اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: توقفوا عن مطالبتهم بالاعتزال

العمود الثامن: توقفوا عن مطالبتهم بالاعتزال

نشر في: 16 يوليو, 2022: 11:58 م

 علي حسين

تنقل لنا الأخبار، بين الحين والآخر، عدداً من البشارات أبرزها وأهمها بالنسبة لهذا الشعب الذي يخوض معارك داحس والغبراء كلما حلت ذكرى 14 تموز، أن اختيار رئيس وزراء جديد سيتم خلال الأيام القليلة القادمة.

وأن على هذا الشعب أن يصبر، فالخير قادم وستتحول بغداد إلى طوكيو جديدة. وفي الوقت نفسه يسخر ساستنا من الإمبريالية ويضحكون على صاحب الشعر "المنكوش" جونسون لأنه قدم استقالته. قبل أيام قرر رئيس وزراء يريطانيا ان يستقيل من الحزب الحاكم، وبدأت إجراءات اختيار رئيس وزراء جديد لبلاد الملكة إليزابيث. وخرج علينا جونسون ليخبرنا أن مصلحة بريطانيا تقتضي وجود رئيس جديد للحزب. لكن رغم إعلانه لاستقالته إلا أن الصحافة لم تكن مرتاحة للقرار وطالبت بطرده ، وخرجت الصحف بعنوان واحد "لا للجونسونية"، فليس المهم استقالة جونسون وإنما القضاء على "الجونسونية"، وعلى الظروف التي مكنت جونسون من الجلوس على كرسي رئاسة الوزراء.

تخيلوا رئيس وزراء يقدم استقالته ويعتذر، ويرفض أن يمسك الكرسي بيديه وقدميه.. ماذا نسمي هذا في بلاد الرافدين؟ إنها ياسادة "قِلّة" خبرة، وضعف في "الإيمان" بأن الشعب لايُطاع له أمرُ، وغياب لمبدأ "ما ننطيها".

خاض زعماؤنا "الملهمون" حروبهم الطائفية من كلّ نوع ولون، وفي كلّ اتجاه، احتلوا المؤسسات الحكوميّة، أبادوا مدنيّة الدولة، طاردوا الكفاءات، وضعونا على سلّم البؤس، أدخلونا موسوعة غينيس في عدد الشهداء والمهجّرين. وبعد كل موجة خراب نجدهم يجلسون ويتضاحكون ويقررون التقاط صور فوتوغرافية، لكي يطمئن الشعب أنْ لا سبيل أمامه سوى الإذعان لصوت ساسته ، وفي كلّ مرة كانت الناس تبتسم بسعادة وتذهب إلى صناديق الاقتراع لتنتخب "جماعتها."

في بريطانيا هبت العاصفة، إذ كيف يمكن الوثوق برئيس وزراء لا يحترم قوانين الحجر الصحي؟، وكيف تجرأ واقام حفلة لعشرة أشخاص ، بينما المواطنين ينفذون قرار الحجر الذي أعلنته الحكومة؟، لم يخرج جونسون على الناس ويقول لهم إن استقالته تُعد انقلاباً على الديمقراطية، ولم يهدد الناس بتظاهرات ترفع شعار "ما ننطيها "، ولم يتهم المنددين به بأنهم من أذناب روسيا، ولم تخرج نائبة تطالب باستمراره بالحكم لأنه "أبو الخبزة"، فقط اكتفى الرجل بأن وضع استقالته تحت تصرف الحزب.

ولأن هذه البلاد لا تزال تنتظر الفرج من دول الجوار، تعلمنا تجارب الشعوب أن المواطن هو الملك المتوّج في الديمقراطيات الحقيقية، وهاهي بريطانيا بجميع أحزابها ما تزال تطالب بطرد جونسون لأنه أساء لشعبه . أتمنى عليكم أن تتذكروا الشباب الذين قُتِلوا في تظاهرات تشرين لأنهم تظاهروا، وأن تصدقوا مثلي أن رئيس وزراء بريطانيا مصاب بالجنون لأنه قَدم استقالته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram