أ.د. عقيل مهدي يوسفيستنطق المخرج السينمائي، كآمرته، بوصفها (عضواً حياً) أكثر منها (أداة) محكومة بالقوانين البصرية كما (العين) البشرية، وخلال عملها تشارك في المظاهر البصرية البيولوجية، والنفسية، أكثر من كونها ظاهرة ميكانيكية فيزيائية صرفة.
لكل مخرج له طريقته في توظيف الكامرة، واستخدامها الإبداعي، يذكر (جاكوب) أن (أورسن ويلز) في فيلمه (المواطن كين) قد استخدم (الفضاء) بطريقة جديدة مبتكرة.الذي يسمى بعمق المجال، بالتركيز على الظلال والأضواء المؤطرة بجمالية تشكيلية (بلاستيكية) ، وأوحى بأجواء غامضة، ليعمق من شكل الموقف الدرامي، ويؤكد حضوره المادي المؤثر على نفسية المتلقي، واستجابته، لتشكيلات الفيلم الصورية.ويذكر، إن (بودوفيكن) استطاع لأول مرة أن يفرق (بالمونتاج) بين الفضاء الحقيقي، والفضاء السينمائي، ويقول (بودوفيكن): (.. عندما جمعت اللقطات ، تم جمع أمكنة تبعد عن بعضها آلاف الأميال، وبدت كما لو أنها موجودة في منطقة صغيرة، يمكن للمثلين التنقل بينها ببضع خطوات).بمعنى إن اكتشاف (بودوفيكن) هذا ساهم بخلق أمكنة ، لا عهد لأمكنة الطبيعية بها وهي تنحرف عن واقعية تلك الأمكنة بما تفرضه مخيلة المخرج من واقعيات فنية مغايرة.
إجماع الأمكنة فـي السينما
نشر في: 5 يوليو, 2010: 04:46 م