اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ويكيليكس المالكي وقاذفة السفير

العمود الثامن: ويكيليكس المالكي وقاذفة السفير

نشر في: 18 يوليو, 2022: 11:05 م

 علي حسين

سواء أكنت تثق في صدقية التسجيلات التي سربت فيها أحاديث السيد نوري المالكي، أو لا تعتد بها، عليك أن تدرك أن البلاد تعيش زلزالاً سياسياً، مع ان البعض ينظر إلى ماجرى باعتباره مؤامرة تقودها جهات إمبريالية ، كما اخبرتنا النائبةعالية نصيف مشكورة.

في كل مرة تنتهي فيها الانتخابات يتمنى المواطن أن تمر الأمور مروراً طبيعياً، لكن ما أن تغلق صناديق الانتخابات حتى تنطلق معركة اسمها معركة "تزوير الانتخابات"، وكان يمكن أن تمر الانتخابات الأخيرة مروراً عادياً مثل معظم دول العالم لولا أن البعض بدأ يهدد بأنه سيزلزل الأرض من تحت أقدام الجميع، والجميع طبعاً على رأسهم المواطنون الذين خذلوا "سيادته" ولم يصوتوا له لكي ينقلهم إلى عصر التقدم والرفاهية.

إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من قادة البلاد الأشاوس، فالديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي متفرجاً، فيما جميع الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حامياً لفساده، مترفّقاً بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة العراقية في السرّاء والضرّاء..

الغريب في الأمر، وبرغم خطورة التسجيلات، فأن معظم القوى السياسية تتخذ الصمت، وتصر على بقاء موضوع التسريبات لغماً يكاد ينفجر في أية لحظة، ويعصف بما تبقى من هذه البلاد..فيما المواطن المغلوب عن امرة يسأل : هل يوجد منصب مدعي عام في العراق ، ولماذا يصمت امام هذه الاخطار ؟ .

يدرك السيد المالكي جيداً أن الناس كانت تأمل ببناء مجتمع يتسع للجميع، لكن الواقع يقول إن البعض يريد لهذه البلاد أن تكون حكراً لأصحاب الصوت العالي وللسراق وللانتهازيين، ولمن ينالون الحظوة عند الأحزاب، وبات واضحاً أن هناك من يريد العودة بالبلاد إلى جحيم احتراب سياسي وطائفي، في إطار ستراتيجية تشعل الحرائق هنا وهناك، من أجل أن لا تخمد نار الفتنة.

من يملك القدرة على تحمّل مثل هذه الكوارث، أُحيله إلى كارثة أخرى بطلها مثل السفير العراقي في لبنان "حيدر شياع البراك" الذي ظهر في فيديو يتوسط مجموعة من المسلحين بلباس مدني، وهو يحمل قذيفة "آر بي جي" في إحدى مناطق لبنان .

منذ أن ترك ساستنا "المعارضة" وجلسوا على كراسي السلطة، كان واضحاً للمواطن أنهم لن يتخلوا عن مقاعدهم، وأنهم يعدون أبناءهم وأقاربهم وأصحابهم لمناصب جديدة، لذلك تراهم يتقافزون في الفضائيات، يتبادلون الشتائم واللعنات، لكنهم يجلسون تحت قبة البرلمان لكي يفصّلوا ثوباً جديداً لمؤسسات الدولة على مقاسهم.

أيها السادة ليس هناك في أي مكان في العالم بلد على هذا المستوى من الكوميديا التي ترافقها المأساة، سياسي كبير يهدد بالحرب، وسفير يحمل قاذفته، ومع هذا مازلنا نتابع في الفضائيات تصريحات عزت الشابندر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram