بغداد/ المدى
أفادت وزارة الهجرة والمهجرين بسعيها لإنهاء ملف النزوح نهائياً في العام المقبل، مؤكدة وجود معرقلات أجلت حسمه تتعلق بالاستعدادات اللوجستية والجانب الأمني والخلافات العشائرية، وتحدثت عن الحاجة إلى مبالغ طائلة تشجع النازحين على العودة الطوعية، مشددة على أن المتواجدين في المخيمات حالياً ليست بحقهم مؤشرات أمنية حتى القادمين من سوريا.
وقال وكيل الوزارة كريم النوري، إن «النصر على تنظيم داعش الإرهابي لا يكتمل إلا بإعادة جميع النازحين إلى منازلهم».
وأضاف النوري، أن «العراق له دور متميز عن بقية دول العالم في إدارة أزمة النزوح التي بدأت في عام 2014 بـ 170 مخيماً و850 ألف عائلة تضم 4.5 انسان».
وأشار، إلى أن «المتبقي في الوقت الحالي هو 28 مخيما فقط»، مشدداً على أن «العراق نجح في إدارة هذه الأزمة بشهادة منظمة الهجرة الدولية».
ولفت النوري، إلى أن «البعض من المنظمات الدولية قد لا تستمر في دعم النازحين»، مؤكداً ان «دورنا هو إغاثة من تبقى في حالة النزوح».
وأوضح، أن «الوزارة كادت أن تغلق هذا الملف نهائياً لولا بعض التحديات والصعوبات»، معرباً عن أمله بأن «يكون العراق خلال العام المقبل خالياً من مخيمات النزوح».
ورأى النوري، أن «وجود نازحين في الوطن هو أمر معيب ومخجل ونحن في منتصف عام 2022، فمن غير الصحيح أن يرى الانسان وطنه بأنه خيمة وكرفان».
وبيّن، أن «هناك أسبابا كثيرة عرقلت غلق الملف نهائياً تتعلق بالبيوت المهدمة والنزاعات العشائرية إضافة إلى موضوعات أمنية وسياسية».
ويواصل النوري، أن «الوزارة دعت الجميع إلى العودة الطوعية ولم تحصل هناك عودة قسريّة»، مبيناً أن «المدة الأخيرة شهدت اغلاق 50 مخيماً وهو رقم كبير».
ويجد، أن «جميع النازحين يريدون العودة ولكن ضمن الحياة الممكنة، ونحن نعمل على ذلك»، متابعاً ان «المتواجدين في المخيمات خضعوا إلى التدقيق الأمني حتى الذين عادوا من مخيم الهول السوري».
ويجزم النوري، بأن «التحقيقات اثبتت بأن هؤلاء المتواجدين في المخيمات ليست بحقهم ملفات إرهابية، وإذا ما ظهر شيء، فأن القضاء هو الذي يفصل في التهم الموجهة إليهم»، وحذر من «اللجوء إلى الثأر والانتقام»، وعدّ بأنه «ليس الحل الصحيح».
ولفت، إلى أن «وجهاء المناطق التي عاد إليها النازحون أعطوا اشارت إيجابية وسمحوا بالعودة، لأننا نريد أن نفرض هيبة الدولة ويعيش المواطن بكرامة في بيته».
ومضى النوري، إلى أن «الأموال التي تحتاجها الوزارة كبيرة لغلق هذا الملف بشكل نهائي، وتشجيع المتبقين في المخيمات على العودة بتخصيص منح إليهم».
وبحسب إحصاءات رسمية تلقتها (المدى)، فأن «عدد المخيمات المتبقية بلغ 28 مخيماً تضم 50433 خيمة و8528 كرفاناً»، موضحة أن «عدد العائلات في تلك المخيمات بلغ 37495 عائلة تضم 181037 شخصاً».
وكان العراق قد شهد أكبر موجة للنزوح بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على عدد من المحافظات، وتوزع النازحون على مخيمات في داخل العراق، وقسم هرب إلى دول أخرى، وتوجد أغلب مخيمات النزوح الحالية في إقليم كردستان.