علي الكنانيوانا في طريقي الى مقر عملي لفتت انتباهي حالتان الاولى تتمثل بتمثال (السعدون) والثانية الحالية المزرية التي ما زال عليها نصب (ساحة الفردوس). وشاءت المصادفة ان التقي النحات طه وهيب الذي قام بتنفيذ النسخة الثانية للتمثال الخاص بالزعيم الوطني الراحل عبد المحسن السعدون بعد سرقة التمثال الاصلي الذي قام بصنعه وتنفيذه النحات الايطالي (كونكا)
فوجدت الفرصة مناسبة ان اسأله عن ذلك فقال: بعد الاحداث المعروفة في عام 2003 تعرضت العديد من الاعمال الفنية ومنها تمثال السعدون الى السرقة وكان الالم والحسرة يحزان في نفوسنا الى ان جاءت الفرصة بالتعاون مع ابناء اخ السعدون (رحمه الله) وجمع خير من المثقفين، وطلبوا مني انجاز التمثال خلال مدة اقصاها عشرون يوما وهو يعد وقتا قصيرا لانجاز هكذا عمل حتى انني لا امتلك ارشيفا خاصا بصوره ولم اعثر الا على صورة واحدة، حيث تم الاتفاق على عمل نسخة تقترب من العمل الاصلي حتى لو كانت من مادة الجبس. وكان اقتراحي ان نصنع النسخة من الفايبر كلاس (الديزنة) كي لا تتعرض الى السرقة مرة اخرى، لان هذه المادة لا يمكن الاستفادة منها وبعد الانتهاء من صنع التمثال ووضعه في موقعه، ظن بعض أصحاب المحال القريبة من التمثال بان السراق قد اعادوا تمثال السعدون الى مكانه وهذا افرحني كثيرا على الرغم من انني كنت اتمنى لو وصلت الى نسبة 80% من الشبه الاصلي.. ومنذ ذلك الوقت ولحد الان والتمثال باق في مكانه ولكن تعرض مرة اخرى للعبث فكسروا قدمه اليسرى. وقد يكون السبب في ذلك أن السراق أرادوا التأكد من ان المادة التي صنع منها التمثال هل هي من البرونز ام من مادة اخرى...؟* كيف تم عمل التمثال وهل تم ذلك وفق القالب الاصلي له؟ ـ لقد كان التمثال الأصلي منصوبا في ساحة التحرير وبعد تشييد نفق ساحة التحرير نقل التمثال الى مكانه الحالي وهو يعد واحدا من اهم الإعمال الفنية التي أنتجها النحات الايطالي (كونكا) الذي قام ايضا بصنع تمثال للملك فيصل الأول الى جانب أعمال فنية كبيرة في العالم.* وماذا بخصوص النصب الموجود حاليا في ساحة الفردوس؟ـ التمثال الموجود في ساحة الفردوس يعد عملا فنيا غير مدروس وهو في وقته أدى غرضا معينا كان يريده النحات المرحوم (باسل)..* وهل هناك نية لوضع نصب جديد بدلا منه كون مادة الجبس المصنوع منها بدأت تتآكل إضافة الى ان لونه بات كالحا بعد تساقط لون الطلاء الذي صبغ به؟نعم الساحة بحاجة الى عمل مدروس ويمتلك الديمومة في الفكرة والنتائج.
مابين تمثال السعدون وساحةالفردوس حكايات
نشر في: 4 يوليو, 2010: 06:25 م