، وابعاد مناصب وزارة التربية عن المحاصصة الحزبية واعتماد الكفاءة والخبرة والنزاهة في عملية اختيار المسؤولين".
واثار تسريب الاسئلة الامتحانية ردود افعال غاضبة بين الاوساط التربوية والشعبية في محافظة ذي قار والمحافظات العراقية الاخرى عادين ذلك جزءاً من منظومة الخراب التي اخذت تزحف على القيم التربوية والتعليمية.
وبدوره، وصف رئيس لجنة التربية والتعليم العالي في مجلس محافظة ذي قار سابقاً شهيد الغالبي ظاهرة تسريب الاسئلة بـ "الخطيرة جداً على العملية التربوية ومستقبل البلاد".
وذكر الغالبي في حديث إلى (المدى)، أن "ما حصل من تسريب وتردي واقع العملية التربوية مؤلم جداً وخطير ويهدد كل مفاصل الدولة والمجتمع".
وشدد، على أن "التربية تعتبر ام العراقيين وهي تدخل كل بيت وتشارك في تعليم وتربية افراد الاسرة وبناء الانسان وتشكيل منظومة الوعي".
ويجد، أن "ما اصاب العملية التربوية من امراض سينتقل عدواه الى المجتمع وجميع مؤسسات الدولة ويهدد حاضر ومستقبل الاجيال" مبينا ان "العملية التربوية اخذت تتراجع نتيجة الفساد وسوء الادارة". ويربط الغالبي، ما اعتبره "جريمة تسريب الاسئلة بالأزمة السياسية التي يعيشها البلد".
ودعا، الى "محاسبة المتورطين بتسريب الاسئلة ومراجعة وتقييم اداء العملية التربوية واستبعاد من تسببوا بتردي وانحدار واقع التعليم ولاسيما ادارة اللجنة الدائمة للامتحانات في الوزارة والمحافظات".
وطالب الغالبي أيضاً بـ "محاسبة وتغيير اللجنة الدائمة للامتحانات بصورة جذرية بعد تكرار تسريب الاسئلة "، مستبعدا ان "يفرط اي عضو من اعضاء اللجنة بمنصبه او ان يستقيل بسبب هذه الفضيحة".
ويواصل، أن "تسريب الاسئلة منطلق للغش الذي من شأنه ان يهدد مستقبل البلاد وامنها وكل مفاصلها فما بني على غش باطل ولا يرتقي بالأمم". ولفت، إلى ان "العملية التربوية شهدت المزيد من التراجع بعد جائحة كورونا حتى ان العراق خرج من التصنيف العالمي الخاص بجودة التعليم"، عادا ذلك "حالة خطيرة جدا ولاسيما ان العراق كان يحتل مراتب متقدمة في هذا المضمار".
وحذر الغالبي، من أن "هذه الحالة المأساوية تدق ناقوس الخطر بقطاع التعليم في العراق بشكل عام".
وكانت نقابة المعلمين في ذي قار قد دعت، في وقت سابق إلى "تشكيل مجلس تربوي أعلى يضم ممثلين عن وزارة التربية ونقابة المعلمين ومختصين وأكاديميين وقانونيين وباحثين في مجال التربية والتعليم" وأكدت أن "الغرض من هذا المجلس هو تقييم وتقويم العملية التربوية ووضع الحلول السريعة والمناسبة للمشاكل الطارئة والازمات المستفحلة". وطالبت بـ "ربط المجلس برئاسة الوزراء، وأن تكون له فروع في المحافظات تنسق مع أعلى سلطة في الادارة المحلية".