سامر الياس سعيد
مهما توالت أيام العام 2022، فإن إنجاز منتخبنا الوطني النسوي لكرة الصالات، سيبقى مرهوناً بخانة الإنجازات التي لا يُمكن أن تُبارح الذاكرة، كونه جاء لتضميد الخيبات المتتالية التي انعكست سواء بالخروج المُخيّب لمنتخبنا الوطني وفشله باللحاق بدور الملحق المؤهّل لمونديال قطر
برغم سهولة المجموعة التي وضع فيها والتخبّط الذي عاناه جرّاء تغيير المدربين وعدم استقرار الرؤية الخاصة بكل مدرب لوضع الخطة المناسبة والملائمة للمنتخب الوطني، فضلاً عن عدم هضم لاعبينا ستراتيجية المدرب في وضع خطّة تكتيكية مُحكمة تحقق نتيجة مُلبّية للطموح.
ولحقتها خيبة أخرى تمثلت بفشل منتخبنا الأولمبي تحت سن 23 عاماً في بطولة كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت 23 عاماً، التي جرت مؤخراً في أوزبكستان، والملابسات التي جرت أثناء خوض المنتخب لمباراة الدور ربع النهائي حيث أخفق أمام المنتخب المضيف برغم تأثره بالنقص العددي ومع ذلك نجح الأخير بتحقيق الفوز بفضل ركلات الحظ الترجيحية بتلك المباراة نتيجة الاهتزاز النفسي الذي عاناه أغلب لاعبي منتخبنا والتأثير السلبي من جانب الجمهور العريض الذي وقف وراء منتخبه وأسهم بتأهّله في تلك المباراة الى جانب ما عاناه منتخب الناشئين، وهو يخفق أيضا في التأهّل إلى المباراة النهائية لبطولة غرب آسيا التي جرت مبارياتها في مدينة العقبة بالمملكة الأردنية الهاشمية بعد خسارته التي مثّلت المفاجأة أمام المنتخب اللبناني بهدف وسط دربكة وارتباك من جانب لاعبينا الذين عجزوا عن التعامل مع تلك الهجمة اللبنانية لتنتهي المباراة بهدف يتيم، حتى جاء انجاز منتخب سيدات العراق في كرة الصالات ليكون بمثابة الضوء في نهاية نفق الخسارات والخيبات المتلاحقة التي يمكن الحديث عنها بتفاصيل أوسع ومعطيات عدة سنوردها في سياق هذا المقال.
المعلوم أن الرياضة النسوية في العراق تعاني بشكل مُضطرد ومعوّقاتها وتحدّياتها بارزة للجميع، وبجانب ما يُذكر هنا في هذه المساحة، تكمن الكثير من تفاصيل التقارير الموسّعة التي أنجزها الزميل إياد الصالحي في لقاءاته مع اصحاب الشأن الرياضي النسوي في أكثر من مرّة، وكانت المانشيتات العريضة لتلك التقارير تفصح عن تحدّيات كبيرة تواجه لاعباتنا ومدرباتنا وهم يسعون بالبحث عن الإنجازات مع الأخذ بنظر الاعتبار النافذة الرياضية الأكاديمية ممثلة بكليات التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعات البلد التي ما أنفكّت تستقطب طالبات تلك الكليات الراغبات بأن يُطرّزن مجهوداتهن الرياضية بالتحصيل العلمي وفيما تستقبل تلك المؤسّسات الأكاديمية في كل موسم دراسي المئات منهن الطالبات الى جانب أقرانهم من الطلاب رغبة منهن بأن يكونَ تحصيلهُنَّ العلمي مقروناً بالمشاركة في المسابقات الرياضية وتمثيل الأندية التي تمتلك حضوراً نسوياً في البطولات ذات الصلة إلاّ أن واقع الرياضة النسوية مازال دون الطموح والأمنيات التي تؤطّر مثل الكثير من المشاركات الخاصّة التي زجّت فيها رياضيات عراقيات فلم يحقّقن فيها ما يتماهى مع الطموحات والأمنيات باستثناءات قليلة برزت على سبيل المثال بألعاب القوى وما حقّقته العداءة دانة حسين وما أنجزته لاعبة القوس والسهم فاطمة سعد وما كان مقتصراً على ما تحقق من جانب لاعبات الشطرنج كاللاعبة د.إيمان الرفيعي في سنوات سابقة، وعُذراً من رياضيات أخريات لم نلتفت الى ما حقّقنّه في دائرة المنافسة.
سطوع إنجاز لاعبات كرة الصالات في الشهر المنصرم يُعد إنجاز العام بكل تفاصيله يزحزح من الساحة استئثار أخبار المنتخب الوطني بكرة القدم ومسألة البحث عن مدرب لقيادته إضافة للبحث عن تفصيلات أخرى تتعلّق بالشكل المقترح لدوري المحترفين المرتقب برغم أن عجلة دوري الموسم الحالي مازالت تسير بذات الوتيرة وقد حُسم لقبه منذ أسابيع.
المُلفت أن اللقاءات التي جرت مع لاعبات إنجاز جدّة للصالات قد اتّسعت وتيرتها عبر برامج رياضة الفضائيات بشكل يجعلنا نبحث بشكل عفوي عن أخبار تتعلّق برحلة الإعداد التي انطلقت لمرافقة اللاعبات وما أسهمت به المدربة الإيرانية شاهناز ياري في إنجاز هذا المنتخب، والاسهام بترسيخ الروح المعنوية التي أفرزت عن لاعبات على قدر كبير من المسؤولية بتحقيق مثل هذه النتيجة المهمة والتي نأمل في أن تكون خطوة أولى بمشوار الكثير من البطولات والاستحقاقات القادمة لإبراز وجه آخر للرياضة النسوية.