اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > من جرائم (غسل العار)

من جرائم (غسل العار)

نشر في: 9 يوليو, 2010: 04:31 م

بغداد / سها الشيخلي ............. تصوير / مهدي الخالدي قد تبدو هذه الجريمة مختلفة عن كل الجرائم التي تحتسب من قضايا جرائم (غسل العار)، ففي الغالب ما نرى حين  يرتكب الرجل جريمة غسل العار اذا ما تعرضت احدى قريباته الى اعتداء جنسي سواء برضاها او بعدمه، لكن ان تقدم امرأة وهي في هذه القضية ام،
بقتل من اعتدى على طفلها غسلا للعار فالامر يبدو في غاية الغرابة، وليس الغريب ان تقدم امرأة على القتل، بل الغريب ان ما هو شائع  ان تكون دائما المرأة في مثل هذه الجرائم هي الضحية والمجني عليها، لكن في جريمتنا هذه سنرى ان المرأة هي القاتلة والجانية، وربما سوف نتعاطف معها، كما تعاطفت انا بالذات، رغم فداحة جريمة القتل التي ارتكبتها تلك الام، بحق رجل وحش لا يمتلك ذرة من الانسانية، وان جريمته بحق الصغير كانت الى جانب الانتقام عملا شاذا وخطرا يتنافى والقيم الانسانية والاجتماعية.. سعادة متناهيةيقول  المحامي جابر عن الجانية: كانت المعلمة (ن- س) شابة جميلة ومؤدبة وابنة رجل ميسور الحال يحبه ويحترمه كل اهل الحي، وكانت  محط انظار شباب اهل الحي الذي نشأت فيه، فالجميع كان يحلم اما بها او بثروة والدها، وغالبا ما كان البعض يحلم بالاثنين معا!، اما هي فقد كانت ترى سعادتها في قريبها الذي يعمل مدرسا، وكانت منشغله في امر ذلك الحب الذي سوف يتوج بالزواج، وكان لتلك المعلمة جارظل يلاحقها بغزله الفج وتلميحاته الوقحة كلما راها ذاهبة الى المدرسة التي تدرس فيها والقريبة من دارها، وضاقت ذرعا بسوء ادب ابن الجيران، وارادت ان تصارح ابيها او شقيقها بذلك، ليضعوا حدا لطيشه ذلك، لكنها خشيت ان تتطور المشكلة ويقدم ابوها او شقيقها على  ضرب ذلك الشاب، ففضلت ان تردعه بنفسها، ولم لا ما دام هو قليل الذوق، فسوف توقفه هي عن التمادي في الحرشة، وذات يوم عندما كان الشارع خاليا اخذ ابن الجيران يسير خلفها ويسمعها غزلا رخيصا، فالتفتت نحوه وقالت له، ان ما يقوم به من سلوك هو بعيد كل البعد عن الاداب العامة، فاجابها بكل وقاحة انه يريد ان يقترن بها، فردت عليه: ولكن ليس بهذه الطريقة، فاجابها اذن سوف يرسل امه اليوم لخطبتها، لكنها ردت عليه بانها لا تفكر به ومن المستحيل القبول بعرضه ذلك، فاجابها ولماذا هل هناك شخص اخر؟ نهرته وهي تذكره بسوء ادبه في التعامل هذا، كما نصحته بان يلتفت الى دروسه ويجتهد في الحصول على شهادة الدراسة الاعدادية اولا  بدلا من معاكسة ابنة الجيران وهي بمثابة اخته؟ ومرت الايام وتقدم قريبها لخطبتها وتزوجت المعلمة الشابة، وتركت ذلك الحي الذي كانت تسكنه مع اهلها وعاشت السعادة التي كانت تحلم بها وانجبت طفلا جميلا، وكانت كلما زارت اهلها تجده واقفا ينظر اليها شزرا، ثم يدخل ويغلق الباب بقوة، اما هي فلم تكن تبالي كثيرا بتصرفه ذلك وتعده نوعا من الغضب لكرامته المجروحة، لكنها لم تكن تحدث الاهل او الزوج بامر ذلك الشاب. وعاشت سنوات قليلة وهي تتمتع بالسعادة التي كانت تحلم بها، فقد كان زوجها مثال الزوج الرقيق والاب الحنون لابنها الصغير.  rnالأرملة الجميلةوتشاء الاقدار ان يتواجد زوجها في الانفجارالذي استهدف اسواق الصدرية ويذهب ضحية عمل ارهابي جبان، حصد ارواح العديد من ابناء بغداد الذين لم يكن لهم خيار غير تواجدهم في ذلك المكان، فكانوا ضحايا انفجار لئيم استهدف حياتهم، وحزنت المعلمة الجميلة لفقدان الزوج والحبيب ووالد طفلها المسكين، لكنها لملمت جراحها وعادت الى بيت ابيها ومعها ابنها الصغيرالذي كان بعمر 4 سنوات،  لتكون الارملة الجميلة التي زادها الحزن جمالا وفتنة، وبعد مرور سنوات الحداد اخذ الكثيرون من الشباب يتقدمون طالبين يدها، وكانت تردهم بكل ادب وذوق كبيرين، ومن بين هؤلاء الخطاب كان ابن الجيران الذي كان يسمعها في السابق كلمات الغزل، الا انه في هذه المرة جاء مع والدته طالبا يدها بشكل رسمي، فقد وجد وظيفة في الحكومة بعد ان فشل في الحصول على شهادة الدراسة الاعدادية ففضل العمل على مواصلة التعليم، وكان يعتقد انه سوف يفوز بها هذه المرة فهي ارملة ولها ا بن صغير، وسوف تقبل به ففرص زواج الارامل قليلة في المجتمع، لكنها لم توافق على طلبه ذلك، بل كانت تكرهه من اعماقها فقد جاء ليذكرها بسوء ادبه  السابق، وليجرحها في طلبه الحالي، رفضته بشدة طالبة  منه الكف عن اعادة الطلب، لانها لم تكن تفكر بالارتباط بعد وفاة زوجها، وان حياتها ستكرسها لتربية ابنها الصغير، وكانت تظن ان الا مر سوف ينتهي بذلك الرد الواضح والصريح، لكنه تمادى اكثر وصار  يراقبها ويسير خلفها كلما ذهبت الى المدرسة، ويسمعها كلمات الغزل البذيء، فكرت بشكوى ذلك لابيها او شقيقها لكنها اخذت تفكر في الطريقة التي ستخبرهما  بها،وذات مساء وقد خرج كل من في البيت لزيارة صديق مريض، بقيت الام جالسة وهي حائرة كيف ستخبر اهلها عن جارهم الذي ما انفك يغازلها بعد ان رفضته مرتين وبشدة! rnالاعتداء الجنسي على الطفلوفي ذلك المساء بالذات سمعت الام صوت صراخ طفلها فركضت اليه فوجدته في غاية السوء، كما وجدت اثار صفعات على وجهه واثارتكبيل على ذراعية، احتضنت طفلها وهي ترتعد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram