أ.د ناهض القيسيهوَ موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) ولد بالابواء وهو منزل بين مكة والمدينة في اليوم السابع من شهر صفر سنة 128 هجرية الموافق 745 ميلادية، فاؤلم ابوه الامام الصادق بعد ولادته واطعم الناس ثلاثاً
وامه ام ولد يقال انها حميدة بنت صاعد المغربية وقيل الاندلسية، وكانت حميدة الصفات حتى وصفت باللولوة ووصفت (بالمصفاة) وقال عنها الامام الصادق (عليه السلام): ان حميدة مصفاة من الادناس كسبيكة الذهب.ومن القاب الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) (الصابر العبد الصالح، الامين، النفس الزكية، الزاهد، الوفي، زين المجتهدين، والكاظم) ولكن صفة الكاظم كانت اشهر صفاته فعرف بموسى الكاظم وكظم الرجل غيضه وفي القرآن الكريم (والكاظمين الغيظ) وقد سمى بالكاظم لكثرة كظمه الغيظ وصبره على ما لقي من الظلم والاذى والحبوس وقال الشافعي عن الكاظم (عليه السلام) (ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظماً، فكان يجازي المسيء باحسانه اليه ويقابل الجافي عليه بعفوه عنه) في حين ذكر عنه المؤرخ ابن الاثير: (انه لقب بالكاظم لانه كان يحسن الى من يسيء اليه).وفاته: بعد تأسيس مدينة السلام سنة 146 هجرية استناداً لاول درهم سك فيها جعلت مقبرة الشونيزي مدفن الموتى بمدينة السلام وسميت مقابر قريش وعرفت ايضاً مقابر بني هاشم ودفن فيها ابو جعفر المنصور ودفن فيها الامام موسى الكاظم (عليه السلام) بعد وفاته سنة 183 هجرية في خلافة هارون الرشيد وفي سنة 220 هجرية توفي ابو جعفر محمد الجواد علي الرضا بن موسى بن جعفر (عليهم السلام) ودفن في تربة جده ابي ابراهيم وقد بدأ الناس بالتردد على هذه التربة وزيارتها. لقد جدد المرقد واعيد بناؤه في عهد الامير البويهي (معز الدولة) ووضع الضريحان على القبرين من خشب الساج، وقبتان فوقهما من خشب الساج ايضاً سنة 336 هجرية وفي سنة 367 هجرية بني سور حول المشهد لحمايته من الغرق ووضعت المحاريب والقناديل والستور وكان اكثرها من الذهب والفضة.وفي سنة 444 هجرية قام الملك الرحيم بتجديد بناء المشهد ووضع صندوقين جديدين على القبرين وشيد سياجاً جديداً للروضة المطهرة وكذلك شيد المسجد والمأذنة وفي سنة 490 هجرية امر الامير السلجوقي مجد الملك ابو الفضل بتعمير المشهد ورفعت فيه مئذنتان وزينت القبة بالفسيفساء، ووضع على القبرين صندوقان جديدان من خشب الساج. وفي سنة 512 هجرية اثار المشاغبون في بغداد وقصدوا المشهد الطاهر وقلعوا الشبابيك والابواب.وفي السنوات 554 و569 هجرية تعرض المشهد الكاظمي الطاهر للفيضان وفي سنة 575 هجرية قام الخليفة العباسي الناصر لدين الله بتجديد صندوق الساج المطعم بالذهب وبنى رواقاً جديداً وبهواً ومأذن متعددة وزين كل ذلك بابهى زينة، وفي سنة 614 هجرية حدث فيضان هائل ببغداد فتعرض المشهد للخراب وقام الخليفة الناصر لدين الله بتعمير المشهد وفي سنة 623 هجرية اكمل بناء الرواق والمأذن وزاد في سعة الحرم واكتملت اعمال الصيانة سنة 624 هجرية. وفي سنة 646 هجرية حدث فيضان في بغداد ادى الى سقوط جزء من السور للمشهد الكاظمي حيث وصل مستوى الماء الى اعلى القفص وبعد الغزو المغولي لبغداد سنة 656 هجرية ساد الخراب والجوع والفزع على البلد وسكانه واحترقت اكثر الاماكن المقدسة ومنها جامع الخليفة والمشهد الكاظمي وقبور الخلفاء.وفي سنة 769 هجرية قام السلطان الجلائري اويس بتعمير المشهد الكاظمي فبنى قبتين ومنارتين وامر بوضع صندوقين من الرخام الجيد على القبر.وفي سنة 914 هجرية امر اسماعيل الصفوي بقلع عمارة المسجد وتجديدها تجديداً شمل الروضة وتبليط الاروقة بالرخام وصنع صندوقين خشبيين على القبرين الطاهرين وتزيين الحرم بالقاشاني المزخرف حملت ايات قرآنية كريمة وكتابات تاريخية كما امر بتشييد هيكل الحرم وروضته واروقته.وفي سنة 941 هجرية حكم السلطان العثماني سليمان القانوني بغداد واصدر فرماناً باكمال النواقص في تعمير المشهد الكاظمي الطاهر.وفي سنة 1032 هجرية غزا عباس الصفوي بغداد، فعاد الحكم الصفوي ثانية وصنعوا ضريحاً ضخماً من الفولاذ ووضع على الصندوقين الخشبيين ليقيهما غوائل النهب والسلب واثناء حدوث الفوضى.واستمرت اعمال الصيانة والتوسيع جارية حتى يومنا هذا.
مرقد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)
نشر في: 4 يوليو, 2010: 04:48 م