المطرب أحمد سلمان عرف عنه أنه كان موظفا في مؤسسة السياحة قبل أن تصبح وزارة ، والرجل أكثر من مرة أعلن أنه" رائد الأغنية السياحية " ، ومن أشهر أغانيه "يازاير بلدنا شوف آثاره الجميلة" ، و"ادللي ويله على حمام علي" ، وعلى الرغم من بساطة كلمات تلك الأغاني فإنها استحقت إعجاب الجمهور ، وأثناء السفرات المدرسية كانت تغنى من قبل الطلاب والطالبات مع أغنية الراحل عبد الصاحب شراد الشهيرة "سفرتكم لا تطولوها وأيام الحب تنسوها " .
أوضاع البلاد الحالية في أمس الحاجة إلى معالجة توتراتها وأزماتها وحتى انحطاطها بأساليب مبتكرة ، فبعد أن تراجعت الفرص في عقد الاجتماع أو المؤتمر الوطني لاحتواء الأزمة السياسية ، والفرقاء وصلوا إلى طريق مسدود، ووضعوا شعبهم في نفق مظلم ، لم يتبق أمام الحالة العراقية إلا الاستعانة بأغاني احمد سلمان عسى أن تقرب المواقف ويتم الاتفاق على تحديد موعد لعقد المؤتمر المرتقب ، وان تعلن الجهات المتنفذة استعدادها لتطبيق اتفاق أربيل. وعندما يغني المطرب "يا نايب شعبنا شوف ورطتنا الجبيرة " لعله يشحذ الهمم الوطنية ، ويدفع صاحب القرار لإشهار سيفه البتار لقطع رؤوس المفسدين وتطبيق اتفاق أربيل .
الورطة كبيرة يا جماعة ، ولا حلول أمام العراقيين، إذ أصبحوا اليوم أتعس من سكان قطاع غزة، فبين شعارات حماس وحماقات إسرائيل يموت العشرات يوميا ، وفي العراق العقل السياسي لم ينضج بعد ولم تنفعه الحلول الترقيعية مادام الاستحواذ على السلطة هو الثابت الوحيد في ظل أوضاع غير مستقرة متعددة المسارات والتوجهات ، في حين تشهد المنطقة أحداثا دراماتيكية لا يعرف احد تداعياتها ونتائجها الكارثية .
من مظاهر الورطة العراقية أن مجلس النواب عجز عن تشريع قوانين مهمة تنظم الحياة السياسية، فقوانين الأحزاب والمحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى وتعديل النظام الانتخابي وإجراء التعديلات الدستورية مازالت تراوح في مكانها وتخضع لعملية الشد والجذب بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ، وأعضاء المجلس يتطلعون إلى انبعاث الدخان الأبيض من قاعة اجتماع رؤساء الكتل النيابية ، ليصوتوا على مشروع القانون هذا أوغيره ، وهناك من أعلن رغبته في انتخابات تشريعية مبكرة بالتزامن مع انتخابات مجالس المحافظات لاعتقاده بان الأزمة الراهنة ستبقى قائمة ، وستتم معالجتها بتشكيل حكومة أغلبية سياسية ، ومقابل هذا الموقف صدرت تصريحات تجدد المطالبة بسحب الثقة عن رئيس الحكومة، وكل هذه الخيارات لم تجد طريقها نحو التطبيق لصعوبة تحقيق إجماع على تنفيذ أي خيار مطروح ، والمشكلة أو الورطة تكمن في تعذر بلورة موقف موحد ينقذ البلاد من مصير مجهول .
قبل أيام أعلن مقرر مجلس النواب محمد الخالدي أن القوانين المعطلة سترحل إلى الدورة التشريعية المقبلة بسبب إخفاق الكتل في تحقيق التوافق على إقرارها ، بمعنى أن البرلمان ، رسم ملامح المرحلة المقبلة بكل وضوح ، فالأزمة ستكون حاضرة ، وبنجاح ساحق ، والوجوه نفسها ستحافظ على وجودها ، ومواقعها ، و"هذه ورطتنا الجبيرة يا نايب شعبنا ".
جميع التعليقات 1
العزيراوي
احسنت يااستاذ علاء لكن الم تتعب من تقديم الاشكالات على تلك الحكومة (الورطة) اسمعت لوناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي اعلم انها مقولة تبعث الامل فالميت يقول لك بلسان حاله اني ميت لاجدوى من الكلام معي اما هؤلاء لاهم اموات ولااحياء بحيث يبعثون عندك امل للجنون