طالب عبد العزيز
أنا غير معني باخبار الرياضة، وربما أقول بأنَّي لا أحبها، وهي من وجهة نظر خاصة منتج أضرَّ بكثير من مظاهر الحضارة في ببلادننا العربية ، فترى جمهوراً عريضاً يفضل الذهاب الى مباراة لكرة القدم على الذهاب لمشاهدة إحدى العروض المسرحية أو السينمائية، لذا، أجد أنَّ ما يركل بالقدم من الجلد والهواء تقدَّم كثيراً على ما يعتمل في الرأس من الفكر والفن والثقافة، وعزاؤنا في هذه أنها باتت ظاهرة كونية.
لكنني، سعيد بالخبر الذي يقول بأنَّ دورة كأس الخليج العربي الـ (25) لكرة القدم ستقام في البصرة، وأنَّ جهود الحكومة المحلية أفلحت باقناع الاخوة الاشقاء في دول الخليج بذلك، ففعاليات الرياضة وكرة القدم بالذات تستقطب الملايين، ويثلج الصدر أن تكون البصرة محطة وقبلة لهم، بما يعني أنَّ المدينة باتت جاهزة، للكرنفال الرياضي الاول، في الخليج والمنطقة، وفي المدينة التي ستشكل حلقة الوصل المهمة بعودة العراق، كمشارك فاعل، في رسم فعاليات رياضية وغير رياضية ، بعد قطيعة طويلة، لذا، لا أحمل غير التمنيات الصادقة بانجاحها، فالقضية تاخذ بعداً عراقياً وبصرياً لواحد متَّهمٍ بـ (المناطقيّة) مثلي.
يقترب عدد سكان البصرة اليوم من 4 مليون انسان،وهو رقم كبير، ربما يكون بعدد سكان ثلاث دول من دول الخليج، وانساننا بعامة مختلف في تركيبته الاجتماعية، فالواقع السياسي والامني والاقتصادي والخدمي يلقي بظلاله عليه، ويغير من طبيعته، لكنه معروف بالكرم والشجاعة وحسن استقبال الضيوف، ومع السعادة البالغة التي عمّت جمهور كرة القدم في العراق والبصرة بخاصة إلا أنَّ الحكومة المحلية مطالبة بالكثير والكثير جداً، الذي تقوم به في الفترة المتبقية لقيام الدورة، والتي لا تتجاوز الـ 6 اشهر.
ولا أعتقد أنَّ البصرة وحكومتها المحلية ستتحمل عبء ذلك منفردةً، إنما الحكومة الفدرالية بكل أجهزتها مطالبة بالاحاطة الكاملة للفعالية كلها، بدءاً من دخول الوفود المشاركة وحتى انتهائها ومغادرتهم، وهو امر صعبٌ بحسب المعطيات العامة، والخشية قائمة في أكثر من مفصل، والمدينة بحاجة الى زلزال خدمي يقلب صورتها الحالية، ولعل صورة نهر العشار والرائحة الكريهة المنبعثة منه كافية لتمنح الوفود الصورة القاتمة للمدينة، ترى، هل سيتمكن مرافقو الوفود من منعهم بالوصول الى مركز المدينة؟ وماذا سيقول هؤلاء إذا وقف أحدهم على النهر متغزلاً أو تجول في أسواق المغايز والبجاري وأم البروم؟
لا أريد رسم صورة سوداء للمدينة لكنَّها سوداء في واقعيتها، وأعرف عن قرب عدد الضواحي والشوارع والمباني الجميلة فيها، لكنني أعرف ايضاً بأنَّ عين السائح لا ترحم، وأنَّ كيس القمامة المبعثر في الحديقة الجميلة أكثر إثارة من الزهور والبلابل فيها، وما هو بكيس واحد، في مدينة لا حدائق فيها. علينا مراعاة صورة البصرة في العقل العربي والخليجي بخاصة، ولنتذكر الجملة الشائعة، التي كان يرددها الكويتي، وربما إلى اليوم، إذا فتح الثلاجة ووجدها عامرة ومليئة بالفاكهة والأجبان والعصائر ووو فهو يصيح(الله، الدنيا بصرة اليوم) .
جميع التعليقات 1
ام زيد
سيدي الفاضل .مااروع هذا الكلام نتمنى ان تجد اذان صاغيه