علي لفته سعيد
بين فترة وأخرى يفتح باب غرفة كبيرة ليقف وسط آلات سود وفضية وحمراء وبمختلف الأحجام، أخرجها من صناديقها ليتأملها ويلتقط منها الأنفاس ويشم رائحة سنوات زادت على الـ40 في هواية جمع ما له علاقة بالكاميرات والتصوير.
المصور الفوتوغرافي خليل الطيار يحرص منذ عقود على شراء واقتناء آلات وأدوات التصوير التي تقع عيناه عليها في أي مكان يزوره من العالم.
الطيار ومع مرور السنين صار واحدا من أبرز خبراء التصوير ومن أكثر النقّاد في التصوير الفوتوغرافي، ليس على مستوى العراق بل والعالم العربي.
ويقدر الطيار مجموع الآلات التي اشتراها أو عثر عليها أو حصل عليها كهدايا بأكثر من 4500 كاميرا ومعدّة للتصوير وأقدمها يعود تصنيعها للقرن الـ19.
الطيار مولود في البصرة عام 1958 وحاصل على البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في الفنون السمعية والمرئية، وحاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه بالإعلام وشهادة تخصّص في (تاريخ التصوير) من اتحاد المصورين العرب، وكذلك شهادة في العلاقات العامة الدولية من الجامعة الأميركية في بيروت.
يقول الطيار عن هوايته في جمع آلات التصوير، إنها بدأت منذ مراحل التعلّم الأولي لفنّ التصوير في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وكان المدرّب الأول هو الفنان المصور الراحل مؤيد الصالحي الذي "أخذ بيدي لدراسة فن التصوير دراسة أكاديمية وتعرّفت خلالها على أبرز كتب للدكتور عبد الفتاح رياض ومجلّة التصوير الضوئي العالمية، إضافة إلى إدخالي دورة بكيفية استخدام الكاميرا".
ولفت إلى أن أوّل كاميرا استخدمها كانت من نوع "فلا" روسية الصنع محدودة السرعة والفتحات وبعدسة ثابتة، وهو ما ساعده في التدرب على المناورة باستخدام الكاميرا بظروف إضاءة مختلفة.
وأضاف أنه بعد ذلك اشترى كاميرا تحتوي على زوم أو كاميرا متغيّرة العدسات إضافة إلى كاميرات تحتوي على سرعات وفتحات مختلفة يمكن المناورة فيها في ظروف تصوير مختلفة.
وعن هواية جمع أدوات وكاميرات التصوير يقول الطيار"اقتناء الكاميرات تحوّل من الهواية إلى شغف لمعرفة أسرارها، لذا أخذت أتتبع موديلاتها وأجيالها وأجمعها تراتبيا حسب تواريخ صناعاتها من مختلف المناشئ".
ويحدّد أنواع الكاميرات التي بحوزته، فيقول إن منها ما هو معدني ومنها بلاستيكي ومنها ما هو خشبي، مشيرا إلى أن أوّل مجموعة تكونت عنده جعلته ينظم أوّل معرض من نوعه في العراق حين بلغ عدد كاميراته 100 وذلك عام 1986.
وأشار إلى أنه عادة ما يخصص الكثير من الوقت أثناء السفر للخارج للبحث والتقصّي عن أية آلة.
ويعتبر الطيار ما لديه مجموعة نادرة تستحق الحصول على شهادة من موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهي غير متوفرة لدى الكثير من الهواة في العالم.
ويقول إن ما لديه من أدوات تضم كاميرات ومعدات فوتوغرافية ومعدّات سينمائية وأجهزة التصوير والمعدات والبصريات الأخرى إضافة إلى الصور.