علي حسين
ليس أمامك عزيزي القارئ، سوى أن تصدّق السيد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، خصوصاً عندما يصرف وقته الثمين هذه الأيام على تغريدات التويتر، يوماً يُغرّد ساخراً من حكومة الأغلبية، ويوماً يُغرِّد من أجل الإسراع بإنجاز "حكومة الشراكة"،
ويوما يخبرنا بأن ما جرى خلال الاعوام الماضية كان مؤامرة امبريالية على المنجزات التي تحققت خلال فترة حكمه .التغريدة الأخيرة فاقت ما قبلها وما بعدها، فقد أخبرنا السيد المالكي بأن شكل الحكومة القادم، لا يتعلق بكونها حكومة خدمات أو حكومة خبراء في الاقتصاد والتنمية ، ولا حكومة تحارب الفساد وتسعى إلى استعادة الأموال التي "لفلفها" السرّاق من خزينة الدولة، وإنما برأي السيد المالكي يجب أن تكون حكومة تضم الجميع ممن مارسوا العمل السياسي خلال التسعة عشر عاما الماضية .حكومة يجب أن تُفصّل على مقاس كل القوى السياسية التي مارست لعبة السياسة ، ولا تزال تضحك على عقول العراقيين بشعارات عن الوطنية والرفاهية والرخاء، فبعد ارتفاع أسعار النفط أصبح الخير كثيراً، ومن حق جميع القوى السياسية أن تتمتع بهذه الخيرات وان تذوق طعم المليارات .
بعد قراءة تغريدة المالكي "الثورية"، أيقنت أن العراقيين نساءً ورجالاً، يستحقّون الجنّة، لسبب أساسي، لأنهم يتعرضون للكذب والنفاق والخديعة كلّ يوم وعلى مدى سنوات طويلة، ولم ينقرضوا، ولم يصبهم الجنون أو الاكتئاب!
كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلاً، لماذا نتوسّل دول الجوار من اجل الكهرباء ولماذا نفرح حين يوافق البنك الدولي على التفكير بإقراضنا بضعة ملايين؟، نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل فانا مشغول بمتابعة اخبار المواطن البريطاني سعد المطلبي الذي تفتحت قريحته عن مقترح " ثوري " باعادة السيد نوري المالكي الى منصب رئيس الوزراء ، وضرب لنا مثلا بتشرشل الذي كانت بريطانيا تحتاجه في المراحل الصعبة ، ولا بأس من ان يصبح لدينا تشرشل عراقي
للأسف يعاني السيد المالكي من مشكلة عميقة مع العراقيين، فهم رغم ما يُبدون من إخلاص ورغبة في متابعة تغريدات "فخامته"، والسهر على نكات سعد المطلبي ، ولا بأس من التمعن في احاديث عاية نصيف وهي تبشرنا بـ " الخبز " المكسب والرخيص . لكن المواطن المسكين لا يبدو أنه يستطيع لللاسف حلّ الالغاز التي يقولها السيد سعد المطلبي .
من يفتح سجل السنوات الثماني التي قضاها المالكي على رأس السلطة التنفيذية؟ من يحاسب المسؤولين على تحويل العراق إلى دولةٍ أصابها الإفلاس، وتربعت على عرش الدول الأكثر فساداً وخراباً؟ كيف استطاع السيد المالكي أن يتحدث عن دولة الرفاهية، و لاتزال الناس تسأل اين اموال الكهرباء ؟ ولماذا هرب فلاح السوداني باموال الحصة التموينية .