اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > (الخردة الأميركية) تدخل في نسيج حياة أهالي الفلوجة

(الخردة الأميركية) تدخل في نسيج حياة أهالي الفلوجة

نشر في: 7 يوليو, 2010: 05:40 م

الفلوجة/ واشنطن/وكالات بعد سنوات من القتال بينهم وبين الاميركيين، يبدو للصحفية الاميركية ليز سلاي ان الفلوجيين، لم يعد لهم من خيار سوى الاستفادة من مخلفات الجيش الاميركي التي تباع بالقرب منهم، وتلمح الى ما يشبه التطبيع بين الطرفين، وان جاء متأخراً.
تقول سلاي في دورية (إم سي تي إنترناشيونال): في ضواحي معقل المتمردين السابق الفلوجة، اتخذ منير إبراهيم إسماعيل وعائلته من مقطورة مراحيض أميركية مسكنا لهم. لقد اشتروا المقطورة المليئة بالمراحيض في ساحة لبيع الخردة بحوالي 5 آلاف دولار -أي أقل مما كان سيكلفهم بناء منزل حقيقي- ثم انهمكوا في العمل، فقاموا بنزع "كراسي" المراحيض ونظفوا المقطورة لأيام بالمطهرات، ثم نزعوا غطاء الأرضية، وصنعوا أرضية جديدة من الإسمنت وأضافوا نافذة. كما نصبوا حاجزاً فاصلا لخلق غرفتين، وألحقوا المقطورة بمطبخ إسمنتي في الخلف. وهكذا، تحولت قطعة صغيرة من الاحتلال الأميركي إلى منزل!"إننا لا نشعر بالتقزز لأن هذا البيت كان مرحاضا للغزاة من قبل"، يقول إسماعيل (34 عاماً) والذي فقد منزله وأخوين في معركة 2004 بين قوات "المارينز" والمسلحين من أجل السيطرة على الفلوجة، مضيفا: "لكن لم يكن لدينا أي خيار آخر، إنه أفضل ما نستطيع شراءه".وبينما يسرع الجنود الأميركيون وتيرة انسحابهم من العراق، يتخلص الجيش من آلاف الأطنان من الخردة التي تراكمت خلال سبع سنوات في البلاد، وذلك ببيعها للتجار. واللافت أن العراقيين يقبلون على شراء هذه المواد في ساحات البيع، مدخلين بذلك آثار وبقايا الاحتلال الأميركي إلى نسيج حياتهم اليومية. يقول البائع علي محمود إن كوخاً خشبياً مكتوب فوق بابه "الجيش" ويضم 16 سريرا من طابقين -معروض للبيع بألفي دولار في إحدى ساحات البيع في الفلوجة- قد يشتريه مزارع من أجل استعماله في تخزين الحبوب؛ بينما يشتري آخرون لفات الأسلاك الشائكة، التي تُستعمل لتحصين وحماية القواعد العسكرية، لإقامة أسيجة للماشية. على أن المولدات الكهربائية والمكيفات هي المواد التي تحظى بأكبر إقبال وهي الأكثر ربحية بالنسبة للتجار في وقت يكافح فيه العراقيون لمقاومة حر الصيف بدون كهرباء. ثم هناك الأشياء التي يشتريها الجنود أو يجلبونها معهم لتسهيل الحياة بعيداً عن الأهل والوطن: غسالات، أجهزة مايكروويف، أطباق هوائية، كراسي مكتبية، جهاز لإعداد القهوة، كلها متناثرة في ساحة أخرى لبيع الخردة في أطراف المدينة. ثلاجة صغيرة كتبت عليها عبارات مشينة تحذر من الاقتراب منها معروضة للبيع مقابل 50 دولارا. وبحسب الجنرال جوستاف بيرما، المكلف بالأنشطة اللوجيستية في الجيش الأميركي، فإن المواد التي تعتبر فائضة عن حاجة القوات الأميركية أو العراقية هي التي تعرض للبيع؛ غير أن هذه المواد لا تمثل سوى جزء صغير من الكميات الكبيرة للمعدات التي يتم شحنها إلى خارج العراق، في ما يسميه مسؤولون أميركيون أكبر عملية نقل للأشخاص والآليات منذ الحرب العالمية الثانية. والواقع أن معظم عمليات الانسحاب قد تمت، انسحاب لا يكاد يلاحظه السكان الذين ضاقوا ذرعا بالحرب والذين يبدون قلقين بشأن المستقبل أكثر من قلقهم بشأن الماضي. فمنذ أن بلغت مستويات الجنود أوجها (166 ألف جندي) في 2007، غادر حوالي 80 ألفاً منهم العراق؛ على أنه من المرتقب أن يغادر حوالي 35 ألف جندي إضافي خلال الشهرين المقبلين، وذلك تنفيذاً لتعهد الرئيس أوباما بتقليص حجم القوات إلى 50 ألفا بحلول الأول من ايلول. ويقول القادة العسكريون إن نقل الأشخاص سهل، في حين أن المعدات، وحجمها 1.7 مليون مادة من 405 قواعد عسكرية- هي التي تطرح أكبر تحد لوجستي. وقد تم حتى الآن نقل حوالي 1.1 مليون قطعة شُحنت جنوباً في الليل إلى خارج البلاد في قوافل متجهة إلى الكويت. ومن المنتظر أن تزداد الوتيرة سرعة خلال الأسابيع المقبلة، في وقت يرسل فيه الجيش 600 ألف مادة إضافية، مثل الدبابات وأجهزة الكمبيوتر والرادارات وأجهزة المراقبة، كما يقول مسؤولون أميركيون. وبعضها، مثل الهامفي ومركبات عسكرية أخرى، يتم شحنه إلى أفغانستان من أجل دعم المجهود الحربي هناك؛ غير أن معظمها يتم إعادته إلى الولايات المتحدة. وإضافة إلى ذلك، فإن 500 ألف مادة سُلمت للحكومة العراقية من أجل استعمالها بالخصوص من قبل قوات الأمن العراقية، ومن ذلك مولدات الكهرباء والمقطورات التي سيكلف شحنها أكثر من تركها، ثم إن هناك الخردة، وقد بيع منها قرابة 20 مليون كيلوغرام لتجار عراقيين. وتتوقع سلاي أن يتلو ذلك المزيد في وقت يركز فيه الجيش أنظاره على موعد كانون الاول 2011 الذي حُدد لسحب كل الجنود الأميركيين وإغلاق القواعد العسكرية الـ94 المتبقية. وهكذا، بدأت المواد تُعرض للبيع في مدن مختلفة عبر البلاد، ومن ذلك الفلوجة، المدينة التي باتت رمزا لشراسة التمرد السني قبل أن تتم تهدئتها عندما ثار شيوخ القبائل في الإقليم على تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" في 2007. واللافت أن رجال الدين المتشددين في المدينة، والذين كان لهم في يوم من الأيام تأثير معتبر على الرأي العام، أصدروا فتوى تحرم اقتناء السلع ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram