اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بين حانة مشعان و مانة أردوغان

العمود الثامن: بين حانة مشعان و مانة أردوغان

نشر في: 15 يونيو, 2022: 11:13 م

 علي حسين

قال لكم أردوغان قبل ستة أعوام، " قوّاتنا لن تخرج قبل تنفيذ مهمّاتها" ولم يخبركم متى تنتهي هذه المهام. وبشركم وزير الخارجية آنذاك إبراهيم الجعفري، بانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، لأنها احترمت سيادة العراق.. وضحك الأتراك حينها حيث تيقنوا بأن السيد الجعفري يعاني من عشو ليلي، فالقوات لم ولن تنسحب.

ليس من دواعي الحظ أن تسمع أخبار العراق هذه الأيام، سوف تشاهد وتسمع النقيضين، خصوصاً إذا كنت تعاني من هواية متابعة الفضائيات، كم مرة في التاريخ يتسنى لنا أن نتسلّى على مثل هكذا تصريحات؟ لذلك ينام المواطن العراقي على بيان، ثم يصحو على نفي من نفس أصحاب البيان.

في الوقت الذي تقصف الطائرات التركية بيوتاً في سنجار، وتصر الجارة ايران على أن صواريخها على أربيل مشروعة، نجد الفضائيات منشغلة بمعركة مشعان الجبوري مع محمد الحلبوسي، وهي واحدة من مهازل الديمقراطية العراقية الحديثة، فالسيد مشعان الجبوري الذي خرج علينا قبل أشهر وهو يبشر بعبقرية محمد الحلبوسي ويصفه بالصلب والشجاع، ويضفي عليه صفات النباهة والرجاحة والتمكن، يريد أن يقنعنا اليوم بأن صاحبه الحلبوسي ما هو إلا خائن للعهد والوعد و"عجي " غادر لن يجلس ثانية على الكرسي . وفي كل هذه الحوادث تمتلئ سماء هذا الوطن بسحب سوداء ودعوات لإثارة الفوضى، إن نظرة سريعة على نوعية الأخبار والتسريبات الرائجة تنبئ بأن هناك سيناريوهات رعب جاهزة لهذه البلاد ، فاما الكرسي او الفوضى .

كنت أتمنى أن أكتب عن عيد الصحافة العراقية، والذي ضربت فيه بلاد الرافدين مثلًا لا يتكرر، بدليل أن العديد من الصحفيين اختطفوا وقتلوا، وشردوا من أماكن عملهم، لأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية العراقية الجديدة، التي ترفع شعار "لا أرى.. لا أسمع.. لكنني أثرثر".

يشعر السياسي العراقي بحالة من التعالي تجاه الصحافة العراقية، ولا يهمه أبداً أن تذهب الصحافة أو تبقى، ولهذا نجد معظم المسؤولين "الأشاوس"، يفتحون أبوابهم وخزائن ذاكرتهم لصحفي من جريدة عربية أو قناة فضائية أجنبية، لكنهم يستنكفون أن يجلسوا أمام صحفي عراقي، إلّا بشروطهم، الكلّ يدفع من أجل نشر صورهم وهم يقصّون شرائط لمشاريع وهميّة، هؤلاء أنفسهم يستنفرون قوّاتهم، حين يُدلي موظف صغير بتصريح لإحدى الصحف العراقية، وعلى الصحفي حين يستخدم المعلومات أن يخفي نصفها حتى لا يتعرض إلى مساءلة القانون، أو تخطفه سيارة مضللة تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية.

والآن عزيزي القارئ وانت تعيش بين " حانة " الجبوري و" مانة " أردوغان ، هل ستصدق الصحف لو نشرت مانشيتات تقول إن ساستنا " الاعزاء" قرروا اعتزال العمل السياسي بعد فشل 19 عاما.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram