عمـار سـاطع
لا يمكن تحقيق القناعة التامة أو الغاية الفعلية في آنٍ واحد لقضية ترتبط بموضوع اللاعبين الذين يُطلق عليهم (مُحترفين) يتوزّعون على فرق الدوري الممتاز بموسمه المُنصرِم، سوى أن يكون أكثرهم (مخترقين) في دخولهم مسابقتنا بشكلٍ أو بآخر، وهناك منهم من (المحترقين) الذين أكل الدهر عليهم وشرب!
فأغلب اللاعبين الذين تمّ التعاقد معهم، إن لم يكن الأكثرية منهم، لم يترك أيّاً منهم البصمة التي يُفترض أن تصنع الفارق أو ترتقي بمستوى الفرق أوّلاً والدوري بشكل عام، وعليه كان الكثير من الذين يُطلق عليهم كلمة (مُحترف) هي بعيد كل البُعد عن الاحتراف الذي عرفناه طيلة المواسم الماضية التي دخلنا فيه منذ 14 نسخة سابقة!
القضية باختصار تُظهر أن أغلب إدارات الأندية، كانت أحد أسباب هذا التصدّع الذي ضرب مستوى الدوري، وهي تعتمد على شريك أساسي في صناعة الإنجاز الذي ننشدُ إليه وهو اللاعب المُحترف الذي فشل مُجدّداً في التأكيد على قدراته وأدائه وما يُفترض أن يُقدّمهُ لفريقه والدفاع عن شعاره في منافسات أقلّ ما يمكن أن نقول عنها بأنها كانت غير جديرة بتواجد أسماء لم تكن لديها أي تأثير، بل لم تكن لائقة لا بتاريخها ولا بسجلّها بتواجد لاعبين من خارج البلاد، وهناك المئات من لاعبينا أفضل منهم ومن مستوياتهم وامكانياتهم!
لا أريد هنا أن أعمّم أو أجزم بأن الجميع كان بعيد كل البُعد عن حقيقته، لكن أداء 90 بالمائة منهم كان يوازي مستوى اللاعب العراقي، إن لم أقل بإن لاعبينا تفوّقوا على من آتى بهم الزمن ليسجّلوا مشاركتهم مع فرقنا في دورينا الكروي، بل أن هناك لاعبين من قارّات مختلفة كانوا وبالاً على فرقهم وتسبّبوا في تراجعهم في النتائج والمراكز، مثلما كان البعض الآخر قد تعرض لهبوط غريب في مستواه، بينما جلس الكثير منهم على دكة البدلاء نتيجة إختلاف القناعات الفنية للمدربين الذين تعرّض بعضهم لما يمكن أن نسمّيه بـ (الفخ) بعد أن ضُرِبَت نظرتهم الأولى وصار الأجنبي في اختبار القبول غير الأجنبي في فترة المنافسات!
وهنا قد يذهب البعض الى القول أن هدّاف الدوري الممتاز، النجم السوري، محمود الموّاس، وإن هناك انتقالات للاعبين مهمّين بين الفرق في فترة الانتقالات الشتوية، وكان بعضها مهماً وصنع ما صنعه من مُنجز بعض الفرق، لكن الحقيقة هي أن حصول الموّاس، اللاعب المميّز، على لقب الهدّاف، حصل لِغياب التنافس وظهوره بهكذا أداء ومساهمة العناصر الأخرى في صفوف فريقه الأخضر فيما وصل إليه المهاجم الاستثناء، في وقت كانت لانتقالات بعض اللاعبين الذين فاق مستواهم بقية المحترفين سبباً في انتعاش الحالة الفنية لبعض الفرق، خاصة أولئك اللاعبين الذين حضروا من القارة الأفريقية، وكان الطلب عليهم واضحاً!
نعم.. كانت هناك وجوه مهمّة ومؤثرة، ولكن الحقيقة كما أشرت، أن أكثرية اللاعبين المحترفين لم يكونوا سوى تكملة عدد لبعض الفرق، حتى أن إدارات الأندية بالاتفاق مع الأجهزة الفنية عملت على التخلّص من البعض منهم في فترة الانتقالات الشتوية بين المرحلتين، مثلما كان بعض اللاعبين قد خرج ولم يعد وأوقع الأندية في مشاكل نتيجة سوء خبرة الإدارات في الحصول على ضمانات أوّلاً وعدم إلزام اللاعبين في فترة التعاقدات بضوابط تُجبرهم على الانصياع لأوامرها من جهة، وتحفظ حقوق الأندية التي تدفع الأموال الطائلة بشكلٍ أو بآخر!
باختصار فإن ما يحدث بموضوع التعاقدات، وأكرّرها للمرة الألف، أنها تفتح أبواباً مالية يفترض أن تُراقِب، نتيجة كسب المبالغ من قبل الوسطاء، وتضع واقع الدوري منهاراً لاحقاً، لأن التطوّر الذي يفترض أن يحدث لا يمكن أن يحدث بواسطة المحترفين، أو حتى الإرتقاء الفني، لا يمكن أن نصل اليه بوجود هكذا طريقة تنتج عنها تعاقدات، بسبب مشاهدة لفيديو عن لاعب أو بتوصية من وسيط أو اختبار لساعات يتجاوز فيها اللاعب المعني درجات القناعة، ويسقط في خانة الامتحان النهائي!
أقول.. هناك من المحترفين (مُحترقين) وهناك منهم (مُختَرَقين) وهناك قلّة من المحترفين مَنْ تسبّبوا في نقل صورة إيجابية عنهم، وعليه يجب وضع ضوابط وشروط ترتبط بين عدّة لجان تعمل في اتحاد الكرة، وتكون ذات علاقة، بعملية التقييم الفعلي للدوري ومستواه، يفترض أن تحقّق نظام متكامل في أقرب وقت مُمكن بهدف الإسراع بتطبيقها بشكل يضمن وجود لاعبين محترفين فعليين في منافسات الدوري، وغير ذلك فأنه مرفوض جملة وتفصيلاً!