خاص / المدى
لقرون مضت شكلت صناعة ماء الورد مهنة توارثتها العشرات من العوائل في ديالى باعتبارها مصدر رزق كما أنها تأتي بأشكال مختلفة من ناحية تراكم الخبرات لعشرات السنوات لصناعة مادة تستخدم في الكثير من متطلبات الحياة اليومية.
أم فيصل امرأة مسنة من سكنة بهرز (جنوب بعقوبة) تقول لـ (المدى)، أن "صناعة ماء الورد من الصناعات القديمة في بهرز ومناطق أخرى في ديالى، وهي تجري وفق آليات محددة ابتداء من قطاف ورد الجوري الى تحضيره وتهيئته، ثم بدأ مرحلة التبخير للحصول على المادة الخام".
وأضافت، أنها "تزاول المهنة منذ 40 سنة، وقد ورثتها عن والدتها أي إنها مهنة أجيال متعددة في أسرتها"، مؤكدة أن "تطور الحياة وقلة المعروض من الورود كلها أسباب دفعت الى بداية نهاية صناعة الورد في بهرز وديالى بشكل عام".
أما خشان الباوي وهو مؤرخ، فقد أشار الى أن "صناعة الورد ليست مهنة مستجدة عمرها عشرات السنين، بل هي قادمة من ملكة اشنونا القديمة أي الألف الأول قبل الميلاد"، مبينا أن "حسناوات تلك المملكة كانت تصنع هذه المادة لاستخداماتها الكثيرة ومنها الروائح العطرة".
وأضاف الباوي، أن "لغاية 1980 كانت هناك 26 منطقة في ديالى توجد بها أسر تصنع ماء الورد لكن ما موجود حاليا 3 مناطق وعدد الأسر لا يزيد عن 10 فقط "، لافتا الى أن "الصناعة في صورتها التقليدية في طريقها للاندثار خاصة في بهرز التي تعد المركز الأساسي لعقود لصناعة ماء الورد".
أما باسم الخشالي وهو مختص بصناعة ماء الورد أشار الى أن "أكثر من 10 استخدامات لمادة ماء الورد وأفضل نوعية تصنع في بهرز من ناحية الجودة العالية".
وأضاف الخشالي، "حتى الحلويات دخلت بها مادة ماء الورد"، مبينا أن "الصناعة التقليدية تتطلب جهوداً مضاعفة لكنها ذات جودة عالية قياسا بالمنتج التجاري".
وأضاف أن "انحسار الغطاء النباتي أثر بشكل كبير على الصناعة بالإضافة الى عدم وجود رغبة للشباب في وراثة خبرة آبائهم ما أدى الى قلة الصناعة في السنوات الأخيرة".