إياد الصالحي
تواصلاً مع نهجها الفريد بين الدول العربية قاطبة، في رعاية الإعلاميين الرياضيين المُبدعين في العالم، وليس المنطقة العربية فحسب، تفتح دولة قطر اليوم الأحد 12 حزيران 2022 ملعب خليفة الدولي أمام أكثر من 200 صحفي رياضي دعتْ الى حضورهم لجنة الإعلام الرياضي القطري، التي تنظّم بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية AIPS ، حفل الجوائز الدولية في مجال الإعلام الرياضي.
ومع تشرّفنا بتلقينا الدعوة الرسمية لحضور الحفل، إلا أنّ طارئاً صحيّاً حال دون تلبية الدعوة ومشاركة الزُملاء واحدة من أهم أنشطة الصحافة الرياضية الدولية التي تزامنت هذه المرّة مع قُرب انطلاق الحدث الأميز في العالم (مونديال قطر 2022) وما اِختيار ملعب خليفة الدولي المُفتتح كأول منشأة خاصة بالبطولة في 19 أيار عام 2017، إلا دلالة رمزيّة على أهمية دور الإعلام الرياضي في مواكبة وإنجاح البطولات الكُبرى.
يأتي احتضان الملعب المونديالي للجائزة الرفيعة اليوم كتكريم تاريخي لأسرة الصحافة الرياضية العالمية التي يقودها الإيطالي جياني ميرلو رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، والذي حرص هو الآخر على تتويج أعمال مُرّشحين من بين أكثر من 9500 زميل معتمداً من 161 اتحاداً عضواً لدى الاتحاد الدولي في حفل يُعد الرابع على التوالي ضمن سلسلة الجوائز الدولية المهمّة.
شراكة برَسِم الاستثمار في الثقافة والصحافة الرياضية وحماية وتعزيز نزاهة المهنة، شعار رفعه المنظّمون تماهياً مع موجبات إقامة الحفل وحيثيات التوافقات المهنية في تهيئة أفضل الظروف لتقييم الأعمال المشاركة وإِنصاف جهود المتنافسين في فئات المسابقة الأربع، دعماً وتشجيعاً لقدراتهم الفذّة في تطويع القلم والكاميرا من أجل قضايا أوطانهم الرياضية أو عابري حدودها، والتي تعبّر عن تفحّص دقيق لكل ما تمرّ به من أحوال متقلّبة طوال معاصرة الصحفي شجون الألعاب الوطنية والإقليمية والقارية والدولية، وما يترتّب من مواقف مثيرة، وما يتسرّب من معلومات قيد التحقيق، لابد لكل ذلك أن يتمّ تناوله بصدقيّة وشفافيّة وجُرأة لا تتخلى عن الحياد مهما كانت درجات الضرر الذي يُحيق بمؤسّسة أو مسؤول ما، ولهذا صرّح ميرلو بأنه قرّر شخصيّاً أن يُقدّم جائزة خاصّة لأفضل عمل للمُحقق الصحفي.
جوائز مالية مناسبة ومُشجّعة بما مجموعها 39 ألف دولار تمثل قيمة الأعمال الحائزة على المراكز الثلاثة مع كأس لكل فائز في فئة التصويرالفوتوغرافي كلقطة رياضية ومحفظة الصور، وفي فئة الكتابة كأفضل عمود وأفضل قطعة فنية، وفي فئتي الصوت والفيديو للملف مثل فيلم قصير وملف تعريفي للاعب رياضي، وفيديو وثائقي وشريط قصير، كما أهتمّ الاتحاد الدولي بالمُراسلين الشباب الموهوبين بالتصوير الفوتوغرافي والكتابة والإذاعة - لمن لم تتجاوز أعمارهم 30 عاماً - ومنحهم فرصة لتعزيز خبرة مسيرتهم بمنحة دراسية لتغطية حدث رياضي دولي كبير.
واقعياً، إن العلاقة المهنية التي تجمع لجنة الإعلام الرياضي القطري مع الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية تعزّز أخلاقيات العمل التربوي من خلال نشر قصص رياضية تحظى بتكريم لجنة التقييم، تنشر الوعي بين أوساط الرياضيين في العالم، وتنبّه المخادعين بأن عليهم الالتزام بالميثاق الأولمبي كأساس للتنافس الشريف والابتعاد عن آفة المنشطات أو اللجوء الى التزوير، ومحاربة العنصرية، وحضّ الأبطال الصغار على اِقتفاء أثر الجيل السابق الذين حفروا في الصخور وتحمّلوا المصاعب ولم يهِنوا من أجل تحقيق النجاح ومواصلة التقدم.
أعمال كهذه لابدّ أن تحظى باهتمام الدول المشاركة أو المُتابعة من خلال اتحادات الصحافة الرياضية الوطنية، لاستلهام دروس حفل الجوائز في عاصمة المونديال، والتفكير بإعداد مناسبات مُماثلة تحتفي بالزملاء المُبدعين بعد أن تسمّي لجنة متخصّصة ومُشكّلة من أكاديميين وأساتذة الصحافة أبرز النتاجات اللافتة وفقاً لدراسة ورؤية شخصية الفائز، ودوره المهني والأخلاقي، وأصداء عمله المُرشّح للمسابقة ومدى تأثيره لدى المُتلقّين المهنيين في القطّاع المبحوث فيه، وليس لدى جمهور (الفيسبوك) بأعماره ومزاجه وغرائب فوضاه في النقد!