اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > أزمة الكهرباء تعدت حاجة المستهلك الى تعطيل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

أزمة الكهرباء تعدت حاجة المستهلك الى تعطيل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

نشر في: 5 يوليو, 2010: 04:32 م

تحقيق / ليث محمد رضاكهرباء الازمات هي التسمية الاجدر للإشارة إلى الواقع المتردي لهذا القطاع سيما بعد تداعيات الاحداث التي أدت الى استقالة وزير الكهرباء كريم وحيد  ، فهي  ليست حاجة كمالية، بل أساس و ركيزة مهمة للنهضة الصناعية
و ينبغي ان يكون توفرها تحصيل حاصل لكن في العراق واقع هذا الاختراع العجيب أبى إلا أن يكون عائقاً امام التنمية الاقتصادية و سبباً في تعطيل المشاريع الصناعية و بضمنها الصغيرة و المتوسطة منها التي تحرك عجلة الصناعة المحلية بما يجعلها فاعلة في الاقتصاد الوطني . أصحاب المعاناتالصناعي (طلال محمد)  صاحب مشروع حدادة يقول : نحن بحاجة ماسة للطاقة الكهربائية لكي نعمل في اوقات العمل (بالنهار) لكن الذي يحصل ان الكهرباء تكاد تكون مفقودة  في النهار و اذا وجدت فيكون ذلك  بالليل بعد ان ينتهي وقت العمل.و يرى محمد  ان القائمين على توفير الكهرباء غير مهتمين بالصناعيين  بينما يقول الصناعي طارق صالح : نطالب بتوفير الكاز و الزيوت للصناعيين بأسعار مدعومة من الدولة لان مشكلة الكهرباء ليس لها حل يلوح في الافق ، فرئيس الوزراء نوري المالكي  خرج  لنا و طمأن المواطنين بأن ازمة الكهرباء لم تحل قبل سنتين، فيما اتفق الصناعي النجارمحمد هادي مع زملائه قائلاً:  لوكانت الكهرباء جيدة لازداد الانتاج و لما كان الاستيراد بهذا الحجم فسابقاً  كنا باليوم الواحد ننتج عشرين قطعة و كلها تباع لكن عندما جاء الاستيراد الصيني اصبحت 60 قطعة لا يتم تصريفها الا بأسبوع . و يقول الخياط محسن شنشول : الكهرباء شريك معي بالارباح باكثر من النصف و كثير من الامورمتوقفة على الكهرباء فالمكائن الصناعية دائماً تعتمد على الكهرباء لذلك فعدم توفرها دفع بي الى اللجوء للمولدات الكهربائية التي تستزف أموالاً طائلة للوقود و الصيانة. و يقول الصناعي محمد ناصر صاحب مشروع  المنيوم: أن عمله متلكئ بسبب واقع الكهرباء و بأنه لديه أفكاراً لتطوير عمله إلا أن الكهرباء تقف عائقاً امام تلك الافكار و يضيف: عندما أفكر في تطوير عملي و انشاء معمل المنيوم ارجع و اقول اذا كنت اعاني في توفير الكهرباء لمحل صغير فكيف سيكون الحال مع معمل؟ بينما يقول المواطن محسن عبد العالي صاحب براد لتخزين المواد الغذائية : ان صناعة تخزين المواد الغذائية تعرضت لكثير من الخسائر بسبب خذلان الكهرباء( الملعونة) على حد قوله واضاف انه يفكر جدياً الغاء المشروع و تصفيته لان ظروف العمل لم تعد كما في السابق .rnتشخيص أكاديميجولة أجريناها بحوارات اكاديمية قمنا خلالها بعرض الموضوع على نخبة من الخبراء و الاكاديميين ، حيث كان أول المتحدثين استاذ الادارة والاقتصاد في جامعة واسط د. احمد الوائلي الذي قال لنا : ان الخلل في اداء المشاريع الصغيرة والمتوسطة يؤثر سلباً على اداء مجمل الاقتصاد العراقي و تعتمد تلك المشاريع في تشغليها  على الطاقة الكهربائية التي ادى سوء واقعها الى توقف التطور الصناعي و الانتاجي فالانقطاع المستمر للطاقة الكهربائية يؤدي الى توقف عمليات الانتاج و انخفاض ساعات العمل الحقيقية مما يؤدي الى انخفاض الانتاج بشكل كبير . وأضاف: أن التأثير يظهر جلياً بأتجاهين الاول  بأنخفاض عدد الوحدات المنتجة الذي سيؤدي الى انخفاض الانتاجية و تزايد كلفة الوحدة الواحدة من السلعة و بالتالي يرتفع سعر تلك الوحدة لتغطية ارتفاع التكاليف و بذلك تعجز السلعة المحلية عن منافسة السلع المستوردة ذات الكلف الاقل اما الجانب الثاني فيتعلق بأستخدام بدائل عن الطاقة الكهربائية الوطنية بأستخدام مولدات الكهرباء لتشغيل تلك  المشاريع و تعويض النقص و هذا سيؤدي من جديد الى ارتفاع اسعار السلع و عدم قدرتها على المنافسة . و اكد الوائلي  : ان كل ذلك سيؤدي الى خسائر لتلك المشاريع مما يدفع للعزوف عن العمل الصناعي و الاتجاه الى ممارسة النشاط التجاري غير المنتج مما يفقد  البلد القاعدة الصناعية المتوسطة و الصغيرة المطلوبة  للتهيئة لقيام صناعات كبيرة و ثقيلة، كما سيفقد البلد الخبرات اللازمة في المجال الصناعي و يجعل السوق المحلية مفتوحة للسلع التجارية الرديئة و السيئة، كما ان عدم قدرة المشاريع و الصناعات المحلية على سد حاجة الطلب المحلي ادى الى تزايد الاستيراد و حصول اختلال في الميزان التجاري بزيادة الاستيرادات على  الصادرات إضافة إلى تزايد حجم البطالة بشكل مخيف يعظم من مشكلات الاقتصاد العراقي المتفاقمة ، فالطاقة الكهربائية هي الشريان الرئيس لتحريك المكائن و المعدات . بعد ذلك انتقلنا الى الخبير الصناعي الدكتور علي الفكيكي حيث قال : ان  الانعكاس السلبي لواقع الطاقة على الصناعات الصغيرة و المتوسطة يبدأ من الجانب الانساني فمدير المشروع او المهندس و العامل الذي لم  يأخذ كفايته من النوم بسبب انقطاع الكهرباء سينخفض  أداؤه الكمي و النوعي اما من حيث المكائن و المعدات فهي تتوقف بسبب انقطاعات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram