 بغداد/ مراد حسين

باتت ظاهرة استخدام الطائرات العسكرية لنقل الوفود والشخصيات السياسية وعوائلهم، داخل حدود العراق وخارجها، سمة جميع الحكومات على مدار السنوات الماضية. ويقول مصدر في قيادة القوة الجوية لـ (المدى)،

"ننفذ يوميا من 4 إلى 5 وجبات، لنقل السياسيين والقادة الأمنيين، وأحيانا عوائلهم، داخل وخارج البلاد"، لافتاً إلى أن "تلك الوجبات لم تندرج ضمن الوجبات الرسمية لعمل القوة الجوية". وأضاف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن "طائرات النقل العسكري تستخدم بشكل يومي، من 8 صباحاً وحتى 12 ليلاً، لنقل الشخصيات السياسية والأمنية". وأشار المصدر، إلى أن "الطائرات العسكرية تقوم بنقل رؤساء الحكومة والجمهورية والبرلمان، فضلاً عن وزير الدفاع والقادة الأمنيين أسبوعيا من محافظتي أربيل والأنبار إلى بغداد بعد انتهاء عطلهم الرسمية، أو ما يسمى بالإجازة الأسبوعية". وتابع المصدر، قائلاً إن "الساعة الواحدة للطيران العسكري تكلف الدولة من 5 آلاف دولار إلى 25 ألف حسب زمن الرحلة والطاقم المشرف عليها"، موضحاً أن "استخدام الطائرات العسكرية من قبل تلك الشخصيات تزايد خلال الفترة الماضية". وبشأن الرحلات الغريبة، يتحدث المصدر بالقول إن "طيران القوة الجوية نفذ واجباً بنقل جثة شقيقة الفريق الأول الركن عبود قنبر، من تركيا خلال الأشهر الماضية"، مبيناً أن "تلك الوجبات لن تندرج ضمن الوجبات الرسمية إنما تمثل مجاملات تقدمها قيادة القوة الجوية لتلك الشخصيات".

رأي نيابي

إلى ذلك، اعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية مهدي تقي، أن "لجنة الأمن والدفاع النيابية لا تمتلك معلومة حول ملف استخدام هذه الطائرات لأسباب شخصية". وفي حديث لـ (المدى)، أشار تقي، إلى "مفاتحة أعضاء اللجنة لمعرفة الحقائق وإجراء تحقيق شامل بشأن هذا الملف"، مبيناً أن "استخدام الطائرات العسكرية لرحلات شخصية غير مقبول".

خروقات قانونية

من جانبه، قال الخبير الأمني صفاء الأعسم، في حديث لـ (المدى)، إن "هناك صلاحيات تتيح للقائد العام للقوات المسلحة والقيادات الأمنية التنقل بالطائرات العسكرية خلال الوجبات الرسمية، ولا يجوز استخدامها للتنقل الشخصي". وأوضح أن "نقل رؤساء الجمهورية والبرلمان والوفود السياسية بالطائرات العسكرية يخالف القانون العسكري الذي يمنع استخدام الطائرات العسكرية لمن لا يمتلك صفة أمنية". وأضاف الأعسم، أن "الكلفة التشغيلية للطائرات العسكرية لا تقل عن 25 ألف دولار للساعة الواحدة، والتي تشمل مصاريف وقود والطاقم المخول فيها على الطيران والخدمات الأخرى". وختم الأعسم، حديثه بالقول إن "هناك العديد من الخروقات يجب العمل على إيقافها".