بغداد/ هشام الركابي  أعرب قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو امس الثلاثاء، عن امله في ان تتشكل الحكومة العراقية في اسرع وقت ممكن، مشيداً في الوقت نفسه بقدرة قوات الامن العراقية على الإمساك بزمام الامور، كما اعلن أن الرئيس اوباما طلب إضافة ملياري دولار للسنة المالية المقبلة لتطوير مهارات الجيش العراقي والشرطة تمهيداً لانسحاب القوات الاميركية بالكامل نهاية عام 2011.
وابدى اوديرنو في مؤتمر صحافي عقده في المنطقة الخضراء وحضرته (المدى) اعجابه بـ"مهنية قوات الامن العراقية وعدم انحيازها الى أي جهة خلال تأدية مهامها الامنية في جميع محافظات البلاد"، مؤكدا ان "ادارته وضعت في حساباتها تأخر تشكيل الحكومة العراقية"، ومعربا في الوقت نفسه عن امله في ان "يتم الاسراع بتشكيل الحكومة العراقية المرتقبة". واضاف ان "عملية خفض عديد قواته مستمرة الى 50 الفاً مع بداية ايلول المقبل".وتحدث قائد القوات الامريكية عن "تخصيص الكونغرس مبلغ مليار دولار اضافي للعام الحالي 2010 لتمويل عملية تدريب قوات الامن العراقية ورفع مهاراتها العسكرية"، مبيناً أن "الرئيس اوباما طلب ملياري دولار اضافية للسنة المالية المقبلة للعام 2011 كمبادرة منه لتطوير مهارات الجيش العراقي والشرطة وجعلها قادرة على حفظ الامن الداخلي وصد التهديدات الخارجية بعد انسحاب القوات الأميركية بالكامل نهاية عام 2011". وأكد قائد القوات الامريكية في العراق ان "جميع قواته سترحل عن العراق مع نهاية عام 2011 حتى لو لم يكتمل برنامج تطوير قدرات قوات الامن العراقية مع نهاية العام المذكور". وتحدث اوديرنو عن قصف مناطق في شمال العراق من قبل تركيا وايران، وقال ان "ادارته في العراق على تواصل مع الحكومة التركية بخصوص الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي التركية"، مبينا ان "التواصل يتمثل بتبادل المعلومات الاستخباراتية عن تحركات حزب العمال الكردستاني، مع السعي بشكل يومي لإيجاد حل للملف بالوسائل الدبلوماسية".ونفى فيما يتعلق بالقصف الايراني في شمال العراق "وجود تواصل مع الجانب الايراني"، معربا عن امله في ان "تعمل الحكومة العراقية على بحث الملف مع حكومة ايران لانهاء عملية التجاوز على الحدود العراقية". وبين أوديرنو أن "التعاون مع الحكومة العراقية يتم من خلال تقديم المعلومات الاستخباراتية عن تقدم القوات الايرانية والتركية داخل الحدود لوضع الحكومة العراقية في صورة ما  يحصل لمساعدتها في حواراتها مع الحكومتين". وأشار قائد القوات الأمريكية إلى أن "خلايا وتشكيلات تنظيم القاعدة تفتقد إلى التنسيق في الوقت الحالي، لكنها مازالت موجودة وقادرة على شن هجمات داخل البلاد". وعزا اوديرنو استمرار تنظيم القاعدة بشن هجمات في العراق إلى "محاولته لفت انتباه الشارع العراقي إلى قدرته واستمرار وجوده، خاصة بعد قيامنا بقتل واعتقال 36 من أصل 44 قياديا تابعا له داخل العراق خلال الفترةالماضية".وتابع قائلا إن "الضربات الأمنية التي وجهتها قوات الأمن العراقية إلى تنظيم القاعدة جعل التنظيم غير قادر على إعادة ترتيب أموره الفنية واللوجستية"، لافتا إلى أن "من المهم أن تستمر قوات الأمن العراقية بملاحقة شبكات تمويلهم داخل البلاد وخارجها ". وكشف قائد القوات الاميركية خلال المؤتمر الصحافي، أن "قواته تعمل حاليا على تأسيس الأكاديمية العراقية الدولية من اجل تطوير القابليات والكفاءات الإنسانية بعد الانسحاب من العراق"، مبينا أن "هناك تعاونا مع الحكومة العراقية على تأسيسها لكي تتخصص في التعامل مع المسائل الطويلة الأمد".وأوضح أوديرنو أن "إدارة الأكاديمية ستكون عراقية من اجل تنسيق المسائل الإقليمية مع دول أخرى، وتقديم بحوث ودراسات حول المشاكل الأمنية التي يعاني منها الشرق الأوسط"، بحسب قوله.وكشف قائد القوات الأمريكية في العراق أن قواته مازالت قلقة من مسألة حماية الأجواء العراقية في ظل التقدم البطيء في قدرات القوة الجوية العراقية، مؤكدا أن إيران ما زالت مستمرة بدعم الجماعات المسلحة في العراق بهدف التأثير على العراق سياسيا من جانب، ومهاجمة القوات الأمريكية، من جانب آخر. "واضاف  إن "القوات البرية العراقية ستكون قادرة على حفظ الأمن من الخطر الخارجي بعد انسحابنا من البلاد، إضافة إلى حاجة القوات البحرية إلى الكثير من العمل لتأدية مهامها المتمثلة بحماية عمليات تصدير النفط". وأضاف أوديرنو "أن مسألة حماية الأجواء العراقية من الاعتداءات الخارجية، مازالت تثير قلقنا بسبب النمو البطيء في قدرات القوات الجوية العراقية"، مشيرا إلى أن "قوات بلاده الجوية ستساعد نظيرتها العراقية، في حال وجود نية لدى الحكومة العراقية بتطوير هذا القطاع". وأشار قائد القوات الأمريكية إلى أن قواته "بدأت بالانسحاب من العراق خلال السنة والنصف الماضية"، مبينا أن "تعداد قواته كان في كانون الثاني عام 2009 يصل إلى نحو 146 ألف جندي في العراق إلى جانب مئات الآلا