TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: دوري المحترفين.. ما هو المطلوب؟

معالي الكلمة: دوري المحترفين.. ما هو المطلوب؟

نشر في: 23 يونيو, 2022: 12:40 ص

 عمـار سـاطع

قبل أقل من عامين بالتحديد، بدأت بوادر تشكيل نواة رابطة دوري المحترفين لكرة القدم العراقي بهدف التأسيس الفعلي لمحطة الإرتقاء بواقع المستديرة والانتقال من سنوات الهواية الضائعة والتحوّل صوب المرحلة الحاصلة في دُنيا اللعبة الشعبية الأولى!

كنتُ قد كتبتُ في هذه الزاوية مقالاً تحديداً يوم 30 من حزيران عام 2020، تحت عنوان "تَحّديات رابطة الدوري" تحدّثتُ بشيء من الإيجاز عن إيجابيات وسلبيات التحوّل وتطرّقتُ الى الصعوبات التي قد تواجه المرحلة التي ننشدها وينشدها أهل الكرة، مثلما ذكرت عن هناك خطوات يجب أن تُفَعَّل لِتدعم هذا الإجراء من تشكيل الرابطة والتأسيس لدوري محترفين فعلي يضمُّ نخبة الأندية الأبرز والشروط الواجب توافرها!

الأهم من كلّ ذلك أن الانتعاش الاقتصادي يضربُ معاقل الأندية من خلال عوائد التسويق وعقود الرعاية والاعلانات والنقل التلفازي، إذ ستجني الأندية أموالاً طائلة، بمقابل ما يتوجّب عليها أن تتخذه من شروط وضوابط لِتَعبُرَ هذه المرحلة وتتّخذ لنفسها مكانة بين الأندية التي استوفت التراخيص التي تسمح لها بخوض تجربة الدخول بدوري النخبة للأندية المحترفة.

عوامل عدة يُمكن أن تسهم في إنجاح فكرة التحوّل الى دوري المحترفين، في ظلّ الانفتاح الحاصل أوّلاً ووجود البُنى التحتيّة الجيّدة، وملاعب بنوعيّات يُمكن أن تكون بوّابة للانطلاق بسرعة صوب دوري يضمّ الأفضل والأحسن سواء من الأندية أو المدرّبين واللاعبين، وكذلك الحال بالنسبة للأرصدة المستقلّة التي يفترض أن تكون ناتجة من رأس مال الأندية التي تتحوّل الى شركات أو مؤسّسات غير تابعة الى الحكومة، لتُسَجَّل ضمن كوكبة الأندية التي نزعت ثياب الهواية وارتدت قميص الاحتراف.

وعلى ما يبدو فإن اتحاد الكرة عازمٌ وبقوّةٍ للتحوّل من الدوري الممتاز الى دوري المحترفين، أسوة ببقية دول الجوار أو بهدف تصحيح المسار ومواكبة الارتقاء الحاصل وهو ما يصبُّ في صالح اللعبة من حيث التنافس والتصاعد في المستويات وينعكس فيما بعد على مستوى المنتخبات الوطنية، بل أن اتحاد اللعبة مُصرّ جداً على اتباع الشروط التي أقرّها الاتحاد الآسيوي، لكنّه لم يلزمها اطلاقاً في تحويل دوري أندية الهواة الى دوري أندية الاحتراف، لكنّه يمنع من مشاركة الأندية التي تلعب في دوريات غير محترفة في مسابقته السنوية وأهمّها دوري أبطال آسيا الذي سينتقل الى شكله الجديد في العام 2024.

وفي اعتقادي الشخصي، لا توجد أية فرصة للعراقيل أو مساحة للصعوبات قد تعتري مسيرة الأندية الراغبة بالتحوّل من حالة التخصيص المالي والدعم الحكومي المُقدّم الى أندية تنتج المال بنفسها وتستثمره وتضع لنفسها خُططاً خُمسية على أقل التقديرات وتكتب أهدافها وستراتيجيتها المقبلة وتتمكّن من فرض وجودها باستقلاليتها، وتكون قادرة على تحطيم قواعد الإصرار على البقاء تحت خيمة الدولة مالياً أو تعيش تحت ظلّ قوانين لا تجدي نفعاً، وتفرض عليها الكثير من التبعات والأمور التي تبتعد عن الاحترافية وتدخل في خانة الكلاسيكية.

وفي تقديري أيضاً.. فإن هذا الأمر سيعيد لدوري الكرة حالته التنافسية التي غادرها منذ عقدين وربّما أكثر، من خلال تقليص عدد الأندية والتركيز على انتشال اللعبة التي تراجعت وربما اِنهارت بسبب البدائيّة التي أنهت حياة أجيال كروية، بسبب الاهتمام بدوري الكبار وإهمال دوري الفئات العمرية، قبل أن تستردّ منافسات دوري المظاليم، وكذلك دوري المراحل السنيّة نشاطها، هذا كلّه إضافة الى عدم تدخّل الاتحاد في عمل رابطة الدوري إلا بِجُزئيّاتٍ بسيطةٍ الهدف منها تنظيمي أكثر من أن يكون قريباً من قضايا تتعلّق بالحيادية، والأهم أن يبتعد عن موضوع الانتخابات والميلان الذي قد يحدث لها النفر أو ذاك!

الأهم أيها الإخوة.. أن يتمّ العمل بدوري المحترفين وأن ندعم ونُشجع الأندية على كسر حاجز التخوّف، والأكثر أهمية من ذلك كلّه هو أن تتمّ الاستعانة بخبرات إدارية وشخصيات بارزة، وأن يتم اختيار مجاميع من اللاعبين الدوليين السابقين ممّن لديهم الخبرة والباع الطويل لزجّهم في رابطة دوري المحترفين للعمل على تحسين الصورة، وتمكين الأندية من أخذ دورها في خوض غمار دوري تُسلّط عليه الأضواء، وينبغي أن يكون الجميع مشترك في عملية إحداث النقلة التاريخية لكرة القدم العراقية بعد 48 موسماً من المكوث في مرحلة دوري الهواة.

أخيراً أقول.. التخوّف من دوري المحترفين، لن يأتي بنتيجة، لأنه سيكون عاجلاً أم آجلاً واقع حال، علينا الاعتراف به وتجريبه اليوم قبل الغد، لأننا في النهاية سنُطبّقهُ بكل الأحوال، والتسريع في خطواته أفضل من أولئك المُتعكّزين على عوامل تُصعِّب تطبيقه أو المتخوّفين من تحقيقه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram