اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: في ذكرى سيد الرعب

كلاكيت: في ذكرى سيد الرعب

نشر في: 23 يونيو, 2022: 12:33 ص

 علاء المفرجي

مرت قبل أيام ذكرى رحيل احد اهم اساطين السينما الفريد هيشكوكالذي صاغ اجمل التحف السينمائية خلال خمسين عاما من مسيرته.

و الفريد هيشكوك في السينما بمنزلة مواطنه شكسبير في الأدب، فعلى مدى اكثر من قرن من عمر هذا الفن لم يكرس سينمائيا على قمة هرم الإبداع السينمائي كما هيتشكوك الذي اقتحم قلعة السينما هوليوود، وهو الإنكليزي ليحتل مع منجزه قائمة الأهم سينمائيا.

شخصية بهذا الحجم لابد أن يثار السؤال عن جدارة معالجتها سينمائيا بالدرجة التي تحيط بها وبمنجزها الإبداعي المهم، وهو السؤال الذي يطرح قبل مشاهدة فيلم جرفازي، أو بصياغة اخرى كيف لفيلم ان يقتفي اثر تشكل عبقرية سينمائية فذة كالتي كان عليها هيتشكوك.

المخرج ساشا جرفازي يعي خطورة هذه المهمة، فكان ان تعاطى معها بذكاء يحسب له عندما اختار محطة مهمة في حياة عبقرية السينما هذه، وهو الوقت الذي سبق تنفيذ فيلمه (سايكو) الذي يعد انعطافة مهمة في سيرته الإبداعية، الفيلم الذي يعده النقاد احد اهم كلاسيكيات السينما.

ويبدو ان صعوبة المهمة في سرد شخصية هيتشكوك والإحاطة بتاريخها المهني والحياتي، دفعت المخرجين الى التقاط تفاصيل من حياته لمعالجتها سينميا وهو تضمنه الفيلم التلفزيوني الوثائقي المعنون «الفتاة» والذي تزامن إطلاقه مع فيلم جرفازي (هيتشكوك).

الفيلم يتناول علاقة المخرج العبقري ببطلة فيلميه (الطيور و مارني) «تيبي هيدرن» وهي الممثلة التي اشتغل عليها هيتشكوك كبديل للشقراء الفاتنة غريس كيللي، والفيلم المعد ايضا عن كتاب لدونالدو سبوتو، يتناول تجربة العمل في فيلم الطيور ولكن من زاوية علاقة هيتشكوك بالممثلة تيبي هيدرن التي اتسمت بالتعقيد من جهة ممارسة شتى أنواع الضغوط عليها من قبله بسبب رفضها العاطفي له، انطلاقا من تعامله مع بطلات أفلامه وحب التملك والاستحواذ التي عرف بها. وعبر عن غضبه منها ان مارس معها كل أنواع الضغط وحتى السادية، حيث عرضها لمهاجمة الطيور بتكرار إعادة المشهد لأكثر من مرة.

وفي هذا الفيلم كما في فيلم جرفازي يقف المشاهد عند تحليل للحالة النفسية التي كان يعيشها هيتشكوك وعلاقته وبالأخص ببطلات أفلامه.

الفيلم إذن استعادة لمرحلة مهمة ومفصلية من السيرة الإبداعية لهذا المخرج، وهي فترة تنفيذه لفيلمه الأهم «سايكو» منتصف العام 1959 وحتى عرضه في الصالات الأميركية نهاية العام 1960، فبعد ان قرا كتاب « روبرت بلوتش» الذي يحمل العنوان نفسه، يجد هيتشكوك فيه موضوعا لفيلمه القادم. وعلى الرغم من عدم الحماس الذي قوبل فيه حتى من زوجته التي وجدت في الرواية موضوعا مستهلكا ومطروقا وغير مثير، إلا أن تصوير هيتشكوك للرواية بشكلها الفيلمي أجج حماسته لتنفيذها فيلما، وهو الحماس الذي سيكون سلاحه في مواجهة تحديات إنجاز هذا الفيلم، ابتداء من الفتور الذي ووجه فيه من قبل الحاضرين المؤتمر الصحفي، مرورا برفض شركة بارامونت إنتاج الفيلم وليس انتهاء بشروط شكرة التوزيع، وليس انتهاء بالمشاكل التي صادفت العمل به.

المحور الأساس في الفيلم كما يبدو للوهلة الأولى هو علاقة المخرج الكبير مع زوجته الما ريفي، وهي العلاقة التي اكتنفها الشك والتباس القصد من جهة، وعلاقته مع بطلات أفلامه وعقدة الشقراوات التي تثير غيرة الزوجة، وايضا الشك الذي يراود هيتشكوك نفسه من علاقة زوجته مع احد كتاب السيناريو ثم الدور الذي تلعبه الزوجة في إنجاز الفيلم ونجاحه المدوي من جهة أخرى. وبموازاة هذا المحور هناك محور اخر يتعلق كما أسلفت بتفاصيل تنفيذ هذا الفيلم التي يختزل طريقة هيشكوك في العمل لإنجاز الأغلب من أفلامه، وهو المحور الذي ينفتح على محاور جانبية أخرى لكنها مهمة في سياق عرض الأحداث.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram