خاص / المدى
في قرى (شمر سكوك) أقصى شرق ديالى تعاني مئات الأسر من انحسار غير مسبوق لمياه الآبار في دلالة أخرى على تفاقم أزمة الجفاف الحاد الذي بات يشكل مصدر قلق من احتمالية نزوح قرى كاملة خلال الأشهر القادمة.
يقول جمال الشمري وهو عضو مجلس ناحية كنعان وشخصية عشائرية معروفة في قرى سكوك في حديث لـ/ المدى/، أن "الحد المائي المعروف للآبار في قرانا يتراوح من 10 الى 12 م منذ عقود طويلة".
وأضاف الشمري، أنه "مع استمرار أزمة الجفاف ربما يرتفع حد المياه الى 20، وربما 30م وهذا ما يدفع الأهالي الى زيادة أعماق الآبار، وتكبد مبالغ مالية إضافية، لكن الاسوء إن نوعية المياه تغيرت بشكل لافت، وأصبحت أكثر ملوحة بالإضافة الى بعضها يحمل روائح كبريتية".
وأقر بأن "الوضع حتى اللحظة لا يزال ضمن حدود السيطرة والاحتواء، ولكن الى متى خاصة، وأن البدائل والدعم الحكومي خجول جدا في مواجهة أزمة قد تخرج عن نطاق السيطرة في ذروة الصيف".
أما عدنان موسى وهو مزارع، فقد أشار الى ان "لديه 3 آبار اثنين منهما أصبحا خارج نطاق العمل بسبب الجفاف والثالث لا يزال ينضب المياه؛ لأنه بعمق 22 م، وربما يجف هو الآخر في الأشهر القادمة".
وأضاف، "نضوب الآبار هي أخطر رسائل الجفاف في قرانا، ونعتقد بأن الأمر ليس مؤقتاً، وربما يتفاقم في الأشهر القادمة لذا نحن مستعدون لكل الاحتمالات".
وأشار الى ان "الحد المائي انخفض بالفعل الى 17م لأول مرة منذ 50 قرناً، وربما يصل الى مستويات لم تسجل من قبل "، لافتا الى ان "الأوضاع لا تزال في البداية، ولكنها دفعت الى تخلي الكثيرين عن الثروة الحيوانية ويمكن القول بأن 50% من قرى ريف كنعان باعت ما لديها لتفادي خسائر الجفاف والهلاك بسبب نوعية المياه".