TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > إنعكاسات الثقافة والتغير الديمقراطي

إنعكاسات الثقافة والتغير الديمقراطي

نشر في: 7 يوليو, 2010: 05:20 م

إنني أفضل أن أعيش في بلد ليس فيه قانون، وفيه صحافة حرة، على أن أعيش في بلد ليس فيه صحافة حرة وفيه قانون.(توماس جيفرسون)   د. توفيق آلتونجيتفتخر الأنظمة الديمقراطية دوما بحرية الصحافة كإحدى الحريات الأساسية للمواطن في التعبير عن رأيه في مجريات الأمور ومناقشة المسائل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية والفنية وجميع الأمور الأخرى التي تخص الحياة البشرية على كوكبنا الأرضي.
لقد ساهمت الصحافة في الدول ذات الأنظمة الديمقراطية في تفعيل عملية التفكير الإنساني وزيادة الوعي بالتفاعل مع الأحداث. وقد ساهم تطور تقنية المعلومات والانترنت في توسيع  مدى وصول الفكرة الى القارئ اينما كان ووجد مقدما بذلك للبشرية ولأول مرة في تاريخ الإنسان على الكرة الأرضية إمكانية واسعة في التواصل وتبادل العلوم والمعارف.شاركت الصحافة بصورة عامة في رفع درجة وعي المواطن وتعريفة بمجريات الأمور محليا وعالميا. ان عكس صورة صادقة للحوادث والأخبار مهمة جدا في العملية الصحفية. يبقى ان نعلم ان الصفحات الثقافية في الصحف المطبوعة والمنشورة عن طريق الشبكة الالكترونية "الانترنت" مهمة جدا في زيادة افق القارئ وصقل وعيه. يقدم لنا الباحث الأديب عبد الحكيم محمود نديم الداوودي في بحث قدمه لنيل شهادة الماجستير عام 2009 في الإعلام والاتصال الى مجلس كلية الآداب والتربية - الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك - وبإشراف الأستاذ الفاضل الدكتور حسن السوداني تصوراته بمنهجية علمية رصينة حول اتجاهات الصفحات الثقافية في ثلاث صحف عراقية هي المدى، الصباح وجريدة الاتحاد.يستهل الباحث رسالته قائلا:" ساهم المثقف العراقي في عالم الصحافة منذ ظهورها في العراق، وبرز الإهتمام الكبير بها من قبل الفئة المثقفة في متابعة الصفحات الثقافية في الصحف العراقية، وبشكل فعّال في تأدية وظائفها وخاصة بعد التغير الذي شهده العراق في (9 نيسان 2003). مؤديةً دورها عبْرَ موضوعاتها الأدبية والفنية التي تنشرها. ومحاولتها في إغناء ثقافة القارئ، وتبديدها للكثير من العقبات الفكرية والمعرفية التي تراكمت في ظل الأنظمة الدكتاتورية السابقة، وحرمت المثقف العراقي من الإستفادة من تجارب وثقافات العالم المتحضر الأخرى. ونظراً لأهمية الثقافة في حياة الفرد ورسالتها المؤثرة في عمليات التغيير الثقافي لأبناء المجتمع،ومهامها التثقيفية في تطور المجتمعات الانسانية نحو الرقي، فقد تغير نمط وسلوك العيش وفقا لمراحل التقدم العلمي التي غيرت مناحي الحياة والمفاهيم المسكونة بالجهل والقصور."هذه المساهمة كانت مفقودة جزئيا في عهد الدكتاتورية الذي حاول جاهدا وباستخدام العنف تركيع المثقف كي يكتب حسب الطلب. تلك السياسة العوراء أدت الى ظهور مجاميع شبه مثقفة تطبل وتزمر لبطولات القائد ونظامه المهزوم. برزت تلك المجاميع لتختفي تماما من الساحة العراقية الثقافية التي كانت دوما تواقة الى الجديد المبدع وقدمت أجيالاً من الشعراء والأدباء والمثقفين يعتبر لحد يومنا هذا جيلا رائدا للثقافة الأصيلة والمبدعة. لا ريب في ان مقولة القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ معروفة بين الأوساط الثقافية العربية لحد يومنا هذا. هذا التوجه الثقافي الفذ لا يزال يمكن ملاحظته حتى بعد غزو الانترنت وعالم الصحافة الالكترونية.ان اختيار الباحث لثلاث صحف عراقية، المدى، الصباح والاتحاد، لم يأتِ من باب الصدفة فحسب. ان التنوع السياسي والاجتماعي الفكري لتلك الصحف يعطي انطباعا جيدا وشاملا للتوجهات الفكرية السائدة على الساحة العراقية قبل وبعد نيسان عام 2003. لا ريب في ان الصفحات الثقافية للصحف تعكس الاتجاهات العامة لتلك الصحف وخاصة تلك السياسية منها.ان التطورات السياسية على الساحة العراقية أدت الى تغير كبير في رؤية القارئ العراقي وتطلعاته فهو لاول مرة يتمكن من قراءة كل الاتجاهات السياسية دون انحصار الدولة على الثقافة التي كانت سائدة في عهد الدكتاتورية. لكن رغم كل تلك الإمكانيات الكبيرة التي أتاحتها الحرية لم تكن ربما الصحف بمستوى الإبداع. لا لان الصحف لم تقم بتقديم الجيد والهادف من النصوص، لا بل لان الجو العام السائد في الشارع العراقي لم يكن ملائما للقارئ العادي ان يستمتع بتلك التوجهات الجديدة. من ناحية اخرى أجد من وجهة نظري بان التخلف الكبير الذي رافق كل تلك التغيرات من الناحية العلمية والمعرفية في جهاز ومرافق التربية والتعليم العراقي بكافة مستوياتها وبصورة عامة أدى الى ظهور شبه المتعلمين والجهلة في جميع مرافق ومؤسسات الدولة وبين عامة ابناء الشعب العراقي. ان استمرار تلك الظروف السياسية غير المستقرة ستؤدي حتما الى نتائج مستقبلية كارثية مقبلة وعلى جميع الصعد. لذا لا ارى من ناحيتي تغيرا جوهريا ايجابيا في توجهات الديمقراطية للمواطن العراقي، ان كان بتاثير ثقافي او من جراء الأجواء السياسية والحرية،  بل وربما عودة الى الوراء رغم توفر الإمكانيات والآليات السياسية الديمقراطية للتغير. خاصة هناك نظام ديمقراطي نسبي تعددي يمكن من خلالها للناخب العراقي ان يختار ما يشاء من النواب الذين يمثلون توجهاته السياسية والاجتماعية والدينية.يقول الباحث الداوودي ان العراق  شهد ، خلال السنوات القليلة الماضية، صدور عشرات الصحف الورقية أو الالكتر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram