سامر الياس سعيد
مثّلتْ عطلة عيد الأضحى المبارك بالنسبة لي شخصياً فرصة للركون الى صدى صفحات الكتب لاسيما مع انجازي في عطلة عيد العام الماضي لمخطوطة تعلّقت بإبراز تاريخ الصحافة الرياضية في مدينة الموصل على أمل إيجاد داعم يتكلّف بتحمّل نفقات طبعه من أجل أن يجد الكتاب المذكور النور واتاحته تالياً بين أيدي القراء.
وكذلك، كانت فرصة عطلة العيد، مُناسبة لمصاحبة الناقد والكاتب الرياضي المصري المعروف طارق الجويني عبر كتابه الموسوم (ليفربول المدينة والفريق) والصادر عن دار العربي للنشر بـ287 صفحة من القطع الصغير في أيار عام 2021، وللمصادفة فقد عثر نجلي (الياس) ذو العشرة أعوام والذي يمتلك هواية تتبّع أخبار الأندية واسماء لاعبيها على نسخة الكتاب حينما كنّا نتجوّل في إحدى مكتبات مدينة الموصل، فعرض عليّ تلك النسخة لأقتنيها في الحال وأعود الى صفحاتها وأنهيها خلال الفرصة المتاحة.
صراحة، إن مكتبتنا الرياضية بشكل عام تفتقر الى مثل هكذا مؤلّفات تسعى للتعريف بالقاعدة العريضة لأنديتنا ومساحات بروزها الجماهيري والأكتفاء من النُخب الإعلامية الرياضية بأصداء الشخصيات الرياضية أو التعريف بشكل مُختصر ومحدود بتلك الأندية لاسيما مع الإشارة الى كمّ الالتباسات التي نجمت في معرفة أعداد الألقاب التي حظي بها بطل مسابقة الدوري العراقي في الموسم الحالي فريق نادي الشرطة نظراً لافتقار وسطنا الرياضي للأرشفة والتوثيق المطلوب المؤيَّد من المؤسّسات المختصّة مثل اتحاد اللعبة.
إن الحقائق المُعلنة لا تبخس جهود الكثير من نجوم إعلامنا الرياضي ممّن عملوا وأبرزوا الكثير من المعلومات التي تتعلّق بالتواريخ والمحطّات التي مرّت بها أنديتنا الرياضية لاسيما تلك التي تحمل صفة الجماهيرية مثل فرق الطلبة والقوة الجوية والزوراء والشرطة وغيرها من أندية المحافظات ممّن توارت في غضون سنواتها القليلة المنصرمة في مكابدات الدعم والمساندة المطلوبة، لاسيما من قبل الحكومات المحلية التي تدير تلك المحافظات، فأهملت بشكل وبآخر الجانب الرياضي وأبرزتْ أشعّته هذه الأندية التي عانت صراعات مريرة من خلال المنافسة مع الأندية البغدادية المذكورة المُرتكزة على قاعدة جماهيرية واسعة أو بما يتعلّق بصراعها السرّي والعلني ضد أنظمة الحكومات التي أهملت متطلّباتها وأغفلت جانباً مهمّاً بالشروع في دعمها وفتح بوّابات تمويلها المطلوب للخروج من عُنق أزماتها!
أعود لكتاب الجويني لاستعرض بعض صفحاته المهمّة التي تعلّقت بإضاءة مدينة ليفربول تلك المدينة الإنكليزية التي أعادت لأذهاني حواضر مدينتي الموصل من خلال الظُلم الذي وقع عليهما من جانب الحكومات المتعاقبة دون تحقيق الانصاف والعدالة، فأسهم الجويني بإبراز صفحات كتابه وبقصصٍ صحفية مُحزنة في تسليط الضوء حول المآسي التي نالت من الفريق والاتهامات التي حظي بها مشجّعو ذلك النادي ممّن رفعوا شعار (أبداً لن تسير وحدك) وكانت الجماعية وروح الفريق الواحد من أهم مؤشّرات قصص النجاح التي تحقّقت له .
إن شجون الفريق التي شهدها سواء في ملعب هيسل البلجيكي التي جرت على هامش نهائي دوري أوروبا ضد فريق يوفنتوس في 29 أيار عام 1985، وما تعرّض له الفريق من إبعاد واتهامات خاصّة بمشجّعيه، إضافة للاتهامات التي تعلّقت بما حصل بعد تلك الحادثة بنحو أربعة أعوام وبالتحديد في مباراة ما قبل نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي والذي جمع فريق نادي ليفربول بمنافسه فريق نوتينغهام فورست في ملعب شيفليد، وعديد الضحايا الذين سقطوا في ذلك الملعب بسبب التدافع حيث استعرض مؤلف الكتاب تلك المآساة بأسلوب صحفي أبرز من خلاله قصّة أحّد المشجّعين ممّن استهواهم حضور المباراة تلك والهواجس التي حصلت له ومشاعر ذوي الضحايا والتحقيقات التي تعلّقت بمعرفة المسؤولية الكاملة وراء تلك الحادثة الأليمة .
ولم يغيب عن أفق الكاتب كمّ الانجازات التي حقّقها الفريق ونجومه ممّن تعاقبوا على تمثيله وإبراز خلفيّاتهم الكروية، حيث توقّف مطوّلاً عند النجم المصري محمد صلاح مُستعرِضاً محطّاته الكروية قبل الانتقال لتمثيل فريق نادي ليفربول.