TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: خبزة عالية نصيف

العمود الثامن: خبزة عالية نصيف

نشر في: 19 يونيو, 2022: 11:44 م

 علي حسين

كلما يدور حديث عن مستقبل هذه البلاد التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى مزاد افتتحته النائبة عالية نصيف بالدعوة إلى إعادة "أبو الخبزة" إلى كرسي رئاسة الوزراء، أتذكر الراحل نيلسون مانديلا، وأخشى أن أسال: لماذا لا يوجد مانديلا عراقيّ؟

لأنني في كل مرة أشاهد وأسمع عدداً من الساسة يتحدثون عن مآثرهم في المصالحة، حتى أنّ خطيب العراق إبراهيم الجعفري خرج ذات يوم صارخاً، نادباً: "مانديلا العراقيّ موجود، التفتوا حولكم وسترونه جيداً"، الغريب أنّ الباحثين من أمثالي ضعاف البصر والبصيرة، عن مانديلا عراقي، لم يجدوا غير ظلال "فخامته" التي تريد أن تعيد لنا ألاعيب السنوات الماضية، وسندات محمود الحسن، وانتهازية جمال الكربولي، وقصائد حسن السنيد وعبقرية حنان الفتلاوي، وقفزات "أبو مازن" أحمد الجبوري، وتأتاة صالح المطلك.

يبدو الحديث عن مانديلا في هذه الزاوية الصغيرة ، أشبه بالحديث عن حلم عاشه رجل في زنزانة ضيقة وحين أطلق سراحه عمل جاهداً على المحافظة على بلد متماسك بكل ألوانه، كان الأمر في البداية أشبه بالمستحيل، فالكل يشحذ سكاكينه، والكل يتهيأ لحرب الانتقام، وكان أمام العجوز الذي خرج منهكاً من المعتقل خياران، الأول أن يبدأ حرب الانتقام ضد البيض الذين حكموا مواطنيه الأفارقة بقوانين تساويهم بالحيوانات، والخيار الثاني أن يحافظ على أمن وسلامة البلاد وروحها، فاختار الطريق الثاني، وهو ألاّ يلغي أحد، ليفاجئ العالم بسياسة اليد الممدودة، مؤكداً أن الإنسان الحق هو ذاك الذي لا يكرّر خطأ الظلم الذي ناضل كي يرفعه.

المسؤولية وخدمة الناس تتطلبان إيماناً بأن الأفكار مثلها مثل الأشياء تتحول وتتغير، لكنها تتغير داخل بلدانها، لاتتطلب شعارات وهتافات ، ولا الظهور على شاشات الفضائيات لتحذير الناس .

للأسف يتشاطر البعض من نوابنا على تصوير الأزمة العراقية على أنها خلاف بين طوائف الشعب، وأنها معركة بين معسكر الشيعة من جانب وأعدائهم السنة من جانب آخر، وهي شطارة استطاع مروجوها والمخططون لها من الحصول على المنافع والمناصب والامتيازات، وأن تنتج لنا في النهاية برلماناً طائفياً وحكومة محاصصة مقيتة. من هذا المنطلق تأتي تصريحات العديد من النواب الذين يعتقدون أن الفرصة سانحة للانقضاض على كراسي السلطة.

ملايين من العراقيين يخوضون كل يوم حرب الحياة مع البطالة، وانعدام الخدمات وعصابات الجريمة المنظمة، لم يجدوا حتى اللحظة أي سياسي يقف منتظراً عسى أن يطمئنهم على المستقبل، لكن الساسة والمسؤولين يخرجون على الفضائيات يصرخون وينوحون.

السيدة النائبة عالية نصيف الناس تريد أن تعرف هل ستشملهم " الخبزة " ام انها ستكون حكراً على السياسيين والمسؤولين والمقربين ، ونواب الثلاث ورقات ؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram