TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > حكاية دخول السيارة إلى الموصل ..ومن هم أصحاب الأرقام الأولى؟

حكاية دخول السيارة إلى الموصل ..ومن هم أصحاب الأرقام الأولى؟

نشر في: 4 يوليو, 2010: 04:32 م

وإذا كان لابد من ربط موضوعي بين أول دخول للسيارة إلى الموصل وبين بعض أعرق البيوتات ... فإن أسرة آل حمو القدو هي القدح المعلى في هذا الخصوص .وقد أشتهر من أسرة آل حمو القدو كل من الأخوة (أساس الأسرة) عبد الله وعبد الباقي وعبد المجيد وعبد القادر . أما عبد الله فلم يعقب ولداً .
 وقد أعقب عبد الباقي كل من عبد الرحمن ويونس . أما عبد الرحمن فقد أعقب سالماً الذي توفي وهو صبي وبنتٌ واحدة .أما يونس بن عبد الباقي فلم يعقب ولداً هو الآخر ، وكذلك الأخ الرابع عبد القادر . وإذ ان اسم والد كل من عبد الله وأخوته الثلاثة هو محمد وان والده هو عبد القادر .... فمن هنا جاء اسم التدليع من محمد فصار (حمو) ومن عبد القادر فصار (قدو) ، فأدغم الأسم ليصبح اسم شهرة بمرور الزمن هو (حمو القدو) .نعود إلى عبد المجيد الأخ الثالث ، والذي خلّف أربعة أولاد من الذكور هم كل من مصطفى وصديق وعبد العزيز وتوفيق . أما مصطفى فلم يعقب ولداً . وأما توفيق فقد أعقب ولداً أسماه إدريساً . وأما صديق فقد أعقب كلا من زهير (طبيب العيون) وأياد (المهندس) وبشار (الطبيب) .وقد حكى لي الطبيب زهير (والمتزوج) من إبنة (ابن عمه إدريس بن توفيق) والتي والدتها (ابنة) عبد الرحمن (العم الأكبر) الذي نوهنا عنه في أول حديثنا وقلنا أنه خلّف سالماً الذي توفي وهو صبي (وبنت واحدة) .أقول حكى لي عن قصة السيارة وهي من ماركة فورد الأمريكية التي أدخلوها إلى الموصل سنة 1919 بعد أن شاع أمر دخول سيارات الجيش البريطاني العسكرية . وظلت هذه السيارة مثار دهشة الأهلين واستغرابهم ومضايقاتهم حتى أضطروا ان يركنوها فترة من الزمن في بستانهم الواقعة في جانب الفيصلية من الساحل الأيسر (بستان بيت حمو القدو) إلى ان تم تشكيل دوائر المرور الرسمية سنة 1924 والتي قامت بمنح أرقاماً متسلسلة بشكل لوحات معدنية مصنوعة من مادة الآهين توضع على طرفي السيارة من الأمام ومن الخلف .وفي هذه الفترة ، قام وجهاء وسياسيون وأطباء في مدينة الموصل بجلب سيارات جديدة على حسابهم الخاص ، وكان فيهم الدكتور داوود سليم الجلبي ، الذي قامت دوائر المرور (حديثة التكوين) بمجاملته لوظيفته في الدولة (مدير الأمور الطبية العسكرية) من جهة ، ولموهبته في الكتابة والتحرير والعمل على تاريخ الكتب وتحقيق أخريات من سواها ، من جهة أخرى . فتم منحه رقم (واحد موصل) ، وأعطي الرقم (اثنان موصل) إلى عبد الباقي جلبي حمو القدو . ويقول المرحوم حازم جلبي الصابونجي كما رواها لي عادل العاني ، ان أول من أدخل السيارة إلى الموصل هو محمد باشا الصابونجي والد مصطفى جلبي الصابونجي. لكن الحقيقة التي يجب ان تقال في الرد على ذلك أن محمد باشا الصابوجي كان قد توفي سنة 1911 وقبل دخول السيارة الموصل بنحو ثماني سنين ..... فتكون هذه الرواية ضعيفة الإسناد .وإذ اختفى الرقم (واحد موصل) عن الانظار عقوداً من السنين ... جاء ليظهر في بداية الستينيات على سيارة بونتياك صفراء موديل 1960 يملكها وليد الدراجي شقيق عبد اللطيف الدراجي متصرف لواء الموصل فيما بعد ووزير الداخلية . ثم صار ان أهداه إلى الحاكم (القاضي) عدنان بكر بك من آل سليمان بك لتحمله سيارته (الفوكسهول البيضاء) ثم آل إلى أولاده موضوعاً على سيارة (سيلبرتي سمائي) . وقد علمنا أخيراً ونحن ندبج هذا المقال انه قد تم بيع الرقم إلى أحد الأثرياء الجدد على وفق عرضٍ شديد الإغراء مقدار مبلغه كما وصلنا 42000 دولار لا غير (والعهدة على الراوي) . وقد علمنا أيضاً ان الوسيط في هذه الصفقة (م.د) قد تسلم نظير أتعابه مبلغاً قدره (5) ملايين دينار عراقي كما رواها لي صديقي سلام بن عبد الله بك بن نشأت بك في داره في حي نركال في المجموعة الثقافية يوم الثاني عشر من نيسان سنة 2009 .أما عادل العاني فيذكر ان صفقة البيع قد فشلت ولم تتم ، لكني أستعلمت من أحمد رفعت بن محمود شوكت بك (من أقرباء عدنان بك) أقول استعلمت منه عن الموضوع فأيد لي صفقة البيع ، وذكر ان مشتري الرقم هو (يحيى أبو الدولار) الساكن في دبي في الامارات العربية المتحدة في الوقت الحالي . أما السيارة رقم (2 موصل) فلها رواية أخرى تقول الرواية كما رواها لي سعود بن محمد بن عبد الرحمن بك بن عزيز بك آل الجليلي ، كما سمعها من طبيب الأنف والأذن والحنجرة (ابن عم والده الدكتور محمد سعيد الجليلي) ان الرقم (2 موصل) كان من خاصية سليمان سامي بك الجليلي (المتوفى سنة 1944) . ويصادف ان جاء متصرفاً إلى الموصل عبد العزيز المظفر (الذي صار متصرفاً في الموصل للفترة من 5 كانون الأول سنة 1931 – 16 مايس سنة 1934) . فقام سليمان بك بوهب السيارة الخاصة به مع رقمها إلى المتصرف الجديد ، الذي قام بدوره بالتنازل عن رقم سيارته (33 موصل) إلى سليمان بك ، وهكذا أصبح الرقم (2 موصل) بعهدة المتصرف عبد العزيز المظفر من سنة 1932 ، ليختفي عقوداً من الزمن في بغداد ويظهر مجدداً سنة 1959 موضوعاً على سيارة (المقدم إسماعيل عباوي) التلميذ الملتحق بالدورة الأولى في الكلية العسكرية الملكية وخريجها ، والذي صار فيما بعد وهو برتبة رئيس (نقيب) مرافقاً للجنرال بكر صدقي قائد انقلاب سنة 1936 (أول انقلاب عسكري في تاريخ العراق الحديث

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram