شاكر لعيبيفي منفى الحيوانِ النهريّ المُظْلمِ،فِعْلُنْ فِعْلُنْ فِعْلُنْ فِعْلُنْ،هل كنا ندورُ مع مَغازِلِ المنتظراتِ قبل الدخولِ إلى المربَّع الأوّل؟. لا أحدَ من رَبابنة السفن كان يعلمُ.
انتظرنا أن يرتدي قارئُ الكفِّ ثيابَه لنذهب إلى هندسةِ العالمِ،انتظرنا أن يُسوِّي جنيُّ الكتابِ المقدَّس قفطانه قبل خروجه من الطلسم،انتظرنا ذوبانَ خيوط الحائكِ السود لكي نخرجَ جميعاً من السِّجَّادة التي وُلدنا فوقها.انتظرنا المعمارَ والبنّاءَ المُتَّحِدَيْن من أجل إقامة النظام الهوائيّ كي يُطْلقانا بنِيِّةٍ صافيةٍ في العربدة.انتظرنا "البايات" الأتراكَ بقفاطينهم التي تنتفخ دون قياسٍ في الهواء،انتظرنا "الخوانم" الفارسياتِ المدوّراتِ في أعراسهنَّ،انتظرنا صليبَ المسيحِ المحبوس في المربَّع المتخيّلِ بين أطراف جسده القصوى،انتظرنا قبضةَ الملاكمِ المضمومةِ على شكلِ مكعَّبٍلكي يفوز أحدُنا بالضربةِ القاضيةِ في حلبة العَدَمِ. ها نحن نعودُ أخيراً للمرعى،إلى هذا المربَّع الزراعيّ الذي تَعْرِفُه عينُ الطائرِ،عينُ الفلاحِ الواقفِ أعلى التلِّ تنافسُ عينَ الصقر. rnها نحن ذا نتآخى مع أجسادِ البقر الساخر من النسبةِ الفضلى. rnها نحن ذا في المربَّع الأول الذي جرَّبناه منذ فتوّتنا الأولى دون جدوى، خرَّبنا أضلاعه فخرَّبَ هياكلنا العظمية. المربَّع الأول الخاضعُ للموتِ الذي نكرهه. الأوّل في سِباق الخاسرين. الأوّل الواقع آخرة العالم،الأوّل الغامض،الأوّل الفخم مثل سيدةٍ طالما تخيَّلنا كتلة الفحم بين فخذيها. rnلكننا دائماً في المربَّع الأوّل الذي اجتمع الأمراءُ فيه،ليقيموا نظاماً لفصوص خواتمهم. المربَّع الذي طُبَعَته أختامُ الرغبةِ القصوى بالموتِ قرب عشبة الخلود,رغماً عن الجِّنِّييّن المتقافزين من حيٍّ شعبيٍّ لآخرَ،كالبهاليل الذين لن يَذْكُرهم أحدٌ بَعْدَهُ. rnالمربَّع الذي لا يتنازلُ الأربابُ فيه عن مَخادِّهِمْ،بينما عوانسُ النهرين هائماتٌ في النسائم المُشْبَعة بروائح البارود والقرفة، بالخردل واللبَّان.rnها نحن نعودُ أخيراً للبلد الأوّل فِعْلاً فِعْلُنْ فِعْلاً فِعْلُنْ.
الـمــُـــربَّــــــــع الأوّل
نشر في: 4 يوليو, 2010: 05:38 م