وديع غزوانالزائر لمدن كردستان لايمكن الا ان تبهره حركة التطور والعمران التي تعيشها وشملت المجالات كافة حتى صار ما حصل في مدن الإقليم نموذجاً لكل وافد او زائر عربي اوجنبي , وقبل ذلك للبغدادي او الى اي مواطن لمس ورأى بام عينه , حركة البناء وتطور الخدمات الدؤوبة. ويتحدث الكثيرمن الزائرين باعجاب شديد عن ذلك وبعضهم يشير الى انه لايكاد يمر شهر دون ان تلحظ بروزمعلم خدمي جديد في هذه المنطقة او تلك .
وقبل ايام كان احدابنائي في دهوك ضمن زيارة سياحية مع مجموعة من اصدقائه , واخذ يحد ثني بانبهار وتعجب عن مستوى النهوض الذي تشهده المدينة , التي حرص المسؤولون فيها على توفير الخدمات لاهلها بما فيها الكهرباء , والفرق الشاسع بين ما شاهده قبل سنة عن هذا العام خاصة في مجال تطوير المناطق السياحية , وسألته بالتحديد عن مناطق وقرى في زاخو كـ (بيرزور وسيمالكة ) , كنت قد زرتها في الثمانينيات , وكانت مناطق عمليات عسكرية , ومعروف كيف يكون حال تلك المناطق واوضاعها في ظل تلك الظروف فاجابني انك قد لاتعرفها الا ن , ,وبصراحة ان اي عراقي لايمكن الا ان ينظر بعين الاحترام الى تلك الروحية التي اوصلت يد العمران اليها ووجود خطط لتشجيع الاستثمار السياحي فيها , بعد ان كانت مناطق شبه مدمرة . لم يكن هنالك من مبالغة في حديث ابني علي , بل كلنا نعرف مسبقاً ما يجري في الأقليم من نهضة شملت كل الصعد: التعليم والصحة والخدمات البلدية والسياحة , واهمها وقبل كل شيء عزيمة التغيير عند المواطن الكردستاني والاستقرار السياسي والامني الذي بدونهما ما كان يمكن ان يتحقق كل هذا , والحرص على ترسيخ قيم التعايش والتآخي والتسامح بين مواطني الإقليم والاتجاه نحو عملية بناء واسعة .لاندعي ان ما تحقق منتهى الطموح وخال من السلبيات التي يتحدث عنها المواطن الكردستاني هنا وهناك , من ضمنها ذلك الارتفاع في اجور الخدمات خاصة بالنسبة لذوي الدخول المحدودة , غير ان ذلك نتاج طبيعي لابد من ان يرافق كل عملية تحول , صحيح ان العبء يثقل شر ائح معينة ومهمة في نسيج المجتمع , لكن ما يطمئن ان ذلك لم يكن غائباً عن اذهان المعنيين في الحكومة او المعارضة التي يكمل احداهما دور الاخرى . . وهنالك مشاريع قوانين تصب في اتجاه الاخذ بايدي هذه الشريحة من المجتمع , بانتظار المصادقة عليها من قبل برلمان كردستان ريثما ينتهي مجلس الوزراء من دراستها , كما ان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية اعلنت على لسان وزيرتها آسوس نجيب عن خطط طموحة لرفع مستوى العوائل المحتاجة والمعوقين . المهم ان المواطن في الإقليم بات يشعر بان تضحياته لم تذهب سدى , وانه ساهم بصنع تجربة جديدة تلامس طموحاته .. تجربة يشعر الجميع بأهمية تطويرها وتصحيح ما قد يلحق بها من شوائب جراء مشوار العمل الطويل.. تجربة لاتخلو من اخطاء لكنها تحث الخطى للامام بثقة تليق بوجه كردستان الجديد .
كردستانيات: وجه مشرق جديد
نشر في: 9 يوليو, 2010: 06:07 م