محمد حمدي
توّج نادي الكرخ الرياضي موسمه الحالي بإحرازه كأس العراق 2021 - 2022، باستحقاق وإشارات كبيرة لعلّ أوّلها حصوله على الكأس الجديدة الثمينة لأوّل مرّة في تاريخه بتشكيلة شبابية قادها بنجاح المدرب أحمد عبد الجبار، وإدارة ناجحة للنادي عرفت كيف تبني الفريق وتصل به الى مراحل متقدّمة.
الأهم من كلّ ذلك، أن الكرخ كسر احتكار الفرق الكبيرة للظفر باللقب، وفعل ما عجز عنه الكثير لسنوات طوال، والأكيد أن مردود هذا الإنجاز سيبعث برسائل صريحة الى الأندية الأخرى لتكرار ما فعله الكرخ فليس ثمّة ما يمنع هذا الإنجاز من المعاودة مرّة أخرى بألوان أخرى فكرة القدم لا تلعب بالاسماء والتاريخ، ولكنّها تعطي لمن يُقدّم ويجتهد.
ألف مبارك نقولها لنادي الكرخ وإدارته، والى مزيدٍ من الألقاب المفرحة.
**
منذ سنوات والخطّ البياني للعبة المصارعة بشقّيها (الحُرّة والرومانية) في العراق آخذ بالتناقص والانحدار مع عدد كبير من المشاكل الإدارية والفنية التي تلمّ بأسرتها الرياضية، وأدّت الى سحب بساط المصارعة من عدد كبير من الأندية التي طالما افتخرت بانجازاتها بهذه اللعبة التي انتجت أجيالاً كبيرة من المصارعين تسيّدوا البطولات القارية والإقليمية، ولعلّ أكبر ما يُثبت تدهور المصارعة العراقية وغيابها عن التتويج تلك النتائج البسيطة في بطولة آسيا للشباب التي أقيمت في البحرين قبل نحو عشرة أيام وكانت حصيلتنا فيها ميداليتين برونزيتي في المصارعة الحُرة وهي نتائج لا يمكن أن نعتد بها أو نعوّل عليها أي شيء يذكر، وعلى اتحاد اللعبة والهيئة العامة ووزارة الشباب والرياضة إعادة تفعيل العمل بمراكز موهبة المصارعة وإنجاز بطولات محلية في بغداد والمحافظات على مستوى جيّد والسماح لأكبر عدد من المدرّبين الأجانب التواصل مع لاعبينا.
**
عشوائية كبيرة تدور حالياً بعد ختام الموسم الكروي بسبب اللّهاث خلف عقود الاحتراب، وكسب الأضمن والأمثل للبطولة المُقبلة بأقلّ جهد وعناء، والحقيقة الغائبة عن ذهن الجميع هي احتراف التعاقد أوّلاً كشرط لنجاح العملية الاحترافية برمّتها، لأنَّ تقدُّم الدول في الرياضة يعكس مدى التقدّم في استخدام الحداثة في كافة انشطتها الرياضية خصوصاً لعبة كرة القدم التي تحتلّ مكانة كبيرة في العراق وتعد من أكثر الرياضات شعبيّة وفرضت نفسها سيّدة الساحة الرياضيّة بلا منافس.
كما إن الاحتراف الرياضي في الأنشطة الرياضية أصبح مطلب حيويّاً بين متطلّبات الوقت الحاضر من أجل النهوض بواقع كرة القدم في بلادنا بطرق علمية وواقعية والعمل على حلّ مشاكلها، ولا يستطيع أي مسؤولأاو باحث تجاهل الاحتراف كوننا نعبر ولو ببطء مرحلة التنظيم الرياضي القديم الى آخر حديث يتوافق مع الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
إن اشكالية البحث هي التزامات الأندية الرياضية تجاه محترفيها في ظلّ قانون الاحتراف الجديد بكل تفاصيله من دون إغفال أيّة جزئيّة مهما كانت بسيطة، ولنتعلّم من الآخرين أسلوب العمل الاحترافي فلا توجدّ مشكلة في ذلك!
**
مع جهود وزارات الشباب والصحة والداخلية المتضمّنة عشرات الدورات التوعويّة التي تهدف الحدّ من ظاهرة المنشّطات وتفشّيها بين الشباب بصورة عامّة وبين الرياضيين بصورة خاصّة إلا أن النتائج عكسيّة تماماً وارتفاع حالات التعاطي هائل جداً بحسب تقارير المختصّين، والمشكلة الأكبر أن حجم الدعاية والإعلان يفوقان حجم الدورات والتثقيف كما إن الاتّجار بالمنشّطات يسير هو الآخر بصورة علنية وبمختلف الأنواع التي تتواجد في الأسواق والقاعات الرياضية حتى تلك التي تنطوي على خطورة بالغة جداً، لذلك كلّه فإنّ التوعية يجب أن تصاحبها قرارات أخرى تمنع الاستيراد وتعاقب الإتجار العلني بها!