اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: صورتان بعدسة القلب

قناطر: صورتان بعدسة القلب

نشر في: 15 يونيو, 2022: 12:01 ص

 طالب عبد العزيز

أي قراءة للمشهد السياسي العراقي لا تسرُّ، بل، وتُنبئُ بما هو خطير ومخيف، حتى لكأننا لم نكتو بكل ما جرى، مع أن صديد الجراح والحروق ما زال ينزُّ من أرواحنا، ولكأن مشهد الدم الذي سال طوال العقود كان بلا حكمة، ولم يكن نتاج الحماقة والتهور والفوضى، حتى بتنا نلمس ونتحسس عن قرب أنَّ الدم الذي احتقن في القلوب بعد الاحداث الاخيرة ذهب يبحث عن مسيل له، هذه الارض بعطشها الازلي للماء مازالت تبحث في اجسادنا عن لون آخر لريّها، فهي المبتلاة بالحمقى والمتهورين.

سوّق سياسيو العراق خلال العقود الثمانين الماضية الصورة العراقية بوصفها قطعة فاخرة من من الدم، وأنَّ العراقيين يؤمنون بأنَّ البندقية هي الحل الوحيد لكل مشاكل السياسة، حتى اعتقد الجميع بذلك، فصار العراقي لا يرى في صورة علي بن ابي طالب إلا سيفه، وأصبحت قطعة السلاح في البيت العراقي جزءًا من ضرورة وجوده، فالعشيرة القوية قوية بعدد الحمقى والمتهورين فيها، والحزب السياسي فاشل ما لم يلجأ الى البندقية في حسم مشهده، بل ويذهب الكثير منا الى اليقين القاطع بوجوب تغيير الوضع السياسي القائم اليوم عبر البندقية لاغير، ونرى ذلك واضحاً وجلياً في وسائل الاعلام وصفحات التواصل، وهو حديث المقهى والشارع والبيت اليوم، ومردُّ ذلك كله الى الصورة النمطية التي رُسمت سلفاً وعززتها الطبقة السياسية التي مازالت تغمض أعينها عن حقيقة ما تفعل وتريد.

كل فاحص أمين للمشهد اليوم لا يجد في حلول السياسة مخرجاً. لقد اختزل الصدريون ومن معهم والاطاريون ومن معهم المشهدَ العراقيَّ في حوارهم، وعلى الشعب تحمل نتائج ما سيجري، هذه الصورة العراقية اليوم، ومن يرى غير ذلك فهو بلا بصيرة، ذلك لأنهما الوحيدان اللذان يحتكران السلاح، وبين معادلة توازن الرصاص تلك ليس على الاخرين إلا تقبل النتائج. نقرأ ونسمع من كلا الطرفين من يتحدث بوجوب الحوار، وتقديم مصلحة البلاد على المصالح الحزبية والشخصية، وبينهم من يحاول تقديم صورة خيالية للمشهد القادم إلا أنَّ يقينهم يقول غير ذلك، ففي الأقبية السريّة ترسم الخرائط الجديدة، وفي الانفاق تتراكم الصور القادمة، التي لن تكون بالابيض والاسود.

خارج دوائر الاحزاب الاسلامية(الشيعية والسنية) هناك عقل عراقي خالص وأمين، لا يرى في الصدام المسلح حلاً نهائياً، وينظر للبلاد لا بوصفها بندقية وطائرة مسيّرة إنما بوصفها تاريخا وحضارة ومستقبلا، وبينهم أسماء لم ينجسها الفعل السياسي، ولا اقصد التشرينيين هنا، إنما الملايين من العراقيين، الذين لم يذهبوا لصناديق الانتخاب، ولم يدلوا بأصواتهم، لهذا وذاك، والذين يشكلون ألـ 60‌% إذا ما علمنا بأنَّ نسبة المشاركة كانت 41‌% بحسب تقارير المفوضية المستقلة، لكنْ، أينهم؟ ولماذا لا يؤخذ وجودهم في الحسبان؟ أقول: لأنهم بلا بنادق ولا مسيرات.

لا شكَّ بأنَّ بعض الذين دخلوا دائرة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وفريقه، مستشارين ومنظرين وصحفيين ينتمون الى فئة الـ 60‌% وقد استعان بهم لأنه يرى فيهم امكانية رسم خرائط سياسية جديدة، ترى في الحوار طاقة ايجابية، واقعية ومنتجة، لكنَّه وفريقه اصطدموا بعقبة حملة البنادق، فشُلّوا، وصاروا أخيلة ومآتات، تتجاذبهم قوة هذا وضعف ذاك، حتى انتهوا مثلنا، ينتظرون ما ستسفر عنه بنادق الأقوياء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram