اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رئيس وزراء قانوني

العمود الثامن: رئيس وزراء قانوني

نشر في: 25 يوليو, 2022: 11:39 م

 علي حسين

تجلس أمام شاشة التلفزيون في انتظار أن تشاهد سياسياً عراقياً ، يظهر للناس بلحمه وشحمه ليخبرهم أنه يعتذر عما جرى في السنوات الماضية وأنه قرر أن يترك المناصب والسياسة، فتجد بدلاً من ذلك السيد سعد المطلبي يعلن بكل ثقة أن التسريبات الصوتية للسيد نوري المالكي مؤامرة قادتها إسرائيل.. تحاول أن تبتسم على هذه النكتة ، فتجد من يخبرك أن رئاسة الوزراء يجب أن لا تخرج من جعبة دولة القانون، فلا يزال مشروع "ما ننطيها" قائماً ويتجدد .

تذهب إلى تويتر والفيسبوك فتجد الجميع منشغلون بمطرب اسمه سيف نبيل قاده حظه السيئ لأن يغني إحدى أغنيات فيروز. تقرأ التعليقات فتعتقد أن سبب خراب العراق وإشاعة الفساد ونهب المليارات يقف وراءها مطرب يمتلك حظاً بدلاً من الصوت.

تعلمنا تجارب الدول ان صناعة الفشل لا تقل خطراً على الشعوب من صناعة الإرهاب، الثانية تحاول إسقاط الدولة بالقاضية، لكن الأولى تجعلها تتآكل من الداخل حتى تجد نفسك فجأة أمام منظومة عاجزة عن الوفاء بأي التزام، لأن التزامها الوحيد كان للكرسي والصفقات السياسية.

تتغير الحكومات في بلدان العالم، ويذهب رئيس وزراء ويأتي بعده آخر، دون أن يحتل الخبر الصفحات الأولى ولا اهتمامات الناس.. فالبلدان لن تتغير برحيل مسؤوليها، في كتاب بعنوان "دروس السلطة" يخبرنا الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند أن مغادرته قصر الرئاسة ودخول ماكرون لم يجعل الفرنسيين يسألون ما الذي حدث؟، لأن النظام هناك ثابت يتحرك فى إطار محدد من القيم الأساسية المستقرة عن هوية البلد والمجتمع ومصالحه الأساسية وحقوق مواطنيه وحرياتهم.

عندما قال هولاند إنه لن يترشح، لم يصرخ أحد لا بديل، ولم يقل هو سأغادر مرفوع الرأس، لأن مهمة النظام السياسي الأساسية، هي في خلق مجتمع ينشد الاستقرار المستمر.. هناك كان لديهم عشرات البدائل.. وهنا يصرخون في وجهك بأنه لا بديل عن دولة القانون إلا دولة القانون .

لا أحد في العراق منذ 19 عاماً اعتبر بناء نظام سياسي قوي ومستقر، وقادر على الاستمرار والتجدد والتحديث وفرز البدائل، مشروعاً وطنياً مهماً.

لست خبيراً في شؤون السياسة، ولا في ستراتيجيّات الدول الصاعدة نحو الديمقراطية، لكنني عندما اقرأ هذه التغريدة التي كتبها الصحفي الكويتي حسين عبد الرحمن والتي يقول فيها : " تالمت واحزنني كلام مدرب العراق المشارك في مسابقة بطولة اسيا لرفع الاثقال في طشقند عندما قال ان الوفد العراقي لهذه البطولة يتكون من لاعبين اثنين فقط والسبب انهم لم يتمكنوا من شراء تذاكر السفر لباقي الاعبين لارتفاع اسعارها من بغداد الي طشقند " . اؤمن اننا نعيش في كوميديا سوداء ، لن تنتهي بانتخاب رئيس وزراء "قانوني"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram