TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > أحداث عراقية..ماذا حصل ليلة وفاة الملك فيصل الأول..؟

أحداث عراقية..ماذا حصل ليلة وفاة الملك فيصل الأول..؟

نشر في: 4 يوليو, 2010: 04:36 م

د. هادي حسن عليويلا خلاف على ان الملك فيصل الاول هو ابرز الملوك العرب في العصر الحديث وقد اختلف في مكان وتاريخ ولادته فهناك من قال إنه ولد في مدينة مكة المكرمة في العشرين من أيار عام 1883 فيما ذكر آخرون ان ولادته كانت في مدينة الطائف في العشرين من ايار عام 1885.
وهو الابن الثالث للشريف حسين الى جانب علي وعبدالله. وقد نقل في اليوم الثامن من ولادته الى عرب عتيبة للرضاع تماشياً مع التقاليد الهاشمية. ثم نشأ في البادية وتعلّم الفروسية وركوب الخيل وضرب السيف واستخدام السلاح مما جعل منه فارساً مقداماً. ثم استدعي والده الشريف حسين الى العاصمة التركية عام 1893 في عهد السلطان عبد الحميد، وعاش هناك مع اولاده حتى عام 1908.وفي سنة 1905 تزوج فيصل من ابنة عمه حزيمة بنت الشريف ناصر بن علي وانجب منها صبياً وحيداً هو غازي ولد عام 1912 وثلاث بنات.عاش فيصل حياة تقشف وتقوى تزوج بامرأة واحدة ولم يكن يهتم بجمع الاموال. ولما خرج من سوريا عام 1920 لم يكن معه ما يكفيه من مال لنفقات السفر. قلنا ان فيصل عاش فترة في اسطنبول مما اتاح له الفرصة بأن يلتقي بالكثير من رجال السياسة والشخصيات العربية والتركية، ومما مكّنه كذلك من اتقان اللغة التركية.وفي عام 1908، عام اعلان الدستور في تركيا، عاد مع والده الى مكة. وفي عام 1909 بدأ حياته السياسية العملية، حيث رشح نفسه نائباً عن مدينة جدة، وبعد فوزه في الانتخابات اصبح عضواً في "مجلس المبعوثان" مما كان يتطلب ان يعيش فترة في اسطنبول ثم يعود الى الحجاز. وهو ظل عضواً في "مجلس المبعوثان" حتى بداية الحرب العالمية الاولى.كان فيصل الاكثر حماسة بين ابناء الشريف حسين لاعلان الثورة ضد الاتراك، وقد يعود ذلك الى اتصاله برجال الحركة العربية في سوريا. ولكنه عندما ذهب الى دمشق عام 1916 لاشعال الثورة فيها وجد أن جمال باشا السفّاح قد بدأ بقطع رؤوس الاحرار العرب ونصب لهم المشانق في 6 أيار 1916. عندها عاد الى الحجاز ليساهم مع والده في اطلاق الثورة في 10 حزيران من تلك السنة.وفي 1918 انهزمت تركيا في الحرب العالمية الاولى وخرجت جيوشها من سوريا فجاء (الملك) فيصل الى دمشق ودخلها على صهوة جواده فاستقبله الناس استقبالاً حماسياً وفي الخامس من تشرين الاول اذاع الملك فيصل بلاغاً رسمياً بتشكيل الحكومة يقول فيه: "الى اهالي سوريا المحترمين، اشكر جميع السوريين على ما ابدوه من العطف والمحبة وحسن القبول لجيوشنا المنصورة، والمسارعة للبيعة باسم مولانا السلطان امير المؤمنين الشريف حسين نصره الله".وبعد هزيمة تركيا اخذت الدولتان المنتصرتان بريطانيا وفرنسا تعملان للسيطرة على البلدان العربية التي كانت خاضعة للسلطنة العثمانية وفقاً لاتفاقية "سايكس – بيكو" التي وضعها كليمنصو ولويد جورج لتقاسم البلدان العربية بين بريطانيا وفرنسا. وقد جرى ذلك في 15 ايلول 1919 عندما دعا لويد جورج الامير فيصل الى اوروبا للتفاهم معه على خطوط السياسة الجديدة وقد وجّه اليه برقية في 10 ايلول 1919 راجياً ان يصل لندن في السادس عشر من الشهر نفسه.غادر فيصل دمشق الى حيفا فالاسكندرية ثم ابحر على ظهر طراد للاسطول البريطاني يصحبه الشيخ فؤاد الخطيب أمين الخارجية، والجنرال حداد باشا مدير الامن العام، والدكتور احمد قدري - طبيبه الخاص -، والقائد اركان حرب محمد اسماعيل، والخوري يوسف اسطفان والمحامي توفيق الناطور، والمرافق العسكري تحسين قدري. ولكن عندما وصل الى باريس في 19 ايلول كان كل شيء قد انتهى بين الدولتين الحليفتين بريطانيا وفرنسا بموجب اتفاقية "سايكس – بيكو" التي اوقعت الدول العربية تحت الانتداب والسيطرة الاجنبية والتي لا نزال نعيش ذيولها حتى اليوم.جرت مبايعة فيصل ملكاً في السادس من آذار 1920 في اجتماع "المؤتمر السوري". ثم جاءت فرنسا بجيشها الى سوريا ونشبت الحرب وانزل العلم العربي الذي رفعه فيصل في بيروت ودمشق بعدما رفض لويد جورج استقلال سوريا وتنصيب فيصل ملكاً عليها واعتبر انه ليس من حق اية جماعة ان تقرر مستقبل سوريا والعراق بل ان ذلك من حق دول الحلفاء التي حررت سوريا من الاحتلال التركي.وعُقد مؤتمر سان ريمو بين (18-26) نيسان 1920 قررت فيه بريطانيا وفرنسا مصير البلاد العربية وتوزيع الغنائم بين الحلفاء. وقد اتضحت ملامح المؤامرة باعطاء فلسطين لليهود، ولم تنفع ردود الفعل التي صدرت عن الجماهير السورية التي كانت تطالب بالاستقلال. وقد كُتب ما كتب واملى الاستعمار شروطه وزحف الجنرال غورو على دمشق وانتصر في معركة ميسلون. ثم غادر الملك فيصل سوريا بطلب من الحكومة الفرنسية وسافر الى حيفا ومنها الى ايطالياوكذلك احتل الجيش البريطاني بغداد رغم مقاومة الشعب العراقي للاحتلال ومحاولاته الثورة ضد الانتداب البريطاني. وفي 1921 جرى تتويج الملك فيصل ملكاً على العراق وقد اشترط عندما عرض عليه عرش العراق ان تعترف الحكومة البريطانية باستقلاله، وان تساعد العراقيين، اولاً على انشاء حكومة وطنية مستقلة ذات سيادة، وثانياً: ان يلغى الانتداب الذي فرض على العراق في مؤتمر الحلفاء في سان ريمو. وا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram