TOP

جريدة المدى > سياسية > ذي قار: الأهوار تودع مياهها ودعوات لإعلانها منطقة منكوبة

ذي قار: الأهوار تودع مياهها ودعوات لإعلانها منطقة منكوبة

نشر في: 18 يوليو, 2022: 11:11 م

 ذي قار/ حسين العامل

بالتزامن مع الذكرى السنوية السادسة لانضمام الاهوار إلى لائحة التراث العالمي دعا مسؤولون ومنظمات بيئية في ذي قار الحكومتين المحلية والمركزية الى اعلان الاهوار منطقة منكوبة، وأكدوا جفاف معظم مناطقها ونفوق الاسماك والكائنات الحية ونزوح سكان القرى ومربي الجاموس، طالبوا باستحداث هيئة عليا لإدارة الملف ترتبط بمجلس الوزراء.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وافقت في منتصف عام 2016، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة.

وبموجب قرار منظمة اليونسكو فان الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، والوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.

وقال عضو لجنة الاهوار والاثار في محافظة ذي قار بديع لبنان الخيون في حديث مع (المدى)، إن "الاوضاع في الاهوار سيئة جدا وتواجه ازمة كبيرة وهي حاليا تسير باتجاه مخيف".

وأضاف الخيون، ان "الانهر المغذية لأهوار الناصرية تشهد انخفاضاً كبيراً جداً بمناسيب المياه، وهذا ما ادى الى جفاف مساحات واسعة من الاراضي التي كانت مغمورة بالمياه وتسبب بنفوق الاسماك والكائنات الحية وهجرة العديد من القرى".

وأشار، إلى أن "منسوب المياه في نهر الفرات المغذي لمناطق الاهوار لا يتعدى 64 سنتمتر فوق مستوى سطح البحر ونسبة الملوحة في المياه تكاد تصل الى 8 آلاف جزء بالمليون"، متوقعا ان "تشهد الايام القليلة القادمة انخفاضا أكبر يبلغ 34 سنتمترا".

وأفاد الخيون، بأن "الأهوار اليوم منكوبة من الناحية الاقتصادية والبيئية والمعيشية والاجتماعية بسبب الجفاف وتداعياته وآثار النزوح على المجتمع المحلي".

وأكد، أن "لجنة الاهوار والاثار في محافظة ذي قار شخصت خلال اجتماعها الاخير جملة من المشاكل وطرحت الحلول المناسبة لها لكن للأسف لم نلمس الجدية في التعامل معها".

وطالب الخيون، بـ "استحداث مركز خاص لإدارة الاهوار العراقية يرتبط بمجلس الوزراء مباشرة يعمل بموجب قانون خاص يشرعه البرلمان، وان لا يكون تحت رحمة وزارة الموارد المائية". ويجد، أن "ذلك من شأنه ان يضمن وجود مؤسسة تعنى بالأهوار وتكون مسؤولة عنها بصورة مباشرة وتتبنى الخطط المرسومة لإدارتها وتحرص على تنفيذ بنود الاتفاقيات الدولية". وأفاد الخيون، بأن "الاهوار العراقية دخلت لائحة التراث العالمي عام 2016 وهذه خطوة مهمة جداً ومن اهم شروطها ان تعمل الحكومة العراقية على الحفاظ على الاهوار وليس العكس"، مشدداً على أن "منظمة اليونسكو ليست مسؤولة عن الحفاظ على الاهوار كما يعتقد البعض".

وأضاف، أن ""الاتفاقية تنص على ان البلد الذي يضم الممتلك الطبيعي عليه ان يحافظ عليه ويضمن ديمومة الاهوار والتنوع الاحيائي والحفاظ على السكان المحليين".

ورأى الخيون، أن ما "أسهم في تدهور الاوضاع في الاهوار هو عدم اعتماد لجنة مركزية فاعلة لإدارة ملف الاهوار العراقية".

ومضى الخيون، إلى "دعوة الحكومتين المحلية والمركزية الى اعلان الاهوار كمنطقة منكوبة والعمل على تخفيف اضرار الجفاف عنها وتقديم مساعدات طارئة لسكانها".

من جانبه، أفاد رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الاسدي في حديث إلى (المدى)، بأن "انضمام الاهوار للائحة التراث العالمي، حصلت معه بداية الإهمال".

وتابع الأسدي، أن "الأهوار وقبل الانضمام كانت تحظى بموازنة مالية لإنعاشها وتنمية الاقاليم الخاصة بها وبعد الانضمام تم قطع التخصيصات المالية والغاء موازنة إنعاش الاهوار".

وأشار، إلى أن "مناطق الاهوار لم تحظ باي اهتمام في قطاعات الاعمار والخدمات والصحة والتربية والسياحة وغيرها منذ انضمام الاهوار للائحة حتى الان".

وأكد الأسدي، "تعرض تلك المناطق إلى الجفاف 3 مرات بعد انضمامها إلى لائحة التراث وذلك خلال 2018 وفي 2019، إضافة إلى العام الحالي".

ويواصل، أن "مواسم الجفاف جعلت من سكان الاهوار كالبدو الرحل نتيجة انعدام مقومات الحياة التي تضطرهم للنزوح المتواصل خلال المواسم"، مؤكدا ان "سوء ادارة ملف الاهوار هو ما اوصلها الى هذه الحالة المؤلمة".

وتحدث الأسدي باستغراب عن "عدم اتخاذ منظمة اليونسكو اي موقف تجاه تجفيف الاهوار وتفاقم معاناة السكان المحليين"، واصفا موقفها بـ "الضعيف وغير المسؤول".

وأكد، أن "السكان كانوا يتوقعون أن تمارس منظمة اليونسكو دور المتصدي للدفاع عن الاهوار وسكانها بعد توقيع معاهدة الانضمام للائحة التراث العالمي".

وانتهى الأسدي، إلى أن "ما حصل خلال مواسم التجفيف الثلاث ان اليونسكو لم تحرك ساكنا في هذا المجال ولم تتخذ موقفا يدعو الحكومة العراقية ودول المنبع والدول المتشاطئة الى ضمان حصة الاهوار من المياه".

لكن المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق جاسم الاسدي قال، إن "الاهوار بعد انضمامها للائحة التراث العالمي حظيت بالاهتمام الدولي ولاسيما في الجانب الاعلامي من وسائل الاعلام الدولية المعروفة".

وأضاف الأسدي في تصريح إلى (المدى)، أن "وسائل الاعلام الدولية تناولت محنتها مع الجفاف وتداعياته على السكان المحليين مثلما تناولت طبيعتها المتفردة".

وأشار، إلى "الكثير من التلكؤ على الجانب المحلي في تنفيذ ما يمكن لإنقاذ الاهوار العراقية"، لافتا الى ان "الحصة المائية المخصصة للاهوار مازالت متذبذبة وتتحكم فيها مواسم الوفرة والجفاف من دون الاعتماد على خطة ستراتيجية لإدارة ملف المياه".

واوضح الاسدي، أن "الحكومات المتعاقبة لم تولِ البنى التحتية في الاهوار اي اهتمام حقيقي او تقديم دعم للسكان المحليين الذين يمثلون المجتمع المدني ذات العلاقة باتفاقية انضمام الاهوار للائحة التراث العالمي"، مبينا ان "الاتفاقية صادقت على خطة مرسومة لإدارة الاهوار لكنها لم تنفذ".

ولفت، إلى "غياب التنسيق بين الجهات الحكومية المعنية بشأن ادارة ملف الاهوار والمتمثلة بوزارات الموارد المائية والبيئة والبلديات والنفط وغيرها من الجهات المعنية".

وقال الأسدي ايضاً، ان "وزارة النفط تمتلك حقولاً مهمة في مناطق الاهوار كحقول حلفاية والحويزة والقرنة وغيرها لكنها لم تقدم الخدمات المطلوبة لإنعاشها".

ووصف، "اللجنة المركزية الحالية المكلفة بإدارة ملف الاهوار بأنها لجنة عاجزة عن فعل ما موكل لها"، مضيفاً أن "اللجنة لم تجتمع منذ 6 أشهر رغم الازمة المتفاقمة التي تمر بها الاهوار فضلا عن عدم تنفيذ التوصيات التي تصدرها اللجنة من قبل الجهات الحكومية المعنية".

وانتهى الاسدي إلى ضرورة "تشكيل هيئة مستقلة لإدارة ملف المياه على ان ترتبط بمجلس الوزراء وليس بوزارة الموارد المائية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المحافظات التي عطلت الدوام الأحد بسبب الأمطار

تأجيل 4 مباريات في الدوري العراقي بسبب الأمطار

خامنئي يرد على ترامب: لن نفاوض تحت الضغط

قائممقام القائم: الحدود العراقية السورية مؤمّنة بالكامل ولا تهديد للأمن الوطني

تركيا تحذر من تحول أحداث اللاذقية إلى تهديد للسلام في سوريا

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»
سياسية

مشروع انتخابي جديد لـ «الفصائل» قد يوقفه «ترامب»

بغداد/ تميم الحسن تنتظر الفصائل مدى جدية المعلومات حول تهديدات "ترامب" للجماعات المسلحة في العراق للمضي في مشروع انتخابي جديد. جربت الفصائل السياسية، التي تمتلك جناحًا سياسيًا، حظوظها في الانتخابات لأول مرة عقب تراجع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram