TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > موندياليات: أفهموها!

موندياليات: أفهموها!

نشر في: 9 يوليو, 2010: 06:35 م

 صفاء العبدهل كان خروج الأرجنتين مفاجأة ؟شخصيا لا أعتقد ذلك ، بل المفاجأة الحقيقية هي في وصول هذا المنتخب الى الدور ربع النهائي ، وكذلك في تحقيقه تلك النتائج التي أهلته لبلوغ هذا الدور من البطولة.ربما يستغرب البعض مثل هذا الطرح ، وخصوصا اولئك الذين يعشقون الكرة الأرجنتينية ،
لكنها الحقيقة التي قد تزعج الكثيرين والتي تذهب الى ان هذا المنتخب كان قد توجه الى جنوب أفريقيا بدون مدرب ليبحث هناك عن " ضربة حظ " قد تمنحه فرصة الفوز باللقب العالمي الكبير. وفي الحقيقة فان المسؤولين عن الكرة الأرجنتينية كانوا قد تعاملوا مع هذا الامر على طريقة "البوكر".. اذ عل وعسى ان ينجح اللاعب " العملاق " مارادونا في ان يترجم خبرته وإمكاناته كلاعب لا يتكرر بسهولة الى ما يمكن ان يصنع من خلاله انجازا يشبه ما كان قد حققه في مونديال المكسيك قبل نحو ربع قرن من الزمن يوم قاد الأرجنتين " كلاعب " الى الفوز بكأس العالم .غير ان المنطق هنا هو الذي فرض نفسه .. والمنطق هذا لا يعترف طبعا في ما يذهب اليه البعض ممن يمزجون بين نجاحات المرء كلاعب وما يمكن ان يحققه كمدرب .. فنجاح اللاعب وتألقه لا يكفي أبدا لان يجعل منه مدربا ناجحا حتى لو كان هذا اللاعب هو مارادونا الذي يتفق الكثيرون على انه أفضل لاعب انجبه القرن الماضي على الإطلاق !لا أقول ذلك للتقليل من شأن مارادونا ، فانا شخصيا من اشد المعجبين به وربما اكثرهم تحمسا له ، ولا انكر انني كنت اتمنى له النجاح في مهمته كمدرب انطلاقا من اعجابي به كلاعب فتن العالم كله يوم كان يصول ويجول ويمتع الجميع بتلك الفنون الكروية التي يحب ان يراها مجددا في ملاعب الكرة .. لكنني اتحدث هنا عن هذا " الخلط " الغريب بين نجاحات المرء او إخفاقاته  بحيث ننظر لمن ينجح في جانب على انه مؤهل تماما وبدون مقومات للنجاح في مهام أخرى ربما تكون مختلفة الى حد بعيد ، والعكس صحيح ايضا في حالات الفشل او الإخفاق .. فليس بالضرورة ان ينجح اللاعب في ان يكون مدربا .. وليس بالضرورة ان يكون المدرب الناجح لاعبا ناجحا في وقت سابق .. والامثلة هنا عديدة وكثيرة .. واقربها هو الاشد قربا الى مارادونا نفسه يوم قاده وزملاءه في المنتخب الارجنتيني للفوز بكأس العالم عام 1986 مدربا لم يكن قد لعب كرة القدم وانما كان في حقيقته طبيباً دخل الى المجال التدريبي من بوابة الهواية ليحقق في ما بعد ذلك الانجاز اللامع الذي يعد الأكبر على صعيد كرة القدم العالمية ونعني به طبعا المدرب بيلاردو ، الصديق الحميم لمارادونا ماضيا وحاضرا أيضاً.  لا انكر طبعا أمكانية ان يصبح مارادونا مدربا كبيرا وناجحا وربما متألقا الى حد بعيد ايضا ما دام يمتلك الاسس المطلوبة لذلك ومن بينها خبرته كلاعب سبق ان تعامل واختلط مع العديد من المدربين الكبار الذين سبق ان اشرفوا على تدريبه في ناديه او منتخبه .. لكنني اشترط هنا ان تتهيأ له الفرص المطلوبة لتحقيق وتكامل مثل هذا النجاح .. ومن بين اهم الفرص هذه وأكثرها إلزاما ووجوبا على الإطلاق هو الخضوع لبرنامج تعليمي يتيح له فرصة التعلم وبطريقة أكاديمية سليمة يمكن أن تتأتى من خلال دراسة علوم التدريب والمشاركة في الدورات التدريبية التي ليس بدونها أبداً يمكن لأي شخص ان يصبح مدربا .أما السؤال هنا فهو .. من اين لمارادونا ان يصبح مدربا وهو لم يشارك حتى هذه اللحظة في أي دورة تدريبية .. من أين له أن يصبح مدربا وهو لم يقرأ ، على حد قوله ، اي كتاب يختص بعلم التدريب في كرة القدم؟!هل يكفي ان يتكىء ، مارادونا او غيره ، على خبرته كلاعب لكي يصبح مدربا ناجحا ، وأين في كأس العالم التي يلتقي عندها " عباقرة " التدريب في العالم كله؟!  الإجابة لا تقبل الاجتهاد أبداً .. فحتى اولئك الذين يمكن ان يجادلوني بنجاحات مارادونا في الدورين الاول والثاني في هذا المونديال يدركون جيدا بان تلك النجاحات كانت تعتمد على المعنويات والعلاقات الحميمة مع لاعبيه والتي حاول مارادونا ان يجعلها اساسا للنجاح في هذه البطولة ، إلا ان ذلك قد ينجح مرة او اثنتين ولكنه لا يمكن ان يمضي حتى النهاية وهذا ما كشفت عنه مباراة " الكتيبة المارادونية " امام الالمان والتي انتهت باكثر من فضيحة حيث ان الارجنتين لم تخسر بالأربعة فقط وانما خسرت بعد ان تكشفت حقيقة هذا المنتخب الذي يعاني من أخطاء لا حد لها وخصوصا في الجانب الدفاعي الذي يراه المدربون الناجحون على انه أساس نجاح او فشل أي منتخب أو فريق .وبعد ، فان ما نقوله هنا عن مارادونا ينسحب على العديد من الحالات المماثلة وفي كل مكان بما في ذلك ساحتنا الكروية التي شهدت وتشهد باستمرار مثل هذه الأخطاء التي لا يمكن إلا أن تأتي بأخطاء من تلك التي أصابت الكرة الأرجنتينية بهذا الزلزال المدمر. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram