TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > خلوة مع النفـس..الصداقة كنز.. وخيانة الأمانة والصداقة رجس شنيع

خلوة مع النفـس..الصداقة كنز.. وخيانة الأمانة والصداقة رجس شنيع

نشر في: 4 يوليو, 2010: 04:29 م

كاظم حبيبحين أخلوإلى نفسي أعيش معها تجاربي الحياتية الفاشلة منها قبل الناجحة .. أعيش ثانية، أعيش بها المرارة والفرحة، أعيش فيها وكأنها تحدث الآن وليست من الماضي القريب أو البعيد. وغالباً ما تكون التجارب الفاشلة دروساً مهمة يتعلم منها الإنسان الشيء الكثير وغالباً ما تعود إلى الذاكرة لتؤرق الإنسان لأنه يشعر بالذنب لعجزه عن وعي احتمال هذا الفشل قبل وقوعه..
 والتجربة الفاشلة التي كانت ولا تزال تثير لدي الاشمئزاز والشعور بالقرف أكثـر من غيرها من التجارب الفاشلة التي مررت بها في حياتي القصيرة تلك التي اقترنت بمن كنت أطلق عليه صديقاً وأخاً ورفيقاً عزيزاً.ولد هذا "الصديق" في عائلة عراقية كريمة ومناضلة. التحق أخوه الضابط العسكري بالحزب الشيوعي العراقي قبل ثورة تموز 1958 وكان من بين تنظيم الضباط الشيوعيين الأحرار الذين عرفوا بموعد ثورة تموز. وكان نموذجاً للضابط الوطني الذي لم يؤذ أحداً من الناس، ومع ذلك فقد اعتقل في انقلاب شباط الفاشي في العام 1963 وعذب ولاقى شتى المصاعب وسجن. ثم أطلق سراحه فيما بعد ولم يعد يمارس السياسة الفعلية واكتفى باتخاذ موقف إيجابي طيب من الحزب الشيوعي العراقي يمارس النقد حين يجده ضرورياً ومفيداً وخاصة في علاقة الحزب التحالفية مع حزب البعث الحاكم حينذاك.وكان "الصديق" المفترض قد التحق بالحزب الشيوعي العراقي حين كان طالباً في كلية التجارة والاقتصاد وتخرج منها قبل ثورة تموز. وأصبح ضابط احتياط في الجيش العراقي بعد ثورة تموز. منح فيما بعد زمالة دراسية لدراسة الاقتصاد ونيل شهادتي الماجستير والدكتوراه في تشيكوسلوفاكيا. نال الشهادتين العلميتين وتزوج من امرأة تشيكية وعاد إلى العراق بعد انقلاب 17 تموز 1968.كان هذا "الصديق" شخصية دافئة وإنساناً وديعاً ومسالماً، لم يكن يحمل الضغينة لأحد، مرح ويحمل روح النكتة، كان كسولاً وأطلق عليه مع بعض من أصدقائه في فترة الدراسة في الخارج بتنابلة السلطان عبد الحميد.  تعرفت عليه حين كنا ندرس في الخارج، أنا في ألمانيا وهو في تشيكوسلوفاكيا وحين كنا نقيم فعاليات طلابية في برلين أو أثناء السفر إلى براغ.حين عاد إلى العراق بدأ بالتحري عن عمل. تعرفت عليه بشكل أفضل بعد أن التحق باللجنة المختصة بالشؤون الاقتصادية للحزب الشيوعي العراقي، وساعده الحزب في الحصول على وظيفة مدير في إحدى الوزارات العراقية. تكونت لي علاقة طيبة وصداقة حميمية معه بمرور الزمن، خاصة وأنه كان رفيقاً وجاراً لي في السكن وعملنا معاً في جمعية الاقتصاديين العراقيين.خلال السنوات تلك لم الحظ عليه ما يقلقني سوى كونه كان يتطلع إلى العمل التجاري والغنى المالي. وكان يمارس شتى أنواع الأعمال إلى جانب وظيفته للحصول على المال وتحسين أوضاعه المعيشية التي لا يمكن أن تؤخذ عليه كنقيصة ما دامت في الإطار العام المقبول.وحين أُجبر الشيوعيون على مغادرة وظائفهم بعد اشتداد الضغط عليهم، رحل هو الآخر وبدأ يعمل في التجارة إذ كان له ولزوجته بعض المال الذي سمح له بذلك. خلال فترة وجودنا في المهجر تعززت علاقاتنا الصداقية وأحياناً العائلية وأتمنته على مال كان وديعة عندي. كان يعمل مع بعض معارفي في النشاط التجاري. حذرني أحدهم منه، واعتبرت ذلك من باب المنافسة بين العاملين في التجارة. وهو في المحصلة النهائية لا زال عضواً في الحزب، رغم أنه تصرف مرة بما لم نتفق عليه وحمَّلَ ذلك المال خسارة معينة، فأن ثقتي به لم تتزعزع، ولكني حذرته من التمادي بالعمل المصرفي الذي يحمل أخطاراً معينة لا قدرة للجهة التي أودعت المالي عندي على تحملها.حين غادرت الجزائر إلى إقليم كُردستان كنت قد جمعت بعض المال من راتبي الشهري في الجزائر، إذ كان من بدرجة أستاذ يدفع له 70% من راتبه الشهري بالعملة الصعبة، وكان الباقي 30% يدفع بالعملة الجزائرية كافياً للمعيشة في الجزائر وشراء بطاقات السفر في العطل الصيفية، فأودعته عند هذا "الصديق" ورجوته أن يشتغل به ليوفر شيئاً من المال لعائلتي في ألمانيا التي لا راتب ولا عمل لديها هنا، علماً بأن المبلغ لم يكن كبيراً. وكان الحزب الشيوعي يقدم مبلغاً شهرياً لعائلتي يحسب ديناً علي أن أسدده بعد عودتي من كُردستان إلى الخارج، وقد سددت الدين كاملاً غير منقوص في العام 1989 ووفق وصولات محفوظة عندي. كنت ألتقي بهذا الصديق في لندن أحياناً وفي براغ أحياناً أخرى حين أكون خارج كُردستان وحن أصبحت ممثلاً للحزب في مجلة قضايا السلم والاشتراكية. أعطيته وكالة بالمال المودع في البنك لكي يستطيع التصرف المحدود بالمال ولم يكن المبلغ الإجمالي المؤتمن عليه قليلاً. وبعد عدة سنوات أدركت أن هذا المدعو "صديقاً" لم يتصرف بإجمالي المال بشكل نظيف بل كان يستثمره لأغراضه الخاصة ويتلاعب بالحسابات وحمل الجهة التي أودعت المال لدي خسائر لا بالرأسمال الأساسي بل بالأرباح التي كان من المفروض أن تتراكم لتك الجهة، وكذلك بالأرباح التي تكونت في المجالات التي وظف فيها تلك الأموال لم يحسبها لتلك الجهة بل لنفسه. كما ابتلع جزءاً من المال الشخصي الذي وضع لديه لصالح عائلتي في حالة وقوع حادث أثناء مشاركتي في حركة الأنصار الشيوعيين في كردستان، وكان احتمال الشهادة موضوع في الأجندة اليومية للم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram