الموصل/نوزت شمدينلم تمنع حرارة الصيف اللاهبة، مربي الدواجن في نينوى من العودة الى نشاطهم مجدداً، بعد توقف معظم الحقول عن ادخال وجبات جديدة خلال الشهرين الماضيين، بسبب انخفاض سعر المنتوج المحلي، وسيطرة منتجات الدواجن المستوردة على السوق بشكل شبه مطلق،
ويرى فوزي ايودي وهو صاحب حقل دواجن شمالي مدينة الموصل، أن صناعة الدواجن(التربية تحديداً)أصبحت مثل المقامرة، لأن مبالغ كبيرة تنفق على تربية قطعان الدجاج لفترة تستغرق بين 40 الى 60 يوماً، ولا أحد يعرف تحديداً كيف سيكون وضع السوق عند مرحلة الانتاج. ويضيف أيودي: (المشكلة الاكبر التي يعاني منها مربو الدواجن في نينوى منذ عام 2003، هي التسويق، لأن المنافذ قليلة، والمربي يكون واقعا في العادة تحت رحمة المجازر التي تأخذ المنتج بالسعر الذي تحدده، وتعرضت الكثير من حقول التربية الى خسارات فادحة بسبب تدني الاسعار الناتج عن فوضى السوق وغياب الدعم الحكومي). هاني محمد وهو مستأجر لحقل دواجن شرق الموصل، أكد ان سبب النشاط الحالي في سوق الدواجن، هو ان فترة الانتاج ستتزامن مع حلول شهر رمضان، لكنه تخوف من ان يؤدي كثرة الانتاج وعدم انتظامه الى تدنٍ في الاسعار، ما يؤدي بالنتيجة الى خسارات اخرى تلحق بحقول الدواجن، كما ان المنتج المستورد وبالرغم من كل التعليمات والقرارات التي تصدرها الجهات الرسمية، ما زال مسيطرا على السوق والخشية تكمن في ان يستمر ضخ تلك المنتجات خلال الفترة المقبلة ما يؤدي الى منافسة غير متكافئة مع المنتج المحلي باهض الكلفة.سوق الموصل لمنتجات الدواجن، استقرت اسعار الدجاج المحلي فيه بحساب الجملة عند سقف ثلاثة آلاف دينار للكيلو غرام، ينخفض ويرتفع بشكل طفيف، في حين ان الدجاج المستورد التركي بانواعه المختلفة يتراوح سعر الطن منه بين(2300$_ 2500$)، وبالنسبة الى بيض المائدة وللأوزان من (18 كغم _26كغم)فتتراوح الاسعار بين 20 ألف الى 34 الف دينار، وسبب التفاوت في الاسعار بحسب تجار البيض في حي الجزائر، ليس بسبب الوزن فقط، وأنما بسبب الجودة، حيث ان ارتفاع درجات الحرارة في الصيف عادة يؤدي الى اتلاف البيض بسرعة، ويقولون ان هناك كميات كبيرة تم اتلافها ذاتيا من قبل التجار او من قبل فرق الرقابة الصحية النشطة.بالنسبة للتجار والشركات المتخصصة بصناعة الدواجن واولياتها، فان عودة مربي الدواجن لمواصلة اعمالهم تمثل اخبارا مفرحة، لأن من شان ذلك اعادة تشغيل مشاريع المفاقس، وكذلك المجازر، وحتى العيادات البيطرية، لذا فان سعر بيض التفقيس المحلي ارتفع بشكل طفيف ليستقر نحو(35)سنت، وافراخ فروج اللحم ارتفعت هي الاخرى لتصل الى (70)سنت، والناتج منها من بيض التفقيس التركي وصل الى سعر(80)سنت.المتعاملون بالدجاج الحي، بدوا أكثر سعادة من غيرهم، وتوقع بعضهم ان يستمر ارتفاع الاسعار ليصل الى اعلى مستوياته منتصف شهر رمضان المقبل، ومنهم سمير وعد الله الذي قال بان اسعار الدجاج الحي حاليا في نينوى محصورة بين (2500 _2700)دينار، وهو يفرق بنحو 500 دينار عن الاسعار التي كانت سائدة قبل اكثر من شهر، واشار الى انه يشتري الدجاج من قاعات التربية ويبيعها في شرقي الموصل، حيث ان الكثير من المواطنين باتوا يتجنبون شراء منتجات الدواجن المجمدة، ويفضلون الان ان يذبح الدجاج امامهم او يقوموا هم بذلك.المواد الاولية الداخلة في صناعة العلف، بقيت الى حد ما محافظة على اسعارها، مع هبوط للبعض منها، وقد فسر امين دحام وهو تاجر مواد علفية ذلك بالقول، : ( معظم المواد العلفية، لاترتبط اسعارها بالسوق المحلية، بل بالسوق العالمية، لذا فان اي تغيير يطرا على اسعارها يكون خارجياً). اسعار الحنطة العلفية في سوق نينوى، تراوحت بين(350 _370)الف دينار، والذرة (320$)، والصويا(610$)، والبروتين 5% (1300$)، والبروتين 2،5% (1500$) وهذا تحديدا هبط بنحو 400$ عن سعره السابق بسبب العرض والطلب العالمي.المراقبون لقطاع الدواجن في نينوى، ينتقدون طريقة الادخال العشوائي لمربي الدواجن، وطالبوا بضرورة ان تكون هناك جمعية خاصة بمربي الدواجن، لكي تقوم هي بنتظيم عمليات ادخال الوجبات بحسب حاجة السوق المحلية لكي تتم المحافظة على الاسعار، وفك الاشتباك الحاصل بين المنتوج المحلي والمستورد، وأكد العديد منهم على ان النشاط الحالي لحقول الدواجن وقتي وربما سيكون بلا جدوى، للعديد من الاسباب اهمها الكهرباء، فقاعات التربية تحتاج الى مفرغات الهواء واجهزة التبريد وتشغيل مكائن العلف، وكل هذا يحتاج الى مولدات كهرباء بسبب غياب التيار الوطني، ما يعني نفقات كبيرة جدا على شراء الوقود الخاص بهذه المولدات.واوضح المهندس الزراعي عامر تحسين ان التربية لطرح الانتاج خلال موسم معين اسلوب متخلف وقديم، واثبت فشله الذريع، ولو عول مربو الدواجن في نينوى على هذا الامر مرة اخرى، فانهم سيصابون بخيبة كبيرة، لأن هناك تجاراً أيضاً يفكرون حالياً باستيراد كمية كبيرة من لحوم الدجاج ومن مناشئ عديدة لطرحها خلال شهر رمضان، مثلما يفكر المربون بتوقيت الانتاج في ذلك الشهر، والنتيجة هي ان المنتج المستورد ذا الاسعار الأرخص سيتحكم بالسوق، ويبقى المن
المرصد الاقتصادي..صناعة الدواجن في نينوى..مقامرةغير محسوبةأم تخلف اقتصادي!!؟
نشر في: 5 يوليو, 2010: 04:28 م