لا حكيماً ولا هم يحزنون .. رددناها في سرّنا ، ونحن نرى تهاوي حلم اللقب القاري السادس أمام عيوننا في غضون دقيقتين فقط بعد ان اضاع المدرب حكيم شاكر فرصة العمر النادرة وأشغل ذهنه في مراسيم التتويج ولحظات دخوله عتبة التاريخ متناسياً ان شمشوناً ماكراً يتوعده عند العتبة نفسها وكان يُفترض ان يكون اكثر دهاءً منه ويفكر بلاعبيه الذين استنزفوا آخر قطعة غيار في مخزون اللياقة بعد 92 دقيقة استقتلوا فيها بشراسة واضعين نصب عيونهم راية العراق لترفرف احتفاءً بالإنجاز القاري لكنه للأسف بقي حلماً ولم يقظِه أبناء الرافدين برغم استحقاقهم البطولة الأقوى في ذاكرة العراقيين.
ولعل ابرز الحلول الفاشلة التي اسقطت حكيماً بفـخ هدف التعادل هو إهماله تأمين المنطقة الدفاعية وشعوره بنشوة الحسم والطمأنينة في الدقائق الاضافية الأخيرة، منتهجاً اسلوب المغامرة الهجومية باستبدال عمار عبدالحسين واشراك محمد جبار شوكان ظناً منه ان اسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع يصلح لجميع الظروف، فصدمته الترجمة الكورية في الملعب "الهجوم خيــر وسيلة للضياع"!
أعتقد ان مكسب حكيم شاكر بوجود الجواهر الثمينة في توليفته المونديالية لا يضاهيه أي مكسب آخر مثلما تحسر عبر شاشة التلفاز لعدم تكريم المنتخب منذ تأهله الى الإمارات وقطعه تذكرة نهائي البطولة ، وهي حقيقة لا تقبل المزايدة ، اللاعب العراقي لم يفكر يوما كم يقبض قبل المباراة ، وماذا سينال بعدها كما يحصل في منتخبات البرازيل وانكلترا واستراليا وغانا وغيرها ، وذلك لا يعني ان نبخس حقه بذريعة المهمة الوطنية ، فالمتفوق باسم البلد أياً كانت مهنته يجب ان تحرص الدولة على تكريمه تقديراً لعمله ، لكن في قضية الشباب لا يصح ان يجاهر المدرب بعد ساعتين من انتهاء البطولة " ان المنتخب لم يتلقَّ تهنئة او تكريماً من بلده " وأنه يشعر بمرارة هذا التجاهل!
نبارك لمنتخبنا إرساء ثقافة التحدي وبناء علاقات متينة بين اللاعبين دفعتهم للتألق في إمارتي الفجيرة والخيمة ومواجهتهم نيراناً صديقة أتهمتهم بالتزوير ، ولم تثبت اللجنة المنظمة مثل هذه (الترهات) التي روّجها الحانقون، ويكفي نجاح هذا المنتخب اختيار سبعة منه لينضموا الى كتيبة الأسود في تصفيات مونديال الكبار ، أولى ثمار ثورة الربيع الكروي التي أشرنا اليها سابقاً.
***
لا يخفى مدى أهمية المدرب الوطني المساعد في الملاك التدريبي لمنتخبنا الوطني الذي منحته نقاط الدوحة في الجولة السادسة من تصفيات كأس العالم فرصة كبيرة للمنافسة على البطاقة الثانية في المجموعة متى ما واصل تحقيق الفوز في المباريات المتبقية، فترك المهمة لمترجم زيكو (سلام العبيدي) أمر غير مقبول ويجب ان يتوقف عنده اتحاد الكرة بصورة جدية لاسيما بعد ان طفت فوق سطح ازمة الثقة بين زيكو ومساعده باسل كوركيس والمدير الاداري رياض عبد العباس معلومات مؤكدة مفادها انه أناط صلاحيات كثيرة للعبيدي لنقل توجيهاته للاعبين! وهي طامة كبرى ليس لها وجود في الملاكات الحالية لمنتخبات عُمان وقطـر ولبنان وغيرها من المنتخبات العربية التي تستعد ليطولات العام المقبل.
صراحة أجـد ان الدكتور كاظم الربيعي (مثالاً وليس حصراً) بين افضل مَن يؤدي المهمة هذه لاسيما ان تجربته السابقة في اللجنة الفنية للاتحاد اسهمت في ترشيح اسماء كثيرة من الدوري المحلي مثل حسام كاظم ومثنى خالد واحمد ابراهيم وسعد عبدالامير وامير صباح وابراهيم كامل في عهدي الصربي بورا والالماني سيدكا ثبت صلاحهم للدفاع عن المنتخب الوطني بفضل المسح الشامل المبرمج وفق البيانات الدقيقة التي أجراها على الاندية كافة وترحاله المستمر بين المحافظات بحثاً عن الخامات الشابة الجديرة بالانضمام للقائمة الدولية،
علماً هناك سبعة اشهر حتى موعد مباراة عُمان 4-6-2013 في مسقط ، واليابان 11-6-2013 في الدوحة ، واستراليا 18-6-2013 في بريسبان ، تستلزم مشاهدة وافية لجميع لاعبي الدوري بشقيه النخبة والممتاز لتحقيق العدالة، فبعض مراكز المنتخب بحاجة الى دماء جديدة آن الأوان كي يطلع زيكو على مهاراتهم ومدى انسجامهم مع توليفته الحالية وصولاً الى التشكيلة الأمثل لمقارعة تلك المنتخبات بهدف الحصول على مقعد الوصافة ومرافقة اليابان الى البرازيل أو نيل نصف بطاقة المركز الثالث استعداداً لمعركة الملحق الآسيوي.