TOP

جريدة المدى > عام > عارف الساعدي في حوار لـ(المدى) : هناك انسداد شعري في العراق وباب التجديد تآكل وتصدأ

عارف الساعدي في حوار لـ(المدى) : هناك انسداد شعري في العراق وباب التجديد تآكل وتصدأ

نشر في: 25 يونيو, 2022: 11:13 م

احمد جبار غرب

هو احد الأصوات الشعرية المجتهدة في المشهد الشعري العراقي،بصمته واضحة في ثنايا قصائده المفعمة بعمق المفردات وعبقها وجمال المعنى والمحتوى في تكوينها

دأب على الحضور الفاعل في منصات الابداع والالق الشعري المحلي والعربي في المهرجانات والفعاليات الثقافية، اعلامي مميز بتقديم البرامج السياسبة والثقافية في القنوات العراقية، وهو يشرف حاليا على ادارة دار الشؤون الثقافية بتميز ونشاط ملحوظ وهو الشاعر والاعلامي عارف الساعدي الشاعر المليء بالرهافة والاحساس الجميل والخلق النبيل التقيته في حوار متشعب حول راهن الثقافة وحراكها>

 تتوزع اهتماماتك الابداعية مابين الشعر والاعلام والإدارة اين تجد نفسك، شاعرا..مديرا او اعلاميا وانت ترنو نحو التجديد والتألق في تلك الاهتمامات؟

- شكرا جزيلا، بالأساس كل هذه الاهتمامات والانشغالات التي امر بها هي بسبب الشعر، فلولا الشعر لما اكملت دراستي الجامعية العليا وبتخصص الأدب والنقد الحديث ولو لا الشعر لما دخلت الإعلام ولولا الشعر لما مسكت مرفقا مهما في إدارة الثقافة، الشعر هو مفتاحي لهذه العوالم وهو الذي سيبقى معي في نهاية المطاف، فكل ذلك هوامش والمتن الأساس هو القصيدة، فهي عالمي الذي اعيش فيه ومن خلاله انطلق للعالم وللاصدقاء

 كيف ترى المشهد الشعري العراقي والعربي في وقت تزدحم فيه الاصوات الشعرية بكثافة بأرهافة شاعر وحس الاعلامي وتبصر الناقد الذي يشرف على كل الواقع الادبي؟

- كتبت ذلك قبل أيام في مقالة غاضبة حول الانسداد الذي اتصوره في الشعرية العراقية، فعلى الرغم من النشاطات الكثيرة وعلى الرغم من كثرة الشعراء فانا اعتقد ان هناك انسدادا شعريا في العراق، العراق الذي ينظر له الجميع على أنه فاتحة الشعر العربي وباب التجديد الاوسع الذي دخلت من خلاله تيارات الحداثة ودلت العالم العربي على أفق جديد في الشعرية العربية، للأسف هذا الباب بدأ بالتاكل والصدا، فلم تعد الشعرية العراقية نافذة قوية للشعر العربي ولم يعد العراق محورا شعريا مهما يخشى منه، ذلك أن المشهد الشعري بدأ بالتراجع والتقليد في عدد كبير من مفاصله، فضلا عن أن امر التطور الشعري مرهون بسياق المجتمع بشكل عام، فالمجتمعات المتراجعة نحو القبلية وتفشي الهويات الفرعية والتعامل البليد مع الأكاديمية والمعرفة والعلم والسياسة، كل ذلك يؤثر على تطور اي فكر والشعر في الصميم من ذلك، ولو قارنا بين انطلاقة العراق الحداثية في الشعر قبل أكثر من سبعين عاما وبين هذه الأيام سنجد فروقات كبيرة بين المجتمعات الشابة التي تقدر المعلم والقاضي وتخشى القانون ووو وبين ما نعيشه الان للأسف، لذلك تتراجع القوى الناعمة أمام القوى الخشنة التي تهيمن على المجتمع

 كيف كانت مسيرتك الابداعية وانت تتجول مابين الشعر والصحافة والإدارة، ماهي البدايات وبمن تأثرت من الرموز الشعرية ؟

- بصراحة الشعر هو عالمي الأهم والأكبر والفضاء الواسع لي، وهو المتن الرئيس ودائما اقول ان الشعر هو متني الرئيسي وما تبقى هو هوامش، ولكن هذا لا يمنع من دخول ممرات أخرى أغنت التجربة الشعرية كالدراسة والأكاديمية والاعلام، كلها اعتقد مغذيات للشعر وبسبب الشعر دخلت هذه العوالم، فبسبب الشعر دخلت قسم اللغة العربية واصبحت دكتورا في القسم واستاذا جامعيا، وبسبب الشعر دخلت الإعلام وقدمت برامج ثقافية وبسببه أيضا أصبحت رئيسا لتحرير مجلة الأقلام ومن ثم مديرا عاما لدار الشؤون الثقافية، كل ذلك هو بسبب القصيدة والشعر، البدايات كانت منذ السادس الابتدائي ولكن البداية الناضجة من ايام الاعدادية وبداية الكلية، تأثرت بكثيرين وأصوات عديدة تداخلت من أصواتهم في بداياتي الشعرية (المتنبي، الجواهري، محمود درويش، سعدي يوسف، عبدالرزاق عبدالواحد...) شعراء كثر كانوا سببا ودافعا للتواصل مع القصيدة.

 في خظم الحراك الثقافي المتنوع هناك اتجاهات نقدية موازية لحركة الشعر..كيف تجدها رغم امتعاضك من الدائرة المغلقة لحركة النقد تجاه الأجيال الشعرية الجديدة التي لاتحظى بالاهتمام النقدي غالباويتركز حول الرواد والرموز الشعرية؟

- النقد عالم كبير ومهم للغاية وكان لفترة قريبة جدا سبباً في توجيه الحركة الأدبية وتاشير مناطق الخلل والجمال، ولكن للأسف ضاعت هذه الجذوة او انطفأت لأسباب عديدة، فلم يعد النقاد يهتمون بالظواهر الجديدة في الشعرية العراقية او يتابعون الشعراء واصداراتهم الجديدة لكي يؤشروا بوضوح أين وصل الشعراء وكيف تتطور تجاربهم الإبداعية، هذا لك نره منذ مدة ويقع ذلك الأمر على عاتق الأكاديمية أيضا التي تتناول التجارب الإبداعية بسطحية دائما فضلا عن الدراسات الأكاديمية التي يقع أغلبها في خانة الحصول على الشهادة فقط دون المعرفة.

 يثار كثيرا في الاوساط الثقافية عدم جدوى الشعر الحر او النثر رغم غزارته في مقارعته لشعر التفعيلة (العمودي) رغم ندرته لكنه قطعا جنس ادبي ابداعي تزخر فيه المواهب مارأيك في ذلك؟

- اختلف معك في هذا التوصيف فالشعر شعر، كيفما كانت عوالمه او أشكاله، فالصراع بين الأشكال لم يعد له جدوى على الإطلاق، وان النهر الذي شقه السياب ورفاقه لم ينشف ماؤه بعد، فمال زالت الكثير من الأشياء لم تعالج شعريا حتى هذه اللحظة، والتحول الذي نطمح له في الخوض في مناطق اشكالية شعريا وفلسفيا لا عروضيا

 اين تجد نفسك اكثر ابداعا او الماً كونك شاعرا او اعلاميا او اداريا ولكل مهنة لها ارهاصاتها؟

- سبق وأن ذكرت ذلك الأمر الشعر هو عالمي الارحب والأوسع اما الباقي فهي هوامش أقدرها طبعا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"ذو الفقار" يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية

مالية البرلمان تحدد أهداف تعديل قانون الموازنة

نائب عن قانون تعديل الموازنة: من المستبعد إقراره خلال جلسة الغد

مفاجأة مدوية.. نائب يكشف عن شبكات تتجسس على المرجع السيستاني

برلماني يصف الوضع السوري بـ"المعقد": العراق يسعى لحماية مصالحه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: الدرّ النقيّ في الفنّ الموسيقي

هاتف الجنابي: لا أميل إلى النصوص الطلسمية والمنمقة المصطنعة الفارغة

في مديح الكُتب المملة

جنون الحب في هوليوود مارلين مونرو وآرثر ميلر أسرار الحب والصراع

كوجيتو مساءلة الطغاة

مقالات ذات صلة

علم القصة: الذكاء السردي
عام

علم القصة: الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الاولالقصّة Storyالقصّة وسيلةٌ لمناقلة الافكار وليس لإنتاجها. نعم بالتأكيد، للقصّة إستطاعةٌ على إختراع البُرهات الفنتازية (الغرائبية)، غير أنّ هذه الاستطاعة لا تمنحها القدرة على تخليق ذكاء حقيقي. الذكاء الحقيقي موسومٌ...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram