اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: ..عن المستقبل

جملة مفيدة: ..عن المستقبل

نشر في: 20 يوليو, 2022: 12:03 ص

 عبد المنعم الأعسم

يقولون إن مستقبل غالبية الدول معروفٌ، أو خاضع لجملة من مستلزمات القوة والحكم الرشيد والاستقرار، باستثناء مستقبل العراق، فقد خرج (يقولون) عن مجسات المعرفة، ونبؤات العارفين، وانتهى إلى لغز، أو إلى احتمالات خارج السيطرة، وقد يصحّ هذا القول بنسبة ما.

المشكلة لدى غالبية المتحدثين عن «مستقبل العراق» انهم يستبعدون العقل في الاسترشاد الى ذلك المستقبل، ويحلّون محله التمنيات، أو التعويل على الحتميات واللاهوت والصدف، ويذهب البعض منهم الى استخدام جرعة مخدرة عنوانها «لا يصح إلا الصحيح» حتى بعد أن يُهزم الصحيح ينتصر الخطأ في أكثر من امتحان، والغريب أن ثمة دعاة احترفوا ترويج بدعة بالية بين جمهرة من ضحايا الخوف والتهديد اليومي بالقول إنه كلما تشتد الأزمة، وتعمّ الأهوال، وتسيل الدماء، وتنتشر المظالم والجثث والمفاسد سيأتي الفرج ويحلّ المستقبل الوضاء.

وفي كل مرة يتبعثر فيها حاضر بلادنا الى وحدات كابوسية يَطرح السؤال نفسه عن آفاق المستقبل، ثم يستنفر أصحاب الشأن والمعنيّون وبعض الكتّاب والمحللين والدعاة وخطباء الجوامع في البحث عن جواب شاف، أو عن دربونة يختبئون فيها من استحقاقات السؤال، أو جملة تقول الشيء ونقيضه، وفي النهاية لا نعرف جواباً لا عن الآفاق، ولا عن المستقبل، في وقت أُختُطف الحاضر من قبل إرادات سياسية مرتدة الى الجاهلية وهوس النهب والأنانيات الفئوية والمناطقية تأجل خلاله مشروع بناء الدولة الجديدة على أنقاض الدكتاتورية، وتراجعت مناسيب الوطنية، والغيرة وسمعة الوظيفة الى ادنى حد.

إن معرفة المستقبل صارت علماً تجاوز التخمينات الى علم قائم على معطيات وبيانات وقراءات صبورة لحركة الحاضر ورافعاته، ومنذ حين انشغل العلماء الذين عنوا في قراءة اتجاهات المستقبل والتنبؤ بأحداثه وأحكامه بوضع قواعد أكاديمية تحول دون تماهي هذا العلم بالخرافة والتنجيم وسوء القصد، وقيل، لو توفرت لنا نصف إمكانيات تجارب الفيزيائيين وأدواتهم في مختبراتهم لتمكنا من تقديم خدمات هائلة للأجيال البشرية في معرفة مستقبلها.

بوجيز الكلام، يمكن القول دون الشعور بالاستعجال، إن ملامح مستقبل العراق ليست واضحة كفاية، في الأقل بالنسبة للمحللين الموضوعيين الذين يتجنبون التمنّيات، لكن الأمر الواضح لهم أن القطب الذي فرض الحاضر السيئ، المأزوم، المنهوب والضائع ينهزم باضطراد، ويعجز، يوماً بعد آخر، عن ليّ عقارب الزمن وإعادة الملايين الى بيوت الطاعة بالرطانة نفسها.. وما أدراك ما الرطانة.

استدراك:

«الشقاء الكامل أن يكون حاضرُنا أفضل من غدنا.. يا لهاويتنا كم هي واسعة».

محمود درويش

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

 علي حسين انشغلنا في الأيام الماضية بأحوال وأخبار النواب الذين قرروا مقاطعة البرلمان ما لم يتم إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يعرف المواطن المغلوب على أمره : لماذا يصر بعض النواب...
علي حسين

قناديل: تشويه صورة تشومسكي

 لطفية الدليمي ماذا عساك تفعلُ عندما تسعى لتشويه صورة إنسان معروف بنزاهته واستقامته الفكرية والانسانية؟ ستبحث في التفاصيل الصغيرة من تاريخه البعيد والقريب علّك تجد مثلبة (أو ما يمكن تأويله على أنه مثلبة)....
لطفية الدليمي

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

محمد الربيعي هذه المقالة تتبنى ما طرحته في كتاباتي السابقة وتعيد ما اكدت عليه في سياقات مختلفة. اسأل القراء الأوفياء الذين يتابعون أعمالي مسامحتي ازاء الالحاح في التأكيد، فالحاجة تدعوني لاعادة النظر في هذه...
د. محمد الربيعي

ماذا تبقى من سيادة العراق بمواجهة تحديات عديدة؟

لينا اونجيلي ترجمة: عدوية الهلالي في أعقاب غزو العراق مباشرة، أصدر الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الأمر التنفيذي رقم 13303 لحماية صندوق تنمية العراق (DFI) الذي كان بمثابة مستودع مركزي للإيرادات الناتجة عن مبيعات...
لينا اونجيلي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram