TOP

جريدة المدى > سينما > مهرجان الفيلم العربي في روتردام..فشلٌ مُتوقعٌ،والكاميرا تُدير ظهرها للجمهور

مهرجان الفيلم العربي في روتردام..فشلٌ مُتوقعٌ،والكاميرا تُدير ظهرها للجمهور

نشر في: 5 يوليو, 2010: 04:49 م

انتشال التميميالمدير الفني السابق للمهرجانبدأت بوادر الفشل في حفل افتتاحٍ مُحزنٍ حضره 20% ممن اعتدنا على حضورهم في الدورات المُنصرمة، وتابع عرض فيلم الافتتاح ما لا يزيد على عشرين شخصاً فقط، وأقلّ من ذلك بكثيرٍ خلال معظم العروض التالية، باستثناء الفيلمين المصريين المُشاركيّن (واللذين لم يتجاوز عدد من شاهدهما مجتمعين تسعين شخصاً)،
 حتى أن السفيرة الجزائرية في هولندا شاهدت فيلم "الحراقة" لمخرجه الجزائري "مرزاق علواش" مع أربعةٍ آخرين فقط، فيما شاهد فيلم "أمريكا" لمخرجته الفلسطينية "شيرين دعيبس" الحائز جائزة أفضل ممثلة (التي سمتها تقارير كتبة المهرجان الصحفية "نسرين فارو" بدلاً من "فاعور") تابعه خمسة أشخاص، نصفهم من أعضاء لجنة التحكيم، تسبب كلّ ذلك برعبٍ للإدارة، حملها على نقل حفل الختام من القاعة المُعلن عنها في البرنامج، والكاتالوج إلى قاعةٍ أصغر. ولم يُسعف استقدام مغن فلسطيني في جذب بعض الجمهور، إذ بدأ حفل الختام بـ 150 شخصاً، وانتهى بخمسين.وعلى غرار الدورات المُنصرمة، لم تكن قرارات لجنة التحكيم بعيدةً عن النزاهة، لم تشهد الأفلام الوثائقية تنافساً حقيقياً حيث لم يُستكمل عرض أحدها- "شكري"- بسبب رداءة النسخة )وهو بالمُناسبة من إنتاج رئيس المهرجان ومديره "خالد شوكات"، وإخراج أحد مُستشاري المهرجان- "أسعد الوسلاتي"- والذي تمّ تمرير مُشاركته خلسةً عن المُتسابقين الأخرين)، وفيما تمّ تجاهل سحب فيلماً آخر هو "ميناء الذاكرة" برغبة مخرجه "كمال الجعفري"، مما قلص عدد الأفلام المُتنافسة من ستةٍ إلى أربعة.أما بالنسبة إلى الأفلام الروائية، فإنّ قرارات لجنة التحكيم كانت بعيدة عن التأثير هذه المرة أيضاً، ولعلّ عدم مقدرة الصديق د.مدكور ثابت رئيس اللجنة على إقناع باقي الأعضاء بمنح فيلم "واحد- صفر" للمخرجة الموهوبة "كاملة أبو ذكري" جائزة المهرجان دليلاً آخر على نزاهة لجنة التحكيم. ولكنّ الخلل الكبير، والفضيحة تمثّلا في "استحداث"  لجنة تحكيمٍ جديدة، لُفِّقت في آخر لحظةٍ لكي يفوز هذا الفيلم بجائزتها، ولتحظى ممثلته "إلهام شاهين" بجائزة أفضل دور نسائي، وهو أمرٌ يُحيلنا إلى سلوك العديد من المهرجانات الرسمية العربية، أو إلى الطبعات الرديئة من مهرجانات التلفزيون، والأزياء، حيث تُفصّل الجائزة على مقاس أناسٍ محددين.لا شكّ في أنه من حقّ الخط التجديديّ للإدارة "العتيدة" التي اغتصبت المهرجان (أربعةٌ من أصل خمسةٍ من الهيئة الإدارية استقالوا بسبب غياب الشفافية الإدارية، والمالية، واستُبعد مديره الفنيّ ومديرته الإدارية مع عددٍ من أهمّ عامليه) أن يستحدثَ لجنة تحكيمٍ جديدة، ولكن بشرط أن تتمّ الإشارة إلى ذلك في الكتالوج، وفي النظام الداخلي للمهرجان، أو على الأقلّ أن يُعلن عن ذلك خلال حفل الافتتاح، أو في وسائل الإعلام، ولكن أن تظهر فجأةً قبل الاختتام بيومٍ واحدٍ، ووسط تسربٍ عن وجود خلافٍ بين أعضاء لجنة التحكيم حول الفيلم الفائز، فأن ذلك أمر لا يبعث على الريبة فقط، بل يؤكد على أنّ اللجنة تشكلت لمُحاباة الفنانة القديرة "الهام شاهين" التي كانت النجمة الوحيدة التي لبّت دعوة المهرجان، حدا هذا التجاوز الفاضح للأعراف، والتقاليد بالمدير الفني للمهرجان، الذي حلّ محلي هذا العام، الزميل "حسونة المنصوري"، لأن يحزم حقائبه، ويغادر إلى "أمستردام" مستقيلاً من المهرجان، بعد أن علم بأمر هذه اللجنة بالمصادفة، وبعد تراكماتٍ شهدتها علاقته مع مدير المهرجان، ابتدأت برفض الزميل "حسونة" إشراك فيلم "شكري" في مسابقة المهرجان، ولم تنتهِ بفضيحة اللجنة المُبتكرة.يعتبر فيلم "واحد صفر" واحداً من أهم الأفلام المصرية، والعربية التي أُنجزت خلال العام المُنصرم، وتكفيه فخراً مُشاركته في مهرجان فينيسيا (فئة "آفاق") العريق، وشهادة كبار النقاد العرب، والجوائز التي حصدتها بطلته الفنانة "الهام شاهين"، إلا أن الفنانة، وفيلمها في غنى عن تلفيق لجنةٍ غير شرعية لمنحهما جائزة مشكوكاً بأمرها.وتجدرُ الإشارة إلى أنّ اثنين من أعضاء هذه اللجنة "الطارئة" يعملان في المهرجان (محمد حياوي مدير التحرير، ومصطفى ياسين مُستشار المهرجان)، ولا عذر لأعضاء اللجنة الثلاثة الذين وقعوا في مصيدة إدارة المهرجان.حاولت إدارة المهرجان ابتكار أفكار جديدة، جاء بعضها فاشلاً، وبعضها الآخر مكرراً، فقد أعلنت عن برنامج لسينما الحركة من مصر، ولكنها لم تُحضر أيّ فيلم لهذا البرنامج، كذلك أعلنت عن برنامج السينما التركية الجديدة الذي تمخض عن فيلم يتيم من إنتاج عام 2007، وفي السياق عينه، كانت الوعود بحضور نجوم سينما عرب لفعاليات المهرجان، الأمر الذي لم يتحقق، والمعرض السياحي العقاري الذي لا وظيفة له سوى "اصطياد" بعض الممولين، والذي لم يقم بدوره، وما دعوة الفنان الفلسطيني أبو عرب، وإقامة معرض لخمسة فنانين تشكيليين إلاّ محاولة لم تستطع تعويض جمهور المهرجان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram