اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: متى نقرأ خبر اعتذارهم؟

العمود الثامن: متى نقرأ خبر اعتذارهم؟

نشر في: 3 يوليو, 2022: 11:31 م

 علي حسين

أتابع دوماً قضايا المسؤولين في بلدان العالم، وكان آخرها قضية رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسوا فيون الذي اتهم في قضية التوظيف "الوهمي" لزوجته، حيث أن المدعي العام، أتمنى أن تركز "جنابك" على مفردة المدعي العام التي غابت في بلاد الرافدين،

وأصبحنا أسرى قرارات المحكمة الاتحادية، فقد أعلن المدعي العام الفرنسي أن رئيس الوزراء الأسبق متهم باختلاس أموال عامة، فكيف سمح لنفسه أن يعين زوجته؟، وأيضاً أتمنى عليك عزيزي القارئ ، أن تقف عند موضوع تعيين زوجته وليس أبناء عشيرته وأقاربه واحبابه ، هكذا إذن حكم على الرجل بالسجن في قضية وظيفة وهمية، بينما في بلاد الرافدين شاهدنا، بالصوت والصورة، النائب السابق، "الرشاش"، محمود الحسن وهو يوزع سندات الأراضي الوهمية ويعلن تعيين المئات، فقط من أجل أن يصوتوا لـ"سيادته"..وبعد كل هذا تمت مكافئته بتقاعد مليوني وبجواز سفر دبلوماسي وبلقب نائب سابق .

أقرأ التعليقات حول قضية رئيس وزراء فرنسا، وأنا أفكر في حالنا، وليس في فرنسا. لم يخرج الرجل ليهدد أو يشتم، فقط استجاب لقرار القضاء واعتبر ما جرى خطأ ارتكبه وأنه يحترم القضاء.. برغم الظلم الذي تعرض له. لكن في الحقيقة حين قرأت قضية رئيس وزراء فرنسا الأسبق أدركت أنني تجنيت على مسؤولينا كثيراً حين اتهمتهم بالفساد وسرقة المال العام والانتهازية والتزوير، فهذا السياسي الإيطالي ارتكب جرماً أشد وأبشع من كل ما فعله السيد مشعان الجبوري الذي أعلنها ذات ليلة صريحة وواضحة: قبضنا جميعا رشاوى بملايين الدولارات .. دون ان يسأله القضاء : كيف واين ولماذا ؟ .

هكذا هبت العاصفة، إذ كيف يمكن الوثوق بسياسي تحايل على القانون؟ لكن هذا السياسي لم يخرج على الناس ويقول إن عدد الذين يهتفون باسمه يفوق عدد الذين اكتشفوا تحايله على الدولة، ولم يصرح بأن سجنه يعد انقلاباً على الديمقراطية، فقط اكتفى الرجل بأن اعتذر، وقرر أن يستأنف الحكم.

تخيلوا لو أن مسؤولاً عراقياً اتُّهم بتعيينه أبناء عشيرته، ماذا كان سيفعل؟ حتماً سيصف متهميه "بالثلة الفاسقة" وبأنهم يريدون تحويل العراق إلى دولة إباحية، وأن هناك مخططاً تقوده خلايا البعث بالتعاون مع إرهابيي القاعدة لتشويه سمعته، ولصرخ بصوت عالٍ أنه باقٍ في منصبه إرضاءً للجماهير التي لا تنام إلا وهي تضع صورته تحت الوسادة!

تحصد دول العالم المستقرة اليوم ثمار حلم سياسييها ومسؤوليها بدولة مستقرة اقتصادياً وسياسياً، في المقابل نحصد نحن مع ثمار أحلام المالكي عشر سنوات من الخيبات والأزمات.. ونحقق أرقاماً قياسية لا في التنمية والبناء، وإنما في مجال أوسع وأرحب، وهو لائحة الدول الأكثر خرابا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram