اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: فـي ذكرى عظيم الشعراء

العمود الثامن: فـي ذكرى عظيم الشعراء

نشر في: 26 يوليو, 2022: 11:36 م

 علي حسين

الإنسان أولاً.. قالها عظيم الفرنسيين فولتير، وأعتذر للقرّاء الأعزاء، عن كثرة الاقتباسات من الكتب، وكان غريمه جان جاك روسو يجد أن الدولة العادلة هي التي تحترم قيمة الحياة، عاش فولتير مطارداً، ومثله روسو، لكن بعد سنوات حمل رجال الثورة توابيت روسو وفولتير على الأعناق ليُدفنوا في مقبرة العظماء .

تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة والعشرون لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري الرمز الوطني الذي أرّخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً، صاحب أخي جعفر، وآمنت بالحسين، وقلبي لكردستان، تمر ذكراه ونحن نعيش عصر أمراء الطوائف والمحاصصة البغيضة والبحث عن الغنائم، عصر المحسوبية والانتهازية، والنواب الذين يتهالكون على الامتيازات أكثر من تهالكهم على حضور جلسات البرلمان، عصر وُزّعت فيه رواتب تقاعدية لسياسيين أمضوا تسعة أشهر في الخدمة قضوها بين مصايف لبنان وأبراج دبي. أيها الشاعر المكافح في سبيل عراق حر وديمقراطي، دعاة الديمقراطية اليوم منشغلون بمعركة كسر العظم .

هناك أشخاص يحفرون أسماءهم في ذاكرة شعوبهم، وقد نختلف أنا وأنت في تقييمنا لشخص ما، لأن الأمر يتعلق مرة بالعواطف، ومرات أخرى بالمصلحة، ومرّات كثيرة بالتعصب، لكن لا يمكن أن نختلف على أنّ الجواهري ولد ومات وهو يمثّل جوهر الوطنية العراقية، حيث تجمعت في شعره وحياته ومواقفه كلّ أفراح العراقيين وأحزانهم ونضالهم من أجل الحرية والخير والعدالة الاجتماعية.. ولا أعتقد أن الجواهري بحاجة إلى شهادة تثبت وطنيته، ولهذا سأعود للحديث عن معركة النشيد الوطني، سيقول قارئ عزيز: لماذا يارجل تستغرب ونحن نعيش في بلاد لا تزال حتى هذه اللحظة لا تحتفل بعيد وطني؟، وأنا وأنتم نعرف أنّه في كل دول العالم هناك يوم وطني يمثل الحدث الأبرز في تاريخ هذه الدولة، إلا في هذه البلاد التي يستكثر عليها البعض أن يكون لها يوم وطني.

منذ عقود وبرلماننا "الرشيد" سخّف موضوعة الوطنية، فلم تعد لها قيمة، ووجدنا من يسخر من العلَم والنشيد الوطني، وعشنا الموقف الدرامي الذي قدّمه لنا المواطن البرازيلي ماجد النصراوي أيام كان محافظاً البصرة، عندما رفض سماع النشيد الوطني العراقي بسبب استخدام الآلات الموسيقية، اعتقاداً منه أنها تسبب الضرر لعقيدته الدينية !.

وفى النهاية إسمح لي بأن أقول لك أيها الجواهري الكبير، عفواً.. هذا ليس زمانك وبالتالي لا تحزن ، فنحن ما زلنا نعيش عصر الطرطرا الذي وصفته أبلغ وصف،"أي طرطرا تطرطري تقدمي تأخري تشيعي، تسنني، تهودي، تنصري، أي طرطرا إن كان شعب جاع أو خلق عري، أو صاح نهباً بالبلاد بائع ومشتري".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram