 ترجمة: حامد أحمد

أجرت جامعة أميركية سلسلة من الحوارات بين طلبتها وأقرانهم في الموصل، وتحدثوا خلالها عن ما تعرضت إليه مدينتهم من أحداث مروعة أثناء سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. وذكر تقرير لموقع جامعة (نورث كارولاينا)، ترجمته (المدى)، أن "برنامج تواصل افتراضي تم تطبيقه بين طلبة جامعتي الموصل وجامعة نورث كارولاينا الأميركية أتاح فرصة تبادل تجارب وثقافات طلبة البلدين ونقل طلبة الموصل لأقرانهم في الولايات المتحدة ما تعرضت له مدينتهم من احداث مروعة وتعثر تعليمهم تحت حكم تنظيم داعش الإرهابي".

وأضاف التقرير، أن "طلاب الجامعة في الوقت الذي لم تتح الفرصة ابدا لبعضهم ان يكونوا واقفين بأجسامهم على ارض العراق، فان برنامج تواصل افتراضي اقترحته، نور غازي، مدرسة اللغة العربية في قسم اللغات الأجنبية والأدب والثقافة في جامعة نورث كارولاينا، يتيح لطلابها رؤية البلد من خلال اعين الذين يعيشون هناك".

وأشار، إلى أن "طلاب صفها في جامعة نورث كارولاينا اقتنصوا فرصة ان يجروا حوارات ومحادثات منتظمة مع طلاب من جامعة الموصل، وتركزت الحوارات والمناقشات بين الطلبة حول فرص الحصول على وظيفة وما يتعلق بالجوانب السياسية والإنسانية".

وتقول آيدن يوسف، طالبة من الجامعة الأميركية، ان "الفرصة متاحة لطلبة آخرين ان ينضموا للحوارات خلال الفصل الدراسي القادم".

وذكر التقرير، أن "يوسف رتبت اللقاءات مع زميلها كاسبر سجوت وطالبين آخرين من جامعة الموصل".

ولفت إلى أن "التواصل يتم بين الطلبة كل أسبوعين عبر تطبيق، (Zoom)، الفيديوي للتواصل الاجتماعي، صباحا في نورث كارولاينا الذي يوافق مساء في العراق".

تقول يوسف، "أنا أثمن كثيرا الثقة والأخلاقية التي يتشاركون بها معنا، اعتقد ان الطلبة في الجانبين، خصوصا في نورث كارولاينا، قد تعلموا كثيرا عن الاختلافات في الثقافة والحياة اليومية. انه الشيء الذي كنت اتمناه ان يحصل عند الشروع بهذا البرنامج." وأوضح التقرير، أن "يوسف وزميلها سجوت بدآ بتنظيم هذا التواصل الافتراضي بعد ان اكملا محاضرات المدرسة غازي، وكانا يريدان السماع أكثر من الطلبة العراقيين الذين قمع تنظيم داعش الإرهابي تعليمهم خلال احتلاله لمدينتهم على مدى ثلاث سنوات".

تقول المدرسة غازي، إن "مواضيع مثل الفلسفة والفنون والموسيقى قد تم منعها في جامعة الموصل من قبل داعش، تحدثنا مع أساتذة هناك كانوا يعطون مادة الفلسفة وطلبة تعذر ذهابهم للجامعة خلال تلك السنوات، وكيف كان وقع ذلك عليهم."

وتحدث التقرير، عن "قسم من القصص التي توضح ما كان الامر عليه هناك، أحد طلبة جامعة الموصل يستذكر عندما ذهب الى مقهى انترنيت، ثم دخل أحد مسلحي داعش وهو يرتدي حزاماً ناسفاً".

وذكرت غازي، أن "المسلح قال سأضغط على الزر وأفجر المكان بأكمله، كان طلاب جامعة الموصل يروون هذه القصص لنا وكأنه لم يحصل شيء، كانت هذه القصص من تجارب حياتهم اليومية."

وشدد التقرير، على أن "قصص طلبة الموصل ولدت انطباعاً قوياً لدى اقرانهم من طلبة صف المدرّسة غازي في جامعة نورث كارولاينا".

وأوضحت المدرسة غازي، أن "أحد الطلاب قال لي انه اعتاد ان ينظر الى التعليم كأنه عبء، كان يفكر بالديون التي يجب عليه ان يسددها او الأموال التي يجب ان ينفقها، ولكن بعد تجربة التواصل هذه قال هذا الطالب انه أدرك الان بان التعليم الذي يحصل عليه هنا هو بمثابة امتياز."

ويواصل التقرير، أن "الطلاب تحدثوا أيضا عن الفنون والاطعمة والاثار والثقافة العراقية التي كان داعش يحاول قمعها".

وترى الطالبة يوسف، أن "احدى أكثر اللحظات متعة التي عشتها هي عندما نبدأ جميعنا بالحديث عن الطعام، كنت اتطرق بالحديث عن طبق اعتدت اكله وهي اكلة عن لحم مقدد بالأساس يعتبر طبقا عراقيا، صديقاي محمد وهبة في الموصل كان رد فعلهما يعبر عن بهجة."

ويسترسل التقرير، أن "غازي كانت قد فقدت قسما من اقاربها واحبائها في العراق اثناء الحرب، وعادت الى العراق في عام 2018 وعملت فيلماً وثائقياً عن الحياة تحت سيطرة داعش تحت عنوان (الموصل أم الربيعين)، وعرض هذا الفيلم في جامعة نورث كارولاينا في نيسان عام 2022، والتقت بعوائل تحولت بيوتهم الى حطام".

وتابع التقرير، أن "يوسف قامت بعمل صداقات مع كثير من المشاركين، وهي تعمل الان مع سجوت وغازي في كيفية تعزيز هذا التواصل قبيل الفصل الدراسي القادم لخريف عام 2022".

وتقول يوسف، إن "الأصدقاء الذين تواصلت معهم عبر هذا البرنامج هم من أكثر الناس لطفا الذين لم التق بمثلهم في حياتي، اود ان اتواصل بحوارات أخرى معهم."

ومضى يوسف، إلى "ضرورة أن نصغي لما يقوله الناس على الطرف الآخر من العالم في العراق، هذا كل ما يريدونه، انهم يريدون شخصاً ما ان يجلس ويصغي لما يتحدثون به".

عن: موقع جامعة نورث كارولاينا