TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: ويسـألونك عــن الفســـــاد

العمود الثامن: ويسـألونك عــن الفســـــاد

نشر في: 9 يوليو, 2010: 06:19 م

علي حسينمن هو الحرامي ومن هو النزيه، سؤال يحيرني كلما طالعت تصريحات لكبار المسؤولين تتحدث عن محاربة الفساد الاداري والمالي وتدعو لاتخاذ إجراءات حاسمة تحد من انتشاره. والمعركة مع الفساد لم تبدأ اليوم ولن تنتهي اليوم أيضًا، فمادام هناك مال سائب ستجد اللصوص يحومون حوله، بل يذهب البعض الى اصدار فتاوى تبيح سرقة المال العام باعتبار ان القائمين علية لاتهمهم مصلحة الناس، فشاهدنا ولاول مرة مستشفيات تسرق ومدارس ومؤسسات حكومية تنهب.
   المواطن يتساءل لماذا أنتجت الحكومات الأخيرة وزراء فاسدين؟، لماذا اصبحت النزاهة حالة استثنائية أصحابها شواذ  ومروجوها وان وجدوا فإنهم لايعدون سوى حالات استثنائية. أصبحنا نقرأ ونسمع عن وزراء فاسدين وظفوا  موازنة وزاراتهم لمنافعهم الشخصية، وغادروا  من غير أن يتركوا منجزا واحدا يذكر الناس بما يجري.. ممارسة السرقة اصبحت امرا طبيعيا مادام المسؤول لايحاسب واقصى ما يتعرض له الاقالة مع حفظ حقوقه التقاعدية  وما يترتب عليها من امتيازات، وزراء ومسؤولون سرقوا من مال البلد اكثر من ميزانيات دول الجوار مجتمعة وغادروا  من غير أن يقتص منهم، فما الذي يمنع الاخرين من انتهاج هذا الطريق، واكل الفاسدون من اموال الناس مالم تاكله شعوب افريقيا مجتمعة، لاول مرة في تاريخ النظم السياسية نجد ساسة يغادرون البلد حال فشلهم في الحصول على منصب جديد، فما الذي يبقيهم وأموالهم وقصورهم ومشاريعهم في الخارج! ولو راجعت لجان رقابية متخصصة في اموال وارصدة المسؤولين السابقين لاكتشفت العجب العجاب!وزارات  مارست  الفساد بشكل واسع، وشهدت خروقات مالية كبيرة وضاعت  مليارات الدولارات بالهدر والسرقة  وسوء التدبير ولم يحاسبهم القضاء  الذي لم يقل كلمته حتى هذه اللحظة ولم يقتص من اللصوص ولم يبادر بنشر التفاصيل على الملأ  ليعرف الناس على وجه الدقة من هو اللص ومن هو النزيه. اللصوص ومن يسهل امرهم غاب عنهم درس التاريخ الذي يؤكد أن العراقيين  يمتلكون طاقة هائلة على الصبر والاحتمال، لكن غضبتهم تكون عاتية عندما ينفد هذا الصبر. فاحذروا غضبة الحليم التى لن تبقى ولن تذر، وتذكروا دروس انتفاضة  الكهرباء عندما ظن الجميع أن هذا الشعب استكان للخنوع، فجاءت الاحداث لتقلب جميع الموازين، وتؤكد خطأ حسابات من راهنوا على خمول الشعب وجموده. فحللوا سرقة امواله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram