علاء المفرجي
ينضم مؤلف كتاب (البقاء للأشد مرضا) إلى قائمة منتهكي الأساطير الحديثة، في في هذا الكتاب يقلب فهمنا الحالي للمرض رأسًا على عقب،
ويتحدانا لتغيير طريقة تفكيرنا في أجسادنا، وصحتنا، وعلاقتنا تقريبًا بكل كائن حي آخر على وجه الأرض.، من النباتات والحيوانات إلى الحشرات والبكتيريا.
فلماذا المرض موجود؟ يقترح شارون مولم مؤلف الكتاب: أن الأمراض الأكثر شيوعًا - مرض السكري، داء ترسب الأصبغة الدموية، التليف الكيسي، فقر الدم المنجلي - ظهرت لأسباب جيدة جدًا. في مرحلة ما، ساعدوا أسلافنا على النجاة من بعض التحديات الكبرى لوجودهم. من خلال فحص تطور الإنسان، يكشف المؤلف عن الدور الذي لعبته الاختلافات الجينية والثقافية في صحة ورفاهية الأجناس المختلفة، بما في ذلك قابليتهم للإصابة بالأمراض.
الكتاب عبارة عن مجموعة من دراسات الحالة، والتي تستخدم البيانات العلمية والتاريخية لدعم الفرضيات الفردية المقترحة، والحجة الكلية للعلاقة بين بعض الأمراض وزيادة طول العمر. أو، كم عدد الحالات الطبية التي تعتبر أمراضًا كانت نتيجة التغيرات التطورية التي أعطت أسلافنا «دورًا في مسابقات يانصيب البقاء على قيد الحياة».
ومع نظرة ثاقبة ساحرة، يقدم معلم نظرة ثاقبة رائدة في: كيف يمكن أن يكون مرض السكري نتاجًا ثنائيًا لآلية ساعدت البشر على النجاة من العصر الجليدي؟ ولماذا قد يعاني الأمريكيون الأفارقة الذين يعيشون في الشمال من نقص فيتامين (د)، ولماذا لا يستطيع الآسيويون شرب الكثير من الكحول مثل الأوروبيين؟.
كتاب (البقاء للأشد مرضا)، مثير للاهتمام حول التطور وكيف يتكيف الجسم مع محيطه. يصف الكتاب بعمق العلاقة بين أجسادنا ومحيطنا، وعدد الأمراض الشائعة اليوم التي استخدمت لمساعدة البشر في الماضي. على سبيل المثال، كان مرض السكري بمثابة استجابة للعصر الجليدي الأخير، وساعد داء ترسب الأصبغة الدموية أسلافنا على النجاة من الموت الأسود. يشرح العديد من مفاهيم علم الأحياء مثل الحمض النووي والتطور والميكروبات وغير ذلك الكثير. يصف كل فصل قصة مختلفة ومثيرة للاهتمام حول كيفية تكيف الجسم مع محيطه. إلى جانب علم الأحياء العام الذي يتم تدريسه من خلال هذا الكتاب، هناك الكثير من الحقائق التاريخية بالإضافة إلى الحقائق من مجالات العلوم الأخرى. من أكثر الأشياء المثيرة للاهتمام التي تعلمتها عن الضفدع الذي يجمد نفسه كل شتاء، ويذوب الجليد كل ربيع، ويعود للحياة مرة أخرى. أعطاني الكتاب نظرة جديدة للعالم، لأنه يعلم أن كل تكيف بسيط مع البشر، أو كل مرض نمر به، من العطس إلى الشعر الأحمر، له هدف. أيضًا، يشرح كيف تتطور الفيروسات والنباتات والكائنات الحية الأخرى لتحقيق الهدف المشترك الذي يربط كل كائن حي معًا: البقاء والتكاثر. الزهور، على سبيل المثال، يمكن أن تتكيف لتؤكلها حيوانات معينة بحيث تنتشرها الحيوانات حولها وتكون قادرة على التكاثر. تتكيف الأمراض، مثل الأنفلونزا، لتجعلك تعطس حتى تنتشر من ضحية إلى أخرى. يخلق الكتاب فهماً أكبر لكيفية عمل الكائنات الحية، وربما يكون أحد كتبي المفضلة. إنه يبدأ كما يُعلن، بفصول تتوافق مع بعض الأمراض التي ساعدتنا في الماضي وتؤذينا الآن. لقد فعلت ذلك، رغم ذلك، سخرية من المسار قليلاً وركزت الفصول القليلة الأخيرة على علم الوراثة. لقد أحببت هذا حقًا لأنه أوضح لي الكثير من الأشياء التي لم أفهمها.
الكتاب مفصل للغاية، لذلك يستغرق وقتًا طويلاً لقراءته بدقة. يستغرق كل فصل من ساعة إلى ساعتين للقراءة، حيث تمتلئ الصفحات بالحقائق. على الرغم من أنها كانت طويلة حقًا، إلا أنك تشعر بضرورة قرأته لأنها تعطي معرفة أفضل بموضوع التطور. والكتاب ايضا مهم لأي شخص مهتم بالتطور أو حتى بالعلم فقط، لأنه كتاب رائع يستخدم أدلة من جميع مجالات الدراسة لدعم التطور.
