لم تفلح التبديلات التكتيكية التي أجراها مدرب منتخب الشباب حكيم شاكر في المحافظة على الفوز الثمين على نظيره الكوري الجنوبي في نهائي كأس آسيا والظفر باللقب القاري للمرة السادسة بتاريخ كرتنا، لانها جاءت بتوقيت غير مناسب ولم يجنِ منتخبنا منها الفوائد الفنية الايجابية وكان الافضل ان يتم اشرك المدافع عمار كاظم لتقديم المساندة الدفاعية واسعاف زملائه من الضغط الكوري في الدقائق الاخيرة من المباراة ، كما ارتكب لاعبو الدفاع هفوة بعدم المراقبة اللصيقة للمهاجمين ومنح ذلك الفرصة المناسبة للاعبي كوريا من ادارك التعادل في الوقت القاتل بسبب عدم التنظيم الجيد للمدافعين وتمركزهم غير الصحيح ، ولم يبادر منتخبنا اللعب بحذر وحيازة للكرة أطول فترة ممكنة لارهاق المنافس وعدم افساح المجال للاعبي الارتكاز سيف سلمان واحمد عباس من التقدم الى الامام في الدقائق الاخيرة من المباراة ، لكن ذلك لم يحدث وجاء هدف التعادل في الوقت القاتل الذي سرق الافراح بلمح البصر وخطف الكوريون على إثره اللقب القاري.
السيطرة الميدانية
لعب منتخبنا بتشكيلة تألفت من محمد حميد لحراسة المرمى وعلي عدنان ومصطفى ناظم وعلي فائز ومحمد جبار رباط للدفاع وسيف سلمان واحمد عباس وعمار عبد الحسين وجواد كاظم وهمام طارق للوسط ومهند عبد الرحمن للهجوم ، وبطريقة 4-2-3-1 في مسعى من المدرب حكيم شاكر اغلاق المناطق الخلفية باحكام وعمل الزيادة العددية في منتصف الميدان لمنع المنافس لتطبيقه اسلوبه الخططي المبني على تمرير الكرات البينية السريعة في العمق الدفاعي والانتقال السريع من الدفاع الى الهجوم ، وقد نجح لاعبو خط الوسط همام طارق واحمد عباس وعمار عبد الحسين وجواد كاظم في الهيمنة الميدانية على منتصف الملعب ومرروا الكرات السريعة الى المهاجم مهند عبد الرحمن ، فيما ادى سيف سلمان دور لاعب الارتكاز الدفاعي، وتلك المبادرات الهجومية لم تكن بالقوة الكافية لاختراق متاريس الدفاع الكوري الذي كان متراصاً قادراً على احباط المحاولات الهجومية.
ولفك الكماشة الدفاعية عن المهاجم مهند عبد الرحمن أوعز شاكر للاعبين ببناء الهجمات عن طريق عملية الربط الهجومي من الاطراف بمشاركة محمد جبار وعلي عدنان وهمام طارق الذي أدى دور اللاعب المحوري وأجاد بمهارة عالية وذكاء ميداني واسع في تمرير الكرات الى الاطراف.. وفي الدقيقة 32 مرر طارق الكرة الى عمار عبد الحسين الذي لعبها داخل منطقة الجزاء الى مهند عبد الرحمن الذي خادع المدافعين بعملية الدوران لتوسيع زاوية الرؤية وسدد الكرة قوية الى الشباك محرزاً الهدف الاول لمنتخبنا ليتنهي الشوط الاول بتقدمه بهدف.
وكان على المدرب شاكر ان يقرأ اوراق منافسه بدقة بعدما رمى بجميع اوراقه التكتيكية في المباراة التي كشفت ان ابرز ملامح ضعف المنتخب الكوري تتمثل بعدم توفير العمق الدفاعي وغياب صانع الالعاب من صفوفه ، لذلك كان لابد من منتخبنا اللعب بطريقة التوازن الدفاعي والهجومي، مع القيام بالهجوم المرتد للقضاء على احلام الكوريين بالعودة الى المباراة ، لكن الاخطاء التكتيكية توالت عندما واصل منتخبنا الاندفاع الى الامام ما أرهق اللاعبين كثيراً.
تبديلات تكتيكية
قام شاكر باجراء تبديلين في 70 باخراج جواد كاظم ولعب محله ايهاب كاظم وعمار عبد الحسين واشرك محمد جبار شوكان وحصل اختلاف واضح في اداء الواجبات الدفاعية والهجومية وتغيرت الملامح التكتيكية لمنتخبنا ، ومنح الفرصة للاعبي كوريا من التقدم الى الامام وكان لابد من الايعاز الى لاعبي الارتكاز سيف سلمان واحمد عباس من التحرك بتناغم امام المدافعين لتشكيل طوق دفاعي حديدي وعمل الكثافة العددية في المناطق الخلفية لقطع الكرة من المنافس ومنعه ومن الاختراق ، وقد اجاد فيها المدافعان مصطفى ناظم وعلي فائز بإيقاف خطورة الكوريين وكان الافضل للمدرب ان يقوم باشراك المدافع عمار كاظم وتغيير طريقة اللعب الى 5-4-1 للمحافظة على نظافة الشباك، ومن كرة عالية في الدقيقة 92 ارتطمت برأس المدافع علي عدنان وصلت الكرة الى المهاجم جان شولي الذي سددها الى المرمى محرزاً هدف التعادل القاتل، وخلال الشوطين الاضافيين لم يتغير الاسلوب الخططي للمنتخبين حيث ركنا الى ركلات الجزاء الترجيحية التي ابتسمت للمنتخب الكوري 4-1 واضاع منتخبنا حلم الحصول على الظفر بكأس البطولة للمرة السادسة بالرغم من أنه كان قاب قوسين او أدنى منها.
